منتقدا موقفه من بورسلي..البراك برأى حسن عباس كثير الاعوجاج والانحراف فيما لو كان للقبائل دخل في الموضوع

زاوية الكتاب

كتب 1186 مشاهدات 0


الراى
 
 عيب يا البراك!

لم يكد يجف حبر مقالة الشهر الماضي بعنوان «ضمير الأمة» حتى عاد مسلم البراك ليقع في مطبه التقليدي وهو تثبيت تهمة انحيازه لخلفيته القبلية على حساب انتمائه الوطني، مع الأسف نقطة ضعف واضحة تزيدنا كل يوم خيبة ظن، وأنه لا يختلف عن الباقي في شيء!
قبل أن نزيد في الحديث ينبغي أن ننوه بأنه لا عيب لأن تكون قبلياً أو حضرياً، كما لا أريد أن أقول إن الدفاع عن حقوق القبائل فيه خطأ... أبداً، فهذا لم أقله ولن أقوله، الجميع سواسية في هذا البلد، والجميع له الحق أن يطالب بحقوق المواطنين والوطن وبعيداً عن الانتماءات والخلفيات الفكرية.
كل ما أريد قوله إن البراك من بين نواب المعارضة الحالية، هو الذي يمكن التعويل عليه في المواقف الوطنية، أو هكذا كنا نظن. لهذا السبب نحمله مسؤولية كبيرة ونتوجه بعتب شديد وملامة بالنظر لمواقف الرجل المزدوجة والملتبسة في معالجة ملفات الوطن، والتي بات يقع ويتعثر فيها كثيراً في الأعوام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة.
فمع محاسن الرجل ومع تاريخه المشرف، إلا أنه يظل متهماً بأنه كثير الاعوجاج والانحراف فيما لو حصل أن كان للقبائل دخل في الموضوع. وحتى لا يكون الكلام مرسلاً من غير أدلة، دعونا ننظر لمواقف الرجل المتناقضة خلال العشرة أيام الأخيرة.
يوم الأربعاء الماضي نشرت الصحف جميعها وعلى صفحاتها الأولى تفاصيل مؤتمره الصحافي الذي ألقاه على خلفية التعيينات الجديدة لوزيرة التجارة أماني بورسلي. وكعادته صرّخ ورفع الأوراق وأشار بأصبعه وبنبرة مرتفعة هدد الوزيرة بأن أسئلته البرلمانية التي أطلقها في مؤتمره تُعد بمثابة النسخة الأولى لصحيفة استجوابها. فالمشكلة التي أوقعت الوزيرة نفسها فيها، بحسب البراك، أنها جاءت بأفراد من خارج الوزارة وعينتهم كقياديين متجاوزة أبناء الوزارة ممن يعتقد البراك أن لهم الافضلية والاولوية.
لن أناقش ردود الوزيرة التي جاوبت تهمة تعيينها للأهل والأقارب وتركت الحديث عن معايير الكفاءة التي اعتمدتها، كما لن أستعرض قناعتي الشخصية بكفاءتها لمزاملتي إياها في الكلية كأستاذة جامعية، فكل ذلك لا يصلح كتبريرات وأجوبة لاستفسارات البراك.
فلو وضعنا كل ذلك جانباً، فعلينا قبل كل شيء أن نُسائل البراك ونستفهم منه لماذا نصدقك في استفساراتك عن معايير الكفاءة والموضوعية، لماذا تريدنا أن نطمئن لهجومك على بورسلي بأنه بالفعل لأجل الوطن لا لمصالح أخرى، كيف تريدنا أن نصدقك ونراك مزدوجاً مقارنة بموقفك من غيرها؟
فمثلاً وزير الدولة لشؤون الإسكان محمد النومس «الرشيدي» عيّن صلاح المضف القادم من شركة التسهيلات ووضعه مديراً للتسليف، ووزير الشؤون نسيب البراك الدكتور محمد العفاسي «المطيري» أسند للعسكري فيصل الجزاف هيئة الشباب والرياضة، ومع ذلك لم يتحدث بو حمود بالنبرة والحدة نفسها! نعم تقدم بأسئلة عابرة للنومس، لكنه موقف لا يمثّل سوى حذفة عصا أمام الصواريخ في وجه أماني!
ليست القضية فيمن تعيّن، لكنها في الازدواجية. فإن كانت لا توجد معايير، فالجميع معذور بمن فيهم بورسلي «الحضرية»، وإن لم تكن بورسلي معذورة، فما عذر الآخرين لدى البراك؟ نصيحتي للعم بو عبدالعزيز أن يعيد النظر في التكتل وزملائه!


د. حسن عبدالله عباس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك