د.يعقوب الشراح يحث الدولة على منع التجمهرات مادام هناك برلمان منتخب يمتلك حقوق المساءلة والمراقبة

زاوية الكتاب

كتب 766 مشاهدات 0


 

الراى


 صدى الكلمة / التجمهرات والفتنة

 
يبدو اننا اصبحنا مثل غيرنا من الدول التي تواجه في هذه الفترة الثورات والاضطرابات والاحتجاجات فنشاهد البعض ينادي بصوت مرتفع

بالحقوق والمطالب الفئوية التي تندس فيها روائح التخريب والفتنة والطائفية. فلقد حدثت مظاهرة يوم الجمعة 27 /5/ 2011 من

قوى شبابية سميت بمظاهرة «جمعة الغضب» تنادي برحيل رئيس الوزراء ونواب الحكومة، هذه القوى الشبابية تتحرك بتأثيرات مواقع

التواصل الاجتماعي التي تدعو الى تشكيل حشد يختلط فيه الحابل بالنابل، فالمظاهرات عامة لا تخلو من ارباك الاوضاع واشغال رجال الأمن

بالمحافظة على الهدوء والنظام، وربما التصادم ووقوع الضحايا بين الناس لأن هناك من يخرج عن القانون بهدف الشغب والعراك.
تقول هذا من اجل التأكيد على أهمية الحفاظ على المكتسبات، والابتعاد عن الازمات، وتغليب المصالح العليا فوق الاهواء والمنافع الخاصة

والانانية، فللمرة الاولى نسمع عن «جمعة الغضب» او ربما جمع اخرى ستأتي بمسميات جدية مثل جمعة الحرية، والكرامة والثورة وفوق

الثورة وغيرها والتي سادت ومازالت في الاقليم العربي حيث يهتف الناس فيها بسقوط الانظمة السياسية كما حدث في مصر وتونس مع الفرق

الشاسع بين اوضاع الدول وواقعنا، تجمهراتنا، مع الأسف، تطالب بكسر القانون وبالمطالب الفئوية ويحرض عليها نواب التأزيم والبدون ولا

نستبعد تدخلات خارجية في شؤون هذه التجمهرات والتحشدات التي نعايشها بين حين وآخر.
وتتساءل مع المتسائلين ما دور المؤسسات القانونية والأمنية والرقابية وغيرها في ما يجري من حشود وتجمهرات في ساحة الارادة والصفاة

والتي لم نعتد عليها رغم اتاحة المجال للتعبير عن الرأي في الاعلام والمجلس النيابي والدواوين، وهل المطالب الشعبية تماثل ما يحدث في

دول عربية اخرى في وقت تؤكد الحقائق ان مستوى دخل الفرد الكويتي من ارفع مستويات الدخل في العالم، وهل هؤلاء المتجمهرون يعانون

من زوار الفجر وزوال الاشخاص من دون معرفة مصيرهم في وقت يثني العالم علي ديموقراطية البلاد التي تجعل رئيس الوزراء يتقبل

الاستجوابات بصدر رحب ويدافع عن حكومته بكل ما لديه من حقائق وبراهين، وهل في المسألة ما يزعج الضمير ويضيق الصدر عندما يقول

رئيس الوزراء بأنه ملتزم بالدستور ويمد يده للتعاون مع الجميع؟
ان التفاؤل بالمستقبل لا يأتي من فراغ او بحسب المزاج والتمنيات وانما يتأسس التفاؤل في النفوس وفق المعطيات الايجابية التي يتفاعل معها

الناس، الاحداث الجارية التي يقودها البعض تجعلنا نهاب من احتمالات حدوث ما يعكر الاستقرار ويبدد التفاؤل في المستقبل، فالفتنة التي

تتخذ من رداء الطائفية والقبلية للوصول الى حقوقها، اذا كانت لها حقوق، لا تجعل الأمور تستقيم، ولا ترضي الناس الغيورين على وطنهم،

لذلك يجب على الدولة ان تقف بكل حزم تجاه الفتنة والتخريب، ولا تسمح للتجمهرات ان تحدث مادام هناك برلمان منتخب يمتلك حقوق

المساءلة والمراقبة، وحرية التعبير التي تحترم العقول وتحافظ على الوطن من المخاطر الداخلية والخارجية، الحزم ثم الحزم في التعامل مع

كل من يخرج عن القانون لأنه شرط اساسي لحماية الوطن من العبث من اناس لا يحترمون المواطنة.


د. يعقوب أحمد الشراح

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك