لهذه الأسباب السلطات الكويتية صادقة في اتهاماتها لإيران- خليل حيدر يُعددها لنا ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2305 مشاهدات 0


طرف الخيط
 

الكويت.. والتجسس الإيراني

 
خليل علي حيدر


 
كشف الإعلان عن شبكة التجسس الايرانية ضد الكويت والأحكام الصادرة بحقها والتفاصيل المنشورة حول مدى تغلغل الشبكة في تجميع الاسرار العسكرية، والاشخاص المتعاونين معها، واحتمال وجود شبكات اخرى وخلايا نائمة، حجم التردي الهائل في العلاقات الايرانية – الكويتية من جانب، واستماتة العناصر المغامرة في الحرس الثوري الايراني، ومن يؤيد مثل هذه السياسات المخربة للعلاقات الودية من رجال النظام الايراني، في تحقيق منجزات وانتصارات معلوماتية خليجية عبر التجسس، حتى لو كان ذلك على حساب دولة عميقة الود في صداقتها، ومخلصة في علاقاتها مع ايران حكومة وشعبا ومذهبا، وبخاصة منذ تحرير الكويت 1991.
لنتجرد من كل الاعتبارات ونتساءل: هل السلطات الكويتية صادقة في اتهاماتها لإيران؟ ونجيب صراحة: بالطبع صادقة ودقيقة.. لعدة اسباب:
-1 فهناك مغامرون داخل النظام الايراني واجهزته قد يقدمون على اي شيء في دول الجوار وفي كل العالم لإثبات وجودهم وضرورة بقائهم ولو على حساب مصالح الحكومة والشعب والثورة. وهذا ما يدفع ثمنه الشعب الايراني كل يوم منذ سنين طويلة. بل ان هؤلاء المغامرين يزدادون قوة ونفوذا.
-2 في الكويت، بعكس ما يقول الرئيس الايراني، اشياء كثيرة يمكن التجسس عليها، فالوجود الامريكي مثلا قوي وراسخ وموضع تقدير وامتنان في دولة الكويت. والكويت حليفة استراتيجية للولايات المتحدة الامريكية، وكانت الكويت ولاتزال نقطة تجمع مهمة في عموم المنطقة –ربما منذ خروج بريطانيا من المنطقة قبل نصف قرن– للجيوش الامريكية، وبخاصة في حرب تحرير العراق. فحتى تركيا عضوة الناتو، لم تسمح بعبور القوات الامريكية منها لدخول العراق، بعكس الكويت التي رحبت بذلك كل الترحيب، عندما دنت لحظة اسقاط نظام صدام حسين، تماما كما كانت هذه المنطقة مهمة واساسية لإسقاط النازية في الحرب العالمية الثانية.
-3 ثم ان الكويت دولة مؤسسات ومحاكم مستقلة وصحافة حرة واعلام غير خاضع لـ«مراكز القوى». فحتى الوزراء وسمو رئيس الوزراء وكل المسؤولين مستهدفون كل يوم من هذا الاعلام. في الكويت حرية تعبير للشيعة والسنة، وحرية تحرك وثقة بالناس وسلطات مفصولة وحق تقاضٍ ومحامون مستقلون ومراعاة دقيقة لأصول التحاكم. فلا مجال هنا لطبخ القضايا واختلاق الشبكات الوهمية.. كما في اماكن اخرى!
-4 نحن بحاجة ماسة حقا لمن يشرح لنا، ما مصلحة الكويت، وهي دولة صغيرة جدا مقارنة بدول الجوار كلها، في ان تختلق مشكلة تجسس او ازمة ثقة، او تسعى في تدمير علاقاتها الدبلوماسية والاعلامية والسياسية مع دولة رئيسية مهمة ذات علاقات قديمة بالكويت وأهلها، مثل جمهورية ايران الاسلامية؟! ما المخطط الكويتي الذي لا تكتمل اركانه ويشتد بنيانه الا باختلاق قصة تجسس من هذا القبيل ضد ايران؟ وماذا تريد الكويت وراء دخولها في نفق مظلم من هذا القبيل ان كانت قصص شبكات التجسس مختلقة؟
-5 كانت الكويت سباقة في الوقوف مع الجانب الايراني في كل كارثة تصيب ايران وبخاصة الزلازل. بل ان الكويت اول الدول الخليجية المتبرعة حتى لشيعة جنوب لبنان ولتعمير مراقد الائمة في سامراء بالعراق وغير ذلك. ولو كانت الادارة الكويتية تستمع للمتطرفين والمتشددين الذين يعادون ايران من المتعصبين الكويتيين، لكانت العلاقات الكويتية – الايرانية مدمرة منذ سنين بعيدة!
-6 لقد وضعت ايران نفسها منذ سنين موضع الشك! فما من مناسبة تمر الا ويصدر من بعض المسؤولين في الحرس الوطني او الجيش والاسطول وبعض الساسة تصريح او تهديد. فهذا يريد اغراق الخليج بالدماء، وثاني يريد اغراق السفن في مدخله، وثالث يريد تدمير آبار ومنشآت النفط، ورابع يهدد الناس بالصواريخ البعيدة المدى الشديدة التدمير، وخامس يتوعد بتحريك الجماهير ضد دول مجلس التعاون. فكيف تجمع ايران منطقيا بين صدور مثل هذه التهديدات وعدم حاجتها للتجسس؟
اننا جميعا في الكويت بحاجة الآن الى تفسير ايراني مقنع.. فهل هناك مجيب؟

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك