عن الثورة 'التونسية'، ووطموح الشباب هناك لمواصلتهم طموح هزيمة الفساد- يكتب زايد الزيد
زاوية الكتابكتب إبريل 11, 2011, 12:30 ص 879 مشاهدات 0
ويسألونك عن التغيير (2 )
زايد الزيد
لم يكتف شباب التغيير في تونس بهرب الطاغية بن علي ، هو وأفراد عائلته ، ولم يكتفوا أيضا بإبعاد الوزير الأول ( رئيس الوزراء ) محمد الغنوشي من الرئاسة المؤقتة للدولة بعد هرب بن علي ، كما أنهم أجبروا الغنوشي أيضا على التخلي عن منصب الرئاسة المؤقتة للحكومة ، ذلك أن شباب التغيير لم يطيقوا التعايش مع فكرة أن يرأس دولتهم أو حكومتهم واحدا من رموز دولة الطاغية الهارب !
أثناء ذلك ، وبعده ، قام شباب التغيير في تونس بإحياء مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ، وفتحوا منابر الاعلام بكافة أنواعه بكل حرية ، بعد أن طردوا الخوف ( ولا أقول تحرروا من الخوف ) الذي كان يسكن أراضي تونس الخضراء ، وجعلوه يلحق بالطاغية الهارب .. والسؤال هل إطمأن شباب التغيير لهذا القدر من التغيير ؟ بمعنى آخر : هل اكتفوا بما تم حتى الآن من تغيير ؟
أبدا ، فشباب التغيير في تونس ، طموحهم يعانق السماء ، وهمتهم في ذلك عالية علوا شاهقا ، لذا فإنهم يطرحون اليوم – عبر منتدياتهم ومدوناتهم - مخاوف حقيقية من ضياع مكتسبات ثورتهم العظيمة بسبب قوى الفساد التي لم تزل مسيطرة عل مفاصل الدولة ، فهم يرون أن ' رأس النظام سقط ، لكن حلقاته لم تتفكك بعد ، فوجوه الفساد موجودة تمارس نشاطها ، ففي الاقتصاد لازال المتورطون من اصحاب رؤوس الاموال يتحكمون في عجلة الاقتصاد ، و الصحافة لا تزال على نفس التوجه ، و بنفس النهج الذي تعودت عليه في التسويق للسلطة القائمة ، وفي السياسة لا تزال وجوه الفساد و أصحاب النفوذ يمسكون بخيوط اللعبة ، بما كوّنوه طيلة عقود ، من علاقات و مصالح و ولاءات ، و بما تهيّأ لهم من امكانات مادية نهبوها من مال الشعب ، ولا زالوا يضغطون على أبناء الشعب متحكمين في مصالحهم ' .
أيضا يعتقد شباب التغيير أنه ' حتى هذا اليوم ، لم يتمكن أبناء شعبنا في تونس ، من تجريد 'أعداء الثورة' ، من المقدرة على تثبيت ذواتهم ، و تحصين أنفسهم من المحاسبة ، لقد صنع 'النظام العام' الذي لا يزال جهازا قائما ، واقيا من المحاسبة ، لقد صنع 'النظام العام' الذي لا يزال جهازا قائما ، صنع لنفسه خط مواجهة آمن مع الثورة ' .
شباب التغيير يؤكدون أن ' مجلس حماية الثورة ، غير قادر على المطالبة بمحاكمة رموز الفساد ، من رجال أعمال و سياسيين و قضاة و إداريين ورجال أمن ، في مختلف المستويات و الرتب ، و رؤساء مديرين عامين ، و رؤساء مصالح ومديرين و معتمدين ، ولاة و وزراء سابقين ، وكأن كل الفساد كان متركزا فقط في بن علي وعائلته ، والطرابلسية ( أسرة زوجة الطاغية الهارب ) و كأن هؤلاء المفسدين كانوا يعملون دون أتباع و أذرع و أيد و وسطاء و فاسدين في المنظمات الوطنية ، إن رأس النظام قد سقط ، ولكن هيكليته لا تزال موجودة مازالت ماثلة ، في الماكينة التي تتحكم في البلاد ، وحتى يتم القطع نهائيا مع الاستبداد ، لابد من التوجه مباشرة و قبل كل شيء الى محاسبة الفاسدين ، و إيقافهم ووضعهم في الايقاف التحفظي ، لقطع كل امتدادتهم ، و تأثيرهم على الناس ، ولابد من تنظيف الحلقات الوسطى في الادارة ، بترقية وجوه لم تتورط مع هذا النظام ، و لم تجرم في حق شعبنا في تونس ، و كل إجراء بما فيه انتخاب المجلس التأسيسي ، لا يعني شيئا ما لم يتم القطع نهائيا ، مع من يمثلون امتدادا طبيعيا للنظام البائد ، والذين لازالوا الى الآن طلقاء دون حساب و عقاب '
إذا ، هاجس القضاء على الفساد والمفسدين ، لم يفارق اهتمام شباب التغيير أبدا ، والجميل في شباب التغيير التونسي الواعد ، أن نشوة الانتصار في تحقيق الثورة ، لم تنسهم اليقظة والحذر ، فهناك وعي عميق في داخلهم بقيمة ثورتهم العظيمة ، وأزعم أنهم – لهذا – سيحمونها بكل أوتوا من قوة وذكاء وعزيمة ..
وللحديث بقية ..
*الاقتباس من مقال لأحد شباب الثورة التونسية ، رأيته الأكثر تعبيرا عن هموم الثورة وهواجسها ..
تعليقات