أين حكماء الكويت ؟

زاوية الكتاب

خالد الرفاعي يُوجه دعوة ورسالة لهم للخروج عن صمتهم

كتب 5201 مشاهدات 0

خالد الرفاعي

خص الكاتب خالد السيد عبدالمحسن الرفاعي بمقال موجها الدعوة لحكماء الكويت للخروج من صمتهم، ومواجهة القضايا الملحة كالتدخلات السافرة في الانتخابات، وإفساد الذمم، وعدم تصدي الحكومة للفساد، على حد قوله، نص المقال أدناه، والتعليق لكم:


صمت الحكماء

الحكماء في كل المجتمعات هم أهل الرأي والمشورة الذين يساهمون بفاعلية في تطوير مجتمعاتهم، ودائما تتطلع الأغلبية الصامتة إلى معرفة توجهات هذه الطبقة وتترجمها في صناديق الانتخابات، حكماءنا منذ سنوات صامتون تطبيقا للمثل الشهير القائل (إذا كان الكلام من فضه فان السكوت من ذهب)، لذلك فقد أصبح من لا يفقه بالعمل السياسي يخوض بالقضايا المهمة ويقود التجمعات، وما زاد الأمر سوءا هو عدم تصدي الحكماء لتلك القضايا.

فسابقا كنا نسمع أصوات متزنة ذات مصداقية تتناول القضايا المهمة. فلدينا الكثير من أهل الرأي والمشورة القادرين على المبادرة للخروج من الحالة السياسية الحالية، وقد يكون الجو العام لا يساعدهم على الظهور بعد أن أصبح من يعمل بالشأن العام مهما كان تاريخه متهم حتى تثبت براءته، فأهل الرأي والمشورة لا ينحصرون بالنواب فقط فالنواب متخصصين بالرقابة والتشريع، ومؤخرا إذا اتخذ أي نائب موقف لا يروق للبعض فانه قد يتعرض إلى حملة منظمه من التشويه، تزامنا مع طفو بعض السفهاء على السطح وتأثيرهم المضحك على الرأي العام.

عندما نقرأ تاريخ الكويت نرى الشواهد العديدة التي تبين المبادرات التي قام بها حكماء الكويت، من المساجد والأوقاف، وإنشاء النادي الأدبي، والمكتبة الأهلية، والمدرسة المباركية، إلى قيام مجلس الشورى سنة 1921، والمجلس التشريعي المنتخب سنة 1938، وغيرها من المبادرات الكبيرة التي تجعلنا نقف احتراما وإجلالا لآبائنا وأجدادنا من حكماء الكويت رحمهم الله جميعا.

رسالتي اليوم هي دعوة إلى حكماء الكويت للخروج من صمتهم.

اليوم تحملون ارث المبادرة، فمبادرتكم اليوم لمواجهة القضايا الملحة كالتدخلات السافرة في الانتخابات، وإفساد الذمم، وعدم تصدي الحكومة للفساد، بالإضافة إلى بعض التصرفات الغير مسئولة التي نراها ببعض التجمعات وفي بعض وسائل الإعلام، وغيرها من القضايا.

ان تلك المبادرة ان وجدت فهي حتما ستعين أصحاب القرار، وستخلق لنا جوا مريحا يخرجنا من حالة الاحتقان والفرز الطائفي والمناطقي المقيت.


حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.


خالد السيد عبدالمحسن الرفاعي

الآن - رأي: خالد الرفاعي

تعليقات

اكتب تعليقك