اسرائيل هي المستفيدة من انضمام الأردن والمغرب لدول الخليج.. هذا مايراه ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1208 مشاهدات 0


 

العقل المدبر لتوسيع مجلس التعاون! 
 

ناصر المطيري    
 
 
اسرائيل أكبر المصفقين للمبادرة الخليجية والمرحبة بضم المملكتين الأردنية والمغربية لان من شأن هذه الخطوة ان تمت وهذا غير مستبعد ان تمنح اسرائيل مستقبلا بطاقة دخول مجانية الى النادي الخليجي باعتبار ان اسرائيل ترتبط مع الأردن والمغرب بعلاقات سياسية مميزة ومعاهدات سلام راسخة أقوى من علاقات المملكتين بجيرانهما في بلاد الشام والمغرب العربي.
وتبعا لهذه النتيجة والاستنتاج الذي قد «انفرد» بتقريره عن باقي ما سمعت وقرأت من المحللين للخطوة الخليجية المفاجئة والغريبة وربما الطريفة أيضا، أقول تبعا لذلك، استنتج وبكل سهولة ان هناك تحركا خارجيا لقوى دولية نافذة قد تدفع باتجاه هذه المبادرة الخليجية بتوسيع عضوية مجلس التعاون من الخليج الى المحيط، ولعلي هنا اقدم لكم بعض «ما تفتق ذهني» به من أسانيد تؤكد ما أذهب اليه من ان الفكرة برمتها خارجية الصنع والمنشأ وان وراءها «عقلا أجنبيا» استراتيجيا.
أولا: ان عنصر المفاجأة الذي ولدت فيه مبادرة توسيع مجلس التعاون ليضم الأردن والمغرب وما تسرب من أخبار عن تحفظ قطر والكويت وعمان على المبادرة يدل على ان الفكرة ليست ناتجة عن عقل خليجي جماعي «فكر ثم دبر ثم فكر وقدّر»، في حين لا يخفى علينا ما يتسم به مجلس التعاون من « ثقل» وبطء سلحفاتي في قراراته التي مازالت تراوح في أدراج الأمانة العامة لمجلس التعاون من العملة الموحدة الى الجواز الخليجي الى غيرها من المشاريع الوحدوية فلماذا لم يفاجئنا «مجلسنا العتيد» بقرار يقربنا كخليجيين بدلا من ان يشتتنا بين الشام والمغرب؟!
من هنا أرى جازما ان الفكرة أصلا مفروضة من دوائر السياسة الغربية بما يخدم مصالحها وبالدرجة الأولى مصالح اسرائيل وأمنها في المنطقة العربية الثائرة حاليا والتي اختلط حابلها بنابلها، ولم يبق أمام الغرب سوى المحافظة على البقية الباقية من حلفائه في الشرق الأوسط.
ثانيا: ليس لدي أدنى شك ان المبادرة الخليجية بالتوسع وضم الأردن والمغرب بالذات ليس فيها حسبة مصلحية خليجية اطلاقا لان المملكتين الأردنية والمغربية ستكونان عبئا اقتصاديا ثقيلا على دول مجلس التعاون الخليجي، وقد يكون من اهداف هذا التوسع في خارطة مجلس التعاون هو ايجاد «حاجز بشري سني» كبير في مواجهة المد الايراني الشيعي في الخليج وفي الشرق الأوسط.
ثالثا: يبدو ان العقل الغربي يستشعر عن بعد ان الوضع في سورية غير مستقر الأمر الذي سيلخبط الحسبة الأمنية لاسرائيل لذلك لابد من صيغة جيدة بخريطة مختلفة توفر لتل أبيب جدار حماية جديدا بديلا عن «جدار الحماية الجولاني» الذي تتمتع به اسرائيل حاليا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك