عن 'جمعة الغضب'، يتساءل سعود السبيعي- كيف يغضب الكويتي على أسرة حكمه ؟!

زاوية الكتاب

كتب 936 مشاهدات 0


من صرختك الناس حبتك 
 
الأحد 5 يونيو 2011 - الأنباء
 

لم تكن ساحة الإرادة سعيدة مساء الجمعة الفائت فقد خابت ظنونها بعد أن تزينت بالحل والحلل منتظرة قدوم الآلاف من الجماهير على اختلاف النحل والملل ولكنهم خدعوها كما خدعوا زميلتها ساحة الصفاة من قبل فلم يحضر سوى المئات من فلول النواب وأشياعهم والحواريين الدائمين الذين في أعناقهم بيعة للنواب المتواجدين بسبب قضاء بعض حوائجهم في وزارات الدولة فجاءوا مدفوعين لرد الجميل لا عن قناعة باستثناء بعض الوجوه التي جاءت تبحث عن موطئ قدم في دائرة الضوء والبعض الآخر جاء من باب المنجهة والأبهة لأن عادة «الترزز» الكويتية بدأت بالظهور منذ انتشار وسائل الإعلام الحديثة وبالرغم من حضور 13 نائبا حاليا وغيرهم من النواب السابقين إلا أن عدد الحضور بدا وكأن المناسبة حفل عشاء تمائم لا كونها مظاهرة تدعو لإسقاط رئيس وزراء دولة، ورغم ضآلة العدد فقد استخدمت لحشده حملة إعلانية كبرى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من تويتر وفيس بوك (والذي هو منه) لدرجة ان احد النواب أخذ يستجدي الناس ويستحلفهم المجيء عبر القناة الفضائية التي نقلت الحدث ولكن دون جدوى وبدأت حفلة التمائم الساعة الثامنة وانتهت الساعة العاشرة وبدا كل متحدث وكأنه شمشون الجبار وانبرى كل الجبابرة إلى إعادة الاسطوانة القديمة التي يرددونها في كل مرة «ارحل ارحل يا ناصر ما نبي نشوفك باجر» وقد ذكرتني هذه الصيحة بمعلقة الالياذة الكويتية التي مطلعها «قطوتي يا قطوتي تعالي بوسي لحيتي» وبدا على المتحدثين التأثر بالإعلان الشهير «من صرختك الناس حبتك» لذلك صرخ المحاضرون بإخلاص وتفان حتى سمع دوي صراخهم سكان الساحل الإيراني المقابل لساحة الإرادة!
ففي خلال ساعتين تحدث الحضور بنفس اللغة واللهجة والموضوع وكأنهم يقرأون من مذكرة واحدة تدور حول نظرية الخلق كما ذكرت في مقال سابق وهي تلك النظرية التي يرددونها دائما وتدور حول السؤال الأزلي: من الذي خُلق أولا البيضة أم الدجاجة؟ وهو يماثل السؤال التالي: من الذي يضبط الحالة السياسية؟ ممارسة الدستور أم ممارسة فوضى الشوارع؟! ففي الممارسة الدستورية سدد لهم سمو الرئيس المراد رحيله عدة ضربات في المرمى وصفر الحكم منهيا المباراة ولكنهم لم يستوعبوا الهزيمة واستبدلوا مدربهم وغيروا الملعب ولكن الرئيس استمر بتسجيل الأهداف واحدا تلو الآخر في كل الملاعب التي اختاروها سواء في المجلس أو خارجه، فلما أضناهم التعب وأعيتهم الحيلة خرجوا عن أصول اللعبة الدستورية وبدأوا بالتكسير واللعب بدفاشة وتحولوا إلى مجاميع تجوب الشوارع يرافقهم الهتيفة دونما نتيجة وانفض عنهم العقلاء وتبعهم السفهاء، فيا لها من ديموقراطية حنجورية يقودها الهتيفة ويصفق لها كل جيفة!

على كل حال سبق أن قلنا انها جمعة عنب مرفوضة شعبيا لأن موضوع المظاهرة لا يقبله أي كويتي شريف يحترم بلاده وإرادة صاحب السمو الأمير، فكيف يغضب الكويتي على أسرة حكمه؟! فهي مظاهرة ترف لا هدف ينبغي الاحتراق من أجله.

ومساؤكم عنب أيها العنابيون.

سعود السبيعي


 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك