الهاجري: يتوجب الاستفادة من التطور التكنولوجي

شباب و جامعات

1207 مشاهدات 0

د.مبارك الهاجري

تحت رعاية مدير جامعة الكويت أ.د. عبد اللطيف البدر نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت مؤتمر 'تقنية الاتصال الحديثة .. نظرة متوازنة' صباح أمس الأربعاء بالكلية، بحضور نائب مدير الجامعة للشؤون العلمية أ.د. ناجم الناجم الذي أناب عن مدير الجامعة لافتتاح المؤتمر ، وعمداء الكليات والمسؤولين والأساتذة بالجامعة.

من جهته ألقى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت أ.د. مبارك الهاجري كلمة قال فيها: إن العالم يشهد حاليا نموا هائلا في مجال توافر موارد المعلومات والمعطيات وتبادلها من جهة، وتطور تكنولوجية المعلومات من جهة أخرى، وأصبحت شبكات الاتصال المعلوماتية 'الانترنت' من الوسائل الضرورية والأساسية للتعامل مع هذا النمو السريع، فقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة منظومات وشبكات تعتبر بمثابة مسارات لتدفق وتبادل المعلومات بسرعة فائقة، فأصبحت تربط بين الأشخاص في مختلف الدول والقارات وتشمل مجالات عدة اقتصادية كانت أو اجتماعية أو ثقافية، فجعلت العالم كقرية صغيرة تقاربت فيها الأفكار وتضاءلت فيها المسافات.

وأضاف الهاجري: وجب على المختصين في مجال العلوم الشرعية أن يأخذوا بنصيبهم من التأهيل التقني لمواكبة هذا التطور، ومن هنا كانت انطلاقة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، نحو تأصيل شرعي وواقعي لهذه التقنيات وما صاحبها من مستجدات تحتاج لبيان الحكم الشرعي فيها، مما أوجب علينا تهيئة طلاب العلم الشرعي للنهوض بهم ليكونوا على مستوى مناسب للتعامل مع هذه التقنيات ومستجداتها، وانطلاقا من استشعار الكلية لمسؤوليتها فقد بادرت بعقد هذا المؤتمر الذي يتناول ثلاثة محاور أساسية، الأول يدور حول النظرة التربوية والاجتماعية والأمنية والأخلاقية في تقنية الاتصال، والثاني عن النظرة الشرعية والفقهية في تقنية الاتصال، والثالث عن توظيف التقنية الحديثة في خدمة العلوم الشرعية، وإن عقد هذا المؤتمر يأتي في ظل التطور النوعي والكمي الذي تشهده الكلية، لأن الثورة الحالية لتقنية الاتصال تتسم بالتقدم الهائل المتمثل في قوة وسائل الاتصالات ذات السرعة العالية، وقد طغت تلك الأشكال في المجالات المختلفة ولا يخفى على أحد ما صاحب ظهور هذه التقنية، من آثار جمة على جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية والأمنية.

وقال: كان لزاما على الأمة الإسلامية أن تتنبه إلى إيجابيات تقنية الاتصالات وسلبياتها، كي تحافظ على هويتها وتحصن أجيالها وتستفيد من هذه التقنية بما يساعد على رفعة الأمة ونهضتها وتقدم أبنائها ورقيهم بعيدا عن سلبياتها التي قد تجلب الدمار وتدهور الأخلاق، والجدير بالذكر أن تقنية الاتصالات في الآونة الأخيرة كانت سببا مباشرا فيما تشهده المنطقة العربية من تغييرات سياسية، من خلال استخدام الفضائيات والهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت مثل 'الفيس بوك وتويتر' وغيرها، مما يجعلنا نسعى في ترشيد استخدام هذه التقنيات وتوجيهها للمصلحة العامة للحفاظ على الأوطان وحماية الأجيال، ولم تكن هذه التقنيات يوما مثار مشكلة في نفسها وإنما الكلام في طريقة التعامل معها فطريقة التعامل مع هذه الإفرازات الحضارية قد تختلف من بلد إلى آخر، فتنشأ بين آونة وأخرى تساؤلات متضاربة شاكية من الآلية التي يتم التعامل بها.

وأضاف الهاجري: لقد أصبح العالم اليوم قرية صغيرة تعيش تحت سماء مفتوحة لكل الاجتياحات الإعلامية والهجمات الاتصالية، وفي هذا العصر الذي سمي بحق عصر المعلوماتية وعصر ثورة الاتصالات، فإن الأمم والبلاد التي تعجز عن مواكبة هذا الانقلاب الحضاري والتقني ستجد نفسها ملقاة خارج إطار العصر، إذ أثبت هذا الطوفان الاتصالي العاتي أنه أمر لا فكاك منه ولابد من التعامل معه، حتى يمكن تطويعه لما يكون فيه الخير والصلاح للمجتمع ككل ولقد انصهرت كل أجهزة الاتصالات في بوتقة واحدة ولم تعد هناك حواجز، وتحولت في مجموعها إلى كتائب زاحفة على كل العقول والأفئدة البشرية سواء بالسلب أو الإيجاب، ذلك أن أسلحة هذه الكتائب ذات حدين إذ يمكن أن تستخدم في تنوير العقول وتثقيفها وفي الحوار معها، وفي تعميق قدراتها وتبادل المنافع بينها أو في غسيل هذه العقول والأفئدة وتغييبها وتحويلها إلى مجرد أجهزة للاستقبال ثم المحاكاة لها أو التقليد بين جدية العطاء وعبث السفهاء.

وأكد الهاجري أنه كان من الضروري أن تهتم كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالتقنية الحديثة للاستفادة القصوى منها، مضيفا: فيما يفيد العملية التعليمية ويعود بالنفع على كليتنا وأعضاء هيئة التدريس والطلبة، وعلى مجتمعنا بالخير والرخاء والأمن والأمان، وأدعو الله تعالى أن يوفق الجميع وأن يكتب النجاح والتوفيق لهذا المؤتمر، ويؤتى ثماره الطيبة النافعة وأن يمن الله تعالى على الأمة الإسلامية بتمام نعمة الاستفادة من جميع المخترعات الحديثة وتسخيرها في كل ما هو نافع ومفيد.

الآن:المحرر الطلابي

تعليقات

اكتب تعليقك