الأحزاب الكويتية المستوردة اليوم تحتضر، إن لم تكن ميتة، برأى ناصر العيدان

زاوية الكتاب

كتب 748 مشاهدات 0



الراى

ناصر العيدان / انقطاع... التيارات السياسية!
 
لم يصف أحد الإمام حسن البنا مثلما وصفه الشهيد سيد قطب، فهو مؤمن بأن له من اسمه نصيباً، وأن (الحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي البناء وإحسان البناء، بل عبقرية البناء). ويعتبر البنا نقطة تحول في التاريخ الإسلامي، والعمل السياسي بشكل عام، اذ استطاع بعبقريته أن يجهز جيوشاً من الشباب، تجاهد على مبدأ، سواء اختلفنا او اتفقنا معه، ولا تقاتل على مال ومكسب، ومن هنا تفجر نجاح «النظرية الاجتماعية» التي اخترعها حسن البنا، وفشل في اختراعها الآخرون.
ان الفشل في اختراع نظرية اجتماعية هو فشل في تكوين أي حزب، واحزابنا اليوم أحزاب تقليدية مستوردة، لا تخترع ولا تفكر ولا تناضل... إلا لفرض الوجود والمصلحة أحياناً، ليس أكثر! ان الفشل الأكبر في عملنا السياسي اليوم، أن تركع كوادر هذه الأحزاب لشعارات الطائفية والقبلية، وتجعل لهذه الشعارات وزناً مما يدلل على أنه ليس لدى الأحزاب أي ميراث فكري، وتتغذى، كما الأكلة، على فتات التفرقة والإثارة... أي مستوى منحط وضعتنا فيه هذه الأحزاب، أي منابر تركوها لمن يهوى تقسيم المجتمع؟ بل والغريب أن هذه الأحزاب لم تعلق حتى تاريخه على خطاب سمو الأمير الأخير، أين الأحزاب اليوم من «الخروج عن القيم الكويتية»، «وانحدار لغة الحوار والتخاطب»، «وانتهاك الدستور والقانون وتجاوز ضوابط الحرية وحدودها»؟ كما صرح بذلك سيدي صاحب السمو.
في الواقع، استطاع الشعب الكويت، وبدعم واضح من الحكومة، أن يضرب بجذور وعيه السياسي هذه الأرض، برفضه التعايش مع أي عمل سياسي مستورد من أي أرض، لذلك فالأحزاب الكويتية المستوردة اليوم تحتضر، إن لم تكن ميتة، لأنها فشلت في رسم لوحتها بألوان الوطن، واستأثرت الاعتماد على افكار ونظريات من الخارج... ولذلك رفضها الشعب.
ان العمل الحزبي الوطني اليوم غائب، والتيارات السياسية منقطعة عن الاتصال مع الشعب... وهذا مؤشر سيئ على المستوى الإنساني، وبوضوح أكثر... هذا مؤشر يجب أن يضاف الى مدركات الفساد، بل ويعتد فيه في قياس مدى نجاح خطة التنمية، لأن الدولة لديها جهد محدود في تنمية الفرد، والأحزاب تكمل هذا الجهد وفق قناعة الشخص وفكره وانتمائه، وبناء الإنسان يجب أن يكون عملية شراكة بين النظام والمجتمع، والأحزاب جزء من هذا الحراك المجتمعي الإيجابي، بيد أن عبقريتنا المجتمعية لم تجد حتى يومنا بنّاء كويتياً، بل أوجدت لنا... يكفي إلى هذا الحد!


ناصر العيدان

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك