اضطرابات مصر وتونس، برأي أحمد الدعيج بمنأى عن ان تنتقل إلى الكويت رغم مؤشرات الفساد ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1020 مشاهدات 0


هل تنتقل الاضطرابات إلينا؟

 
كتب , د. أحمد يوسف الدعيج
 
 
ما يحدث هذه الأيام في مصر وقبلها في تونس من اضطرابات جماهيرية مزلزلة مرشح للانتقال الى دول عربية أخرى، هذه الاضطرابات التي قادها الشباب وركب أمواجها الكثيرون أسبابها معروفة تنحصر في فقر وكبت حريات واستبداد وظلم وطغيان واستشراء للفساد بشتى صوره وتقريب لكل فاسد فاشل، ولكنه من الموالين للنظام، وتمكينهم من مراكز اتخاذ القرار المعلن منها والخفي، واستئثار شرذمة قليلة من الصعاليك القدماء بخيرات البلاد على حساب عموم الشعب المسحوق ما أدى الى نخر في بنية المجتمع وتذمر بقي مكبوتا لمدة طويلة ثم ما لبث ان انفجر في ثورة لا حدود لها، الأوضاع نفسها في بلدان كثيرة والسيناريو مرشح بقوة للتطبيق في أماكن أخرى فهذا السيناريو العاصف لا يحترم الجغرافيا ولا تعيق انتقاله الحدود.
الكثير من الدول العربية التي لها أوضاع مشابهة لتلك الأوضاع في الدولتين الشقيقتين، ولا داعي هنا لذكر أمثلة، بادرت قياداتها باتخاذ بعض الاجراءات السياسية والاقتصادية للتخفيف من غضب شعوبها المكبوت ولكنها بالتأكيد اجراءات لا تكفي ومن المرجح ان تنتقل العدوى عبر الانترنت، المارد الرهيب، في دول أخرى المال كفيل بستر الكثير من العيوب ومظاهر الفساد، عن طريقه تتقلص معدلات البطالة ويستطيع رب الأسرة القيام بمتطلبات أسرته ومع توفر للخدمات الصحية والتعليم بسبب ميزانية الدولة التي تتيح ذلك، ربما يجعل كل ذلك المواطنين يصبرون على ممارسات سياسية سيئة مصحوبة بكبت للحريات.
في الكويت يتمتع المواطنون ولله الحمد بأحوال معيشية رائعة مع مستوى جيد من الخدمات وهامش كبير من الحريات ونظام ديموقراطي قل ان تجد له نظيرا في الكثير من الدول فما بالكم في البلاد العربية، وهذا بفضل الله يجعل الكويت بمنأى عن الاضطرابات التي تعاني منها دول أخرى في المنطقة ولكن هذا لا يعني عدم وجود مؤشرات فساد اداري واقتصادي مزعجة تتزايد عاما بعد عام سببها الأول افساد الجهاز الاداري للدولة بالكثيرين من الذين أسندت لهم وظائف قيادية في الوزارات والمؤسسات الحكومية على أساس انهم «محاسيب» على هذا وذاك فاضطرب بذلك أداء تلك المؤسسات والوزارات بل وتردى في بعضها.يجب ألا يعتمد دائما على المال باعتبار انه الدواء لكل العيوب، فهذه القاعدة ليست صحيحة في كل الأحوال، ولكن المبادرة في الاعتراف بالخطأ ثم العمل الجاد والمخلص على اصلاحه هو خير ضمانة لاستقرار الأوضاع.

د.أحمد يوسف الدعيج  
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك