كيف يستطيع «راعي ديوانية» ان يكون مديرا لمصرف كويتي حكومي مثل «التسليف» يتعامل معه مليون.. مواطن؟!..فؤاد الهاشم
زاوية الكتابكتب يوليو 17, 2011, 11:58 م 2746 مشاهدات 0
الوطن
رائحة اللحوم أم رائحة.. الذمم؟!
فؤاد الهاشم
.. في أحد افلامه القليلة – والتي لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة – يؤدي ملك الكوميديا في العالم العربي الراحل «نجيب الريحاني» دور موظف صغير في عزبة أحد الباشوات الكبار، وتشاء الصدف ان يكون «ناظر العزبة» وعدد من مساعديه من ذوي «الذمة الخربانة» في حين يفيض قلب ووجدان وضمير هذا الموظف الصغير.. بالامانة والاخلاص والشرف، فلم يستطع ان يتحمل رؤية ذلك المال المنهوب على ايدي تلك العصابة – لكنه لم يكن يعلم من الذي يسرقه – فيدخل الى مكتب ناظر العزبة ويقول له – بصبر نافذ وذمة صحيحة.. «عزبة مليانة جاموس وبقر ومعيز.. ما يطلعش منها كباية لبن واحدة؟! كباية واحدة بس»؟! ويكمل – بصوت عال – «نحل يسد عين الشمس، حوش النحل، حاسب النحل، ابعد عن النحل.. ما فيش لحسة عسل واحدة؟ لحسة واحدة بس»؟! ويستطرد – بذات النبرة – «فراخ ووز وبط، ما يطلعش من تحتها بيضة واحدة بيضة واحدة بس»؟! بالطبع، ينتهي ذلك المشهد «الكوميدي – الدرامي»، باتخاذ «ناظر العزبة» قرارا بفصل هذا الموظف «صاحب الذمة» الذي لم يستطع التعايش مع.. «خربانين الذمم».. فيغادر بحثا عن مصدر رزق جديد وهو يقول.. «على الاقل، الواحد ارتاح علشان قال الحقيقة»!! الفيلم رائع، وننصحكم بمشاهدته اسمه «سي عمر» وقد ظهر – لأول مرة – في صالات السينما خلال شهر فبراير من عام 1944.. في عز احداث الحرب العالمية الثانية واحتلال الانجليز.. لمصر!! وضعت نفسي – مكان «الريحاني» – واخذت اتساءل عن سر هذه الاخبار المتلاحقة والمنشورة في الصحف منذ شهور والتي هي من نوع.. «ضبط عشرة أطنان لحوم فاسدة»، ..«ضبط ستة أطنان لحوم دجاج مضروبة».. «مصادرة اربعة اطنان اسماك فاسدة».. «العثور على مخزن به خمسة عشر طناً من علب الاغذية المنتهية صلاحيتها»، و.. و.. !! عدت الى ارشيف الجريدة وأخذت اجمع تلك الكميات – مستعيناً بآلة حاسبة – ليتبين لي ان مجموع اوزان المضبوطات «الخربانة» من لحوم وأسماك ودجاج وطيور ومعلبات و«قواطي» وطعام مجمد وحتى حبوب وبقوليات اكلها «السوس» تصل – في مجملها – الى ما بين 200 الى 250 طنا خلال الشهور السبعة الماضية «فقط» والسؤال هو: «أين ذهبت؟ واين وضعت بعد مصادرتها؟ وهل أعدمت؟ فإن كان الجواب بنعم، فلماذا لم نشاهد صورها وهي تحترق مثلما اعتدنا على مشاهدة صور «المدحلة» وهي تكسر زجاجات الويسكي والفودكا والبيرة، ويحضر عملية الاعدام هذه مسؤول من الداخلية وآخر من النيابة العامة وثالث من البلدية مع عشرات من مصوري الصحف والمجلات، و.. تصل رائحة الكحول المنسكب الى مسافة عدة كيلومترات .. ان كان الهوا.. سمّاري»؟! في «كينيا»، اعتدنا على نشر صور قادمة الينا من هناك لوزير الداخلية وهو يشهد بنفسه على اعدام وحرق اطنان من «انياب الفيلة» والتي تمت مصادرتها من عصابات «العاج»، وكذلك، ننشر صورا لمسؤولين صينيين وهم يشهدون تكسير وتدمير ملايين من أشرطة برامج الكومبيوتر المقلدة، وفي«دبي» يحدث ذلك للحقائب النسائية والنظارات وبقية الماركات المقلدة.. إلى آخره: لكن.. في الكويت، لا نشم رائحة لحم فاسد وهو يحترق، ولا صورة وزيرة تجارة أو وزير بلدية وهو يشهد على تدمير ملايين من علب المأكولات المحفوظة.. الفاسدة، ويبقى السؤال: «إذا كانوا ينتظرون قرارا قضائياً بإعدام هذه الكميات، فأين هي المخازن التابعة للحكومة التي وضعوها فيها حتى نرسل مصور «الوطن» من أجل أن نقول للناس.. «اطمئنوا» إن المضبوطات الفاسدة في الحفظ والصون»؟! إن لم تكن مخزنة، فأين ذهبت.. إذن؟ هل عادت إلى الذين استوردوها – مرة أخرى – وعرفت طريقها – ثانية – إلى بطون الناس؟! و..«لماذا يحرصون على إقامة الدنيا ولا يقعدونها عبر الصور والتصريحات حين يضبطون كمية، وينزل عليهم – سهم الله – إذا ما جاء زمن إحراقها أو إعدامها أو حتى .. دفنها، فلا صورة ولا خبر ولا تصريح، ولا حتى رائحة دجاجة واحدة فاسدة محترقة يشمها الناس – عبر الهواء – لكي يعلموا أنهم في أيد أمينة في البلدية والتجارة والداخلية»؟! بصراحة، لم نعد نميز بين رائحة فساد اللحوم، وفساد.. الذمم!!.
٭٭٭
.. حتى لا يقال عني «إنني متحامل على وزير البلدية لأنه ليس ليبرالي، وعلماني، واشتراكي، ورأسمالي، وامبريالي»، فأنا أحيلكم الى رأي متخصص ومن «أهل بيت البلدية» السيدة عضوة المجلس البلدي «اشواق المضف» في اللقاء الذي اجرته معها جريدة «الجريدة» – يوم امس الاول – قالت في احدى فقراته التالي:
.. «ان تعامل فاضل صفر مع الاغذية الفاسدة كانت خاطئة، فقد نجح اعلاميا، لكن في الواقع لا نملك اي دليل او مستند بان البلدية قد ضبطت كميات من الاغذية او انها قد اعدمتها، فكل ما نراه هو صور وتصريحات، ولا يوجد اي دليل على ان البلدية قد تخلصت من هذه الاغذية او انها قد صادرتها... بالفعل»!! انتهى كلام «اشواق» وبانتظار تعليق «اماني بورسلي» و«فاضل صفر».. ناظر عزبة البلدية! و..رحم الله «نجيب الريحاني»!!
٭٭٭
.. آخر خبر إعلامي.. طريف:
.. «غسان بن جدو»، مدير قناة «الجزيرة» – السابق في بيروت – والذي «انشق» عن قطر والتحم مع «حزب النصر الالهي اللبناني» طلب من «سماحة السيد» مبلغا محترما من اجل افتتاح «قناة تلفزيونية» فضائية جديدة تكون الشقيقة الصغرى لتلفزيون «المنار»!! سماحته وافق، وامر ادارة الشؤون المالية للحزب بتوفير الدولارات من «اموال الخمس» التي تصلهم من الكويت والسعودية والدفعة الأولى التي تسلمها هذا «الزقمبي» عشرة ملايين دولار.. لا غير!! «بن جدو» تونسي الاصل، وهو «سني – زقمبي» وملفه.. عندي!
٭٭٭
.. آخر.. كلمة:
.. كتائب – ما يسمى – بـ «حزب الله» العراقية تهدد الشركات التي ستعمل في مشروع ميناء مبارك وتقول: «لم ننس دعمكم لصدام حسين وفتحكم الاجواء للامريكيين»!! والآن! هل سيرد «حزب الله» الكويتي على زميله العراقي.. «الايراني»؟! أم أن كل.. «الأفواه ترضع» من.. «ديد».. واحد؟!!
٭٭٭
.. لا أعرف السيد «صلاح المضف» شخصيا، لكن.. في السنوات العشر الماضية جاءتني منه اتصالات هاتفية قال فيها انه.. «راعي ديوانية ويدعوني لزيارتها» مرة، ومرات اخرى، لان لديه «ندوات يقيمها»، وقد اعتذرت من كل دعواته لانني لست «راعي دواوين» أولا، ولا مرشح لانتخابات جمعية تعاونية أو بلدي أو أمة أو ناشط سياسي أو بيئي أو إنساني أو أخونجي أو وطني أو شعبي أو سلفجي – الى اخر الطرازات والموديلات الكويتية – ثانيا!! وبالتالي، لا افهم كيف يستطيع «راعي ديوانية» ان يكون مديرا لمصرف كويتي حكومي مثل «التسليف» يتعامل معه مليون.. مواطن؟!
فؤاد الهاشم
تعليقات