مرحلتان مر بهما التمرد القبلي يراهما عبدالوهاب العيسي، الأولى مع إسقاط مفهوم شيخ القبيلة سياسيا واستبداله بالنواب الأحرار، والثانية مع إنقلاب أبناء القبائل على نوابهم

زاوية الكتاب

كتب 3157 مشاهدات 0



الوطن

تاريخ التمرد القبلي

 
كتب , عبدالوهاب العيسى

تشرفت يوم الاربعاء الماضي باستضافة مجموعة من شيوخ قبائل الكويت في برنامج «توالليل» ودار الحديث حول العديد من المحاور المتعلقة بالحقبة الحالية من تاريخ الكويت، والمحور الاهم هو ما يخص تحول القبيلة من موالية للنظام الى معارضة له، فكان الاجماع على موالاة القبائل للصباح ونسف لمفهوم «القبيلة المعارضة» والتأكيد على ان المعارضين من القبائل لا يمثلون قبائلهم وهم قلة داخل القبيلة وارجعوا تحامل هذه الفئة على الحكومة لإزالة الدواوين ومكافحة الفرعيات وحماية شخصيات تستفز ابناء القبائل وتسيء لهم، كما ازيد عليهم التعليم وزيادة في الوعي السياسي الذي كان غائبا عن الاباء والاجداد مع هضم مفاهيم الديموقراطية وطبيعة الدولة المدنية المحكومة بالدستور والقانون فبهم زال ارهاب المساءلة والحساب والتعبير عن آرائهم والدفاع عن حقوقهم.
تخوف البعض من انتقال المعارضة القبلية الى تمرد على النظام والحكم في المستقبل اتفق معه ولكنه ليس على الدولة بل على القبيلة نفسها والتمرد هنا ليس وليد اللحظة بل كانت بدايته مع نشأة الدولة المدنية، كيف؟
قبل الاجابة عن هذا السؤال أود ان اوضح ان المقصود بالتمرد ليس التمرد العصياني او الدعوة للاشتباك بل اقصد التمرد الفكري باسقاط مفاهيم قديمة واستحداثها بجديدة تواكب التطور السياسي الكويتي.
تاريخ التمرد القبلي مر بمرحلتين رئيسيتين الاولى تتمثل بإسقاط مفهوم شيخ القبيلة وابعاده عن قيادتها سياسيا واصدار الاوامر والنواهي فيها وحصره فقط في حل النزاعات ومباركة التحالفات.
وبعد سقوط مفهوم شيخ القبيلة التقليدي واستبداله بـ«النواب الاحرار» أصبح لكل قبيلة جمال عبدالناصرها بعد الفاروق فأصبح ممثلو القبيلة في مجلس الامة هم من يقودون القبيلة في اتجاه المولاة او المعارضة ويملكون القدرة على تهدئة الناس او انزالهم للشارع.
حادثة ديوانية الحربش ادخلتنا في المرحلة الثانية من مراحل التمرد القبلي والتي انقلب فيها ابناء القبائل على نوابهم بعد شيوخهم وما حصل في ديوان النائب حسين مزيد وغيره من نواب خير شاهد على الكلام فما نعيشه في الكويت اليوم ليس فقط غضب ناخب على نائب بل اعلان نهاية الحكم الجمهوري في القبيلة ولم يعد النائب يملك ادوات التهدئة والشحن كما في المرحلة الاولى بل العكس الشارع اليوم هو من يملك أدوات شحن وتهدئة النائب.
ربما ندخل في المستقبل للمرحلة الثالثة وهي تمرد الشارع على الشارع بعد الوصول لقناعة ان نهج المعارضة «الراديكالية» لا يجدي نفعا كونه خسر ابناء القبائل بشكل خاص والكويت بشكل عام الكثير، وفي هذه المرحلة سينتهج ابناء القبائل نهجا واسلوبا جديدا في المعارضة اخف حدة من اليوم يصعب فيه النزول للشارع وارجاع هيبة الادوات الدستورية والله أعلم.

عبدالوهاب العيسى 

 

تعليقات

اكتب تعليقك