فهد الخنة متسائلا: هل تبادر حكوماتنا في الخليج للاصلاح أم سترتكب أخطاء الأنظمة العربية الأخرى؟!

زاوية الكتاب

كتب 1491 مشاهدات 0


الإصلاح الخليجي اليوم

 
د.فهد صالح الخنـة
 
 
أحداث البحرين الأخيرة أعادت الى الواجهة الخطر الايراني على الدول العربية عامة وعلى الخليج العربي خاصة، ولعل اكتشاف خلايا التجسس المزروعة في العالم العربي وآخرها في الكويت صرف اهتمام الشعوب الخليجية عن الاصلاح السياسي المنشود الى مواجهة الخطر الايراني، ولا شك ان حركة الاصلاح السعودية (دولة الحقوق والمؤسسات) وقع على المطالبات عدد من علماء الدين وأساتذة الجامعات وقادة الأدب والثقافة والاقتصاد رجالاً ونساء والتي طالبت بالإصلاح السياسي والقضائي هي أكثر من تأثر بذلك اذ طغى الخوف الطائفي من ايران على المنطقة على أي موضوع آخر خاصة في ظل التركيز الاعلامي على مطامع ايران في المنطقة ولعل تصرفات بعض شيعة البحرين ولبنان ورفعهم صور زعامات ايرانية ومطالباتهم بإسقاط النظام في البحرين زاد من المخاوف المشروعة والحقيقية من ايران في المنطقة وبعض شيعة البحرين أخطأ خطأ استراتيجياً خطيراً فأولاً كانت مطالبهم بإصلاح سياسي ومشروعهم وطني ثم انقلبوا الى اسقاط النظام ومشروعهم خارجي وتدخل ايران في مجريات الأحداث ومناصرة حزب الله المعروف بولائه المطلق لإيران في دعم شيعة البحرين ومظاهرات شيعة العراق أعطت تحرك شيعة البحرين صبغة طائفية عزلته عن باقي الشعب البحريني وعن باقي شعوب المنطقة، المطلوب الآن في المنطقة الخليجية اكمال مسيرة اصلاح الأنظمة الحاكمة بما يحقق مشاركة الشعوب في اختيار الحكومات ومحاسبتها ومنحها الثقة أو سحبها منها واقامة دولة العدل والرفاهية والتوزيع العادل للثروة واحترام حقوق المواطنين وحرية التعبير عن الرأي وفي ظل ردود الفعل الايجابية من رؤساء دول الخليج حول استعدادهم للاصلاح السياسي وترحيبهم بالاستجابة لمطالب الشعوب فان استمرار الخطوات الاصلاحية في دول الخليج أصبح ضرورة وأفضل وقت له هو الآن لهدوء الوضع في دولنا الخليجية حيث ان الاصلاح في أوقات الهدوء أفضل منه في أوضاع الاضطرابات الذي سيكون نتيجة حتمية لتأخير الاصلاحات المنشودة من الشعوب ومماطلة الأنظمة والرهان على الوقت وهو لا شك رهان خاسر والله اعلم لأن الوقت لصالح الشعوب ونمو وعيها وارتفاع مستوى تعليمها وثقافتها مما يعني ارتفاع سقف مطالبها مع الوقت وبدلاً من ان تأتي الاصلاحات نتيجة قيام الشعوب على الأنظمة فعلى الأنظمة الاستجابة الى طموحات شعوبها فان الحكام هم في حقيقتهم يخدمون الأمة ويرعون مصالحها وليست الشعوب مسخرة لهم والأموال العامة مستباحة لهم فهل تبادر حكوماتنا في الخليج للاصلاح أم سترتكب أخطاء الأنظمة العربية الأخرى؟!
والله والمستعان.

د. فهد صالح الخنه 

 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك