حكومة ونواب، لضرب حركة الشباب

محليات وبرلمان

8320 مشاهدات 0

تجمهر الآلاف الشهر الماضي بساحة الصفاة

رأينا

 بدعوة من حركات شبابية جديدة، تحتشد جموع من المواطنين اليوم الثامن من مارس بساحة الصفاة وذلك للمطالبة برحيل الحكومة ورئيسها وبسياسة ونهج جديدن لإنقاذ البلاد مما غرقت فيه من فساد وترد وانهيار في أداء أجهزة ووزارات الدولة المختلفة. والحركة الشبابية التي تداعت اليوم، هي حركة شبابية بدأت قبل ثورات الشعوب العربية، ونشطت في مراحل مختلفة من نبيها خمس إلى حركة 'إرحل نستحق الأفضل'، وهي حركات شبابية تنبيء بدخول قوى اجتماعية وسياسية جديدة، وأسطع دليل على تجاوز هذه المجاميع الشبابية للقوى السياسية والنيابية.
 ولعل الواحد يشهد نوعان أساسيان من تخبطات حكومية ونيابية لا يمكن فهمها إلا أنها تنسيق حكومي مع بعض النواب والكتل: الحكومة تهدف لتفريق الاعتصام وتشتيت أهدافه، وبعض الكتل والنواب يحاولون إثبات أنهم الأقوى والأقدر على معارضتها، ولذلك اجتمعت الحكومة مع هؤلاء النواب لإفشال حركة الشباب وتحركهم. وحار المراقب بين من صوتوا بعدم التعاون مع رئيس الحكومة بالأمس القريب، ولكنهم اليوم يرفضون حتى التظاهر ضده، فما الذي تغير برئيس الحكومة ووزارئه كي ينقلب هؤلاء النواب خلال أيام معدودة؟
إن المقاطعة النيابية للاعتصامات الشبابية تعكس ما وصلت إليه المؤسسة البرلمانية نفسها من ترد وفساد وانحياز للحكومة وارتماء بأحضانها، وهي مقاطعة تعزز المطلب المشروع بالمسارعة إلى رحيل الحكومة وحل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة سيكون للشباب فيها الكلمة الفصل، وسوف يزيحيون بالتأكيد من يتفرج على حركتهم، ويرفض حتى المشاركة فيها.
 إن إجراءات الحكومة الأمنية بإغلاق ساحة الصفاة، هي محاولة بائسة لوقف حركة الشباب وتشتيتهم، وهي فكرة غبية لوقف المطالبات الشعبية برحيل الحكومة، ولا يمكن تفسير إعلان الحكومة بموافقتها على التجمهر بساحة الإرادة، ومنع الناس من الاعتصام بساحة الصفاة، وهي التي سمحت لهم يوم تصويت عدم التعاون بالتجمهر في ساحة الصفاة، ومنعتهم من الاعتصام بساحة الإرادة. إنها تخبطات حكومية تزيد هؤلاء الشباب إصرارا على مطلبهم المشروع والواعي وهو حتمية وضرورة رحيل الحكومة لإنقاذ البلاد من التدهور والفساد.
إن الحكومة والأجهزة الأمنية مطالبة بأن تعي مطالب هؤلاء الشباب السلمية والمشروعة، وألا تقدم على حماقات تعليمات اللحظات الأخيرة، وأن تدرك خطورة نتائج الإقدام على أي صدام مع هؤلاء الشباب –لا سمح الله، فلقد أعلنوا سلمية تحركهم، ومشروعية مطالبهم الدستورية، ولا مبرر أبدا لمحاولة وقفهم أو قمعهم.
لقد تجاهلت معظم وسائل الإعلام المرتبط بالهبات والعطايا والمتغلغل بالفساد دعوات هؤلاء الشباب للتعبير عن رأيهم المشروع بشكل سلمي، ظنا منهم أنهم لا زالوا يؤثرون في هؤلاء الشباب وحركتهم، وايهاما للغباء الرسمي بأنهم يهدئون الرأي العام بتجاهلهم للاعتصام الشبابي، ولكن الشباب تجاوزوا الإعلام التقليدي، وتساموا فوق إعلام 'حاضر طال عمرك' وسافلة 'أنا أضبطهم يا طويل العمر'، وكبروا عن عبارات 'كلهم جم ياهل'، وسوف تهتف أصواتهم مساء اليوم حبا لهذا الوطن، وإنقاذا له، وحفاظا على مستقبل الشباب ومستقبل الكويت.
                                                           رأينا
 


 

رأينا

تعليقات

اكتب تعليقك