'الصدقة' طاعة ومقربة لله تعالى

محليات وبرلمان

تلين قلب من أطعم المسكين، ومسح على رأس اليتيم

4222 مشاهدات 0


من نعم الله سبحانه وتعالى على المسلمين ان جعل للخير أبوابا عديدة وسبلا مديدة وخيرا وفير، جعل المسلمين اخوة فيما بينهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا) ويشير إلى صدره ثلاث مرات (بحسب امرئ أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) رواه مسلم.
 
فالمسلم يشعر بآلام أخيه المسلم ويرحمه ويعطف عليه فالغني يعطف على الفقير والمستطيع يرحم المحتاج، وقد خصهم الله سبحانه وتعالى بسورة إبراهيم ووصفهم بعباده حيث قال سبحانه وتعالى (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ)، ويقول سبحانه بسورة البقرة (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) وفي سورة البقرة أيضا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم [البقرة:254]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) وفي سورة التغابن (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ففي الصدقة خيرا كثير وإحسان من الله كبير، به يزداد العبد المسلم قربة إلى الله وطاعة له وبه يتحاب الناس ويصبحوا على قلب واحد، بل ان عملها يفضل ان يكونا سرا لسببين، لعدم احراج المحتاج وطاعة الله في الخفاء، وعدم التباهي بها، بل يفضل ان يعلم الشاب الصغير عملها بأن يعطي الرجل ابنه لإعطاء الفقير وتكون سنة حسنه بين الناس.
 
ومن الأحاديث المرغبة للصدقة، عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) رواه مسلم والبخاري.
 
إن فضائل أعمال الصدقة عديدة ومساعيها وفيرة للطالب ما عند الله، إنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى) في الصحيح، كما انها تطفئ الخطية وتطفئ النار لقول النبي عليه افضل الصلاة والتسليم (والصدقة تطفئ الخطئية كما تطفئ الماء النار) في الصحيح، كما ان من فضائل الصدقة انها تظل المسلمين في ظل الله سبحانه وتعالى يوم القيام، ففي حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ذكر (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) متفق عليه، كما انها العلاج الناجع من الأمراض، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (داووا مرضاكم بالصدقة) في الصحيح، كما انها دواء للأمراض القلبية ومن يشكو قسوة القلب، فعن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث (إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم) رواه أحمد،كما ان المسلم يصل بها إلى مراتب البر وطاعة الله سبحانه وتعالى لقول الله تعالى في سورة آل عمران ( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون)، ومن فضائلها ان الملائكة لدعوا للمنفق والمتصدق كل صباح لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً) متفق عليه.
 
مجالات التصدق عديدة وواسعة كسقي الماء وحفر الآبار، وفيه إطعام الطعام والتصدق بالمال والاستقطاع من المرتب الشهري ولو بالقليل، وبناء المساجد للمستطيع، والتصدق بنشر العلم وتوزيع المصاحف وكفالة الأيتام.
 والآن نحن مقبلون على شهر الطاعة والإحسان شهر رمضان، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال (كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.
وصلي الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجميعن.

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك