(تحديث1) رسالة خطية من ملك المغرب لأمير البلاد

محليات وبرلمان

تناولت الرغبة في مناقشة قضايا النزاع العربي وتوطيد العلاقات بين البلدين

1774 مشاهدات 0


اكدت دولة الكويت والمملكة المغربية سعيهما الحثيث الى تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات وتوافق رؤاهما في شأن ضرورة مساندة السلطة الفلسطينية للتوصل الى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

ودعا البلدان في مؤتمر صحفي مشترك اليوم لوزيري الخارجية المغربي الطيب الفاسي والكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح الى تعزيز التعاون بين دول الخليج العربي والمغرب العربي وصولا الى نموذج تشاركي يستهدف خدمة الشعوب العربية وتحقيق تطلعاتها.

   وجاء المؤتمر الصحفي اثر توقيع البلدين مذكرة تفاهم بشأن الاعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول المسبقة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة والخاصة من التأشيرة الدبلوماسية.

وقال الوزير الفاسي انه يحمل رسالة خطية من ملك المملكة المغربية محمد السادس  الى سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تعبر عن الرغبة الاكيدة في توطيد العلاقات الثنائية وتطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية.
   وذكر ان مباحثاته مع الجانب الكويتي تطرقت الى القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما النزاع العربي الاسرائيلي مشيرا الى اتفاق رؤية الجانبين في شأن اهمية مساندة السلطة الفلسطينية للتوصل الى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
   واضاف ان المباحثات تناولت الاهتمامات المشتركة بالنسبة للحوار المباشر مؤكدا تضامن بلاده 'المطلق مع كل الطموحات المشروعة لدولة الكويت الشقيقة'.
   وقال الفاسي ان ما شهدته عدد من الدول العربية اخيرا من احداث 'هي مشكلة قيادة ومصداقية' في اشارة الى ضرورة الانصات لتطلعات الشعوب العربية لاسيما الشباب منهم والاستجابة لمطالبهم بالحكمة.
   واضاف ان الدول العربية مدعوة الى العمل على مسارين معا هما التنمية الاقتصادية  والانفتاح السياسي والديمقراطي.
   وذكر ان الكويت والمغرب يتمتعان بانفتاح وبرلمان وحرية صحافة 'ونحن واثقون انهما سيبقيان في مسيرتهما الديمقراطية والتنموية بما يخدم شعبيهما'.
   وعما يعنيه انضمام بلاده الى منظومة مجلس التعاون الخليجي قال الفاسي ان بلاده جزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير 'فله انتماؤنا خاصة في هذه الظروف التي تعيشها بعض دوله مثل ليبيا وتونس' مبينا ان ذلك يتماشى تماما مع الطموح المغربي الدائم للوصول الى شراكة متقدمة مع دول مجلس التعاون.
   واضاف ان بلاده تتطلع الى اجتماعات اللجنة الفنية بين المغرب والامانة العامة لمجلس التعاون والى اجتماع القمة العربية المقبلة 'حتى نتوصل الى اقوى علاقة ممكنة بين المغرب ودول الخليج في المجال الامني والسياسي والتنموي والبشري'.
   وعن الاصلاحات في بلاده قال الفاسي ان هنالك انتخابات عامة في نوفمبر المقبل في نطاق المنافسة الطبيعية بين الاحزاب سينتج منها تكوين حكومة جديدة.
  وعن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غدا فيما يخص الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودور المغرب باعتبارها رئيس لجنة القدس في حال استخدمت امريكا حق الفيتو لرفض الدولة الفلسطينية اوضح الفاسي ان الجانب العربي كان ولا يزال وراء طلب فلسطين المشروع اللجوء الى الامم المتحدة.
   واضاف ان هذا الطلب اصبح ضرورة نظرا لموقف اسرائيل المتعنت ونظرا لما حدث في اوروبا وامريكا الشمالية واسيا وافريقيا من تعاطف اكبر وفهم اشمل للقضية الفلسطينية .
  وعن توجه المغرب نحو محيطه المغاربي قال ان مستقبل المغرب داخل منطقته الطبيعية والجغرافية وكذلك الشؤون الاستراتيجية مضيفا ان الاتحاد المغاربي لم يتطور بعد 'للاسف بسبب ظروف معروفة وهناك طموح للاتفاق مع ليبيا الجديدة وتونس الجديدة'.
  واضاف 'نحن مع الاخوان في الخليج صدورنا مفتوحة للتوصل الى نموذج تشاركي في نطاق متطور خدمة لمصالح الشعوب هنا في المنطقة الخليجية او بأقصى غرب العالم العربي وهي المغرب وليبيا'.
   من جانبه قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح ان جولة من المحادثات الكويتية المغربية انطلقت من العلاقات الثنائية وتفعيل اللجان المشتركة بافكار جديدة خلاقة لا ترتبط بالاطار التقليدي بل بفرق عمل مرنة تتفاعل اكثر واسرع من القضايا المستجدة في العلاقات الكويتية المغربية.
   واضاف ان المحادثات تطرقت الى ما دار في اجتماع جدة الاخير حول الرغبة الخليجية في خلق 'ما يسميه اخواننا في المغرب نموذجا تشاركيا خلاقا ينعتق من عقدة العضوية وينطلق الى قطف ثمار النشاطات التي تربط بين المغرب ودول مجلس التعاون' مضيفا اننا 'نبدأ بالتفكير بهذه الافكار الخلاقة وهذا النموذج التشاركي المتطور في تعميق العلاقة ما بين المغرب ودول مجلس التعاون'.
   وذكر ان المحادثات تطرقت كذلك الى الاجتماع الذي سيعقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة غدا والقضايا المطروحة على جدول اعماله وعلى رأسها القضية الفلسطينية 'لاننا سننطلق الى الامم المتحدة وسيكون هناك عمل عربي جاد لذا تحدثنا طويلا في الاستراتيجيات التي سننتهجها لحشد اكبر عدد من الدول وخلق زخم دولي يحقق ما نريده لاشقائنا في فلسطين وفي اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف'.
   وقال ان المحادثات تطرقت ايضا الى القضايا الملحة في المنطقة العربية من المغرب العربي الى المشرق والقضايا والمستجدات وامن الخليج والعلاقة مع ايران وعلاقتنا الثنائية مع العراق.
    واضاف ان المحادثات تطرقت الى موضوع ميناء مبارك والتقرير الايجابي الذي خرجت به اللجنة الفنية العراقية التي زارت الكويت اخيرا اضافة الى الوضع في سوريا 'حيث سنستمع الى ما لدى الامين العام للجامعة العربية بعد زيارته لدمشق وعلى اثر ذلك سيكون هناك قرار'.
   واشار الى البيان الصادر عن اجتماع المجلس الوزاري الخليجي في شأن مرئيات دول المجلس حول الوضع في سوريا مضيفا اننا 'سنذهب الى الجامعة العربية ولدينا مبادرة عربية تم اقرارها وتم تكليف الامين العام بحملها الى سوريا وسنرى رد الفعل السوري'.
   وعما ستقدمه الجامعة العربية في حال استمرار العنف في سوريا قال الشيخ الدكتور محمد الصباح 'ننتظر الاستماع الى الامين العام للجامعة العربية عما دار في شأن المبادرة العربية ومدى التزام القيادة السورية بها'.
   وعن رأيه في مظاهرات شهدتها العراق اول من امس ضد الكويت اوضح اننا 'رأينا بكل اسف شرذمة سعت لكنها عدد بسيط ولذلك نرى ان العراق الجديد هو العراق الذي يقبل ان يعيش بسلام بين جيرانه واهله عراق ديمقراطي تعددي يسمح بتعدد الاراء' مضيفا انه 'اذا كانت هناك شرذمة عبرت بهذه الطريقة فهي تسيء للعراق اولا ولا تسيء للكويت'.
   وعن الاستفادة التي تحققها دول مجلس التعاون من الشراكة مع المغرب والاردن قال اننا نتكلم عن نموذج تشاركي خلاق وننظر كيف نستفيد من هذه الطاقات الجبارة الموجودة في  المغرب والاردن والعلاقة التبادلية والمصالح التبادلية بين اقليم مجلس التعاون وهاتين الدولتين.
   واشار الى الثقل الكبير الذي يتميز به المغرب ليس فقط في محيطه الاقليمي 'بل ان علاقاته متشعبة فهو الجسر الذي يربط بين العالم العربي وافريقيا واوربا عبر المحيط الاطلسي وله موقع مميز' مضيفا ان لدينا 'افكارا كثيرة في كيفية التعاون لاستثمار امثل لهذا الموقع الجغرافي المهم من خلال بعض الصناعات التي تستفيد من هذا الموقع' .
   وذكر ان لدى الاردن طاقة بشرية خلاقة متعلمة ومتدربة وبيئة استثمارية 'ولذلك فان الشراكة مع الاردن ستجني دول مجلس التعاون منها فوائد عديدة' مضيفا ان 'الكويت اكبر دولة مستثمرة في الاردن لانه سوق واعد وبلد لديه انظمة واضحة'.
   وقال ان التعاون الذي ذكره وزير خارجية المغرب هو في اطار الانطلاق الى التجمع العربي الاكبر وهو انشاء سوق عربية مشتركة تزول فيها العقبات امام التقاء السلع والافراد بين الدول العربية مجتمعة.
  وعما اذا كانت تلك الشراكة رسالة موجهة الى دول اخرى قال الشيخ الدكتور محمد الصباح 'لدينا اليوم نوع من الشراكة المتعثرة مع اليمن بسبب ان القيادة اليمنية لم ترق الى مستوى الالتزامات التي تستوجبها تلك الشراكة' مضيفا اننا 'نعمل الى ان تكون الشراكة مع المغرب والاردن افضل بكثير مما كانت عليه مع اليمن'.
   وعما اذا كانت هذه الشراكة تؤثر على عمل جامعة الدول العربية اوضح ان القادة العرب يلتقون دائما في القمم العربية 'وهذه الشراكة عمل فيه خير ويصب في صالح مجموعة من الدول العربي التي تعاهدت لتعمل لصالح نفسها ولصالح الامة العربية'.
   واضاف ان ميثاق الجامعة العربية يسمح بمثل هذه التكتلات ويشجع على انشاء تكتلات اقليمية دعما للعمل العربي المشترك معربتا عن اعتقاده 'ان ما نقوم به هو استمرار واستكمال وترجمة لميثاق جامعة الدول العربية'.
   وعما اذا كان هناك موقف كويتي رسمي من المحامين الذين ذهبوا للدفاع عن الرئيس المصري السابق  حسني مبارك اوضح انه عبر عن موقف الكويت الرسمي في هذا الشأن 'وقلت انها قضية مصرية داخلية'.
   وعن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكويت الشهر المقبل وعما اذا كان الجانبان سيناقشان قضية ميناء مبارك قال 'نرحب بزيارة المالكي في اي وقت ونتمنى ان نناقش خلال زيارته امورا اخرى تصب في اتجاه تعميق التشابك البشري والشعبي والامور التي تحقق الخير للبلدين'.
   وعن نظرة الحكومة الكويتية لما يثار حاليا في شأن تضخم اموال بعض النواب وما ذكره النائب العام حول وجود احالات من بعض البنوك الى النيابة العامة قال الشيخ الدكتور محمد الصباح 'سأتحدث بصفتي الشخصية وليس نيابة عن الحكومة' مبينا ان هنالك 'اشخاصا فاسدين حتى النخاع' في اي دولة في العالم.
   واستدرك قائلا 'ان الامر الخطير هو ان يوجد انطباع بوجود بيئة حاضنة للفساد في الكويت بما من شأنه ان يضر بمصداقية الكويت وسمعتها' داعيا الى العمل بشكل جدي لمحاربة هذا الانطباع.
   وقال ان للكويت 'نظاما سياسيا اثبت فاعليته وقوته لاسيما ابان احتلال البلاد واستطاع هذا النظام ان يجمع نفسه وان يعيد الكويت الى ما كانت عليه'.
   واضاف ان 'هذا النظام ارتضينا به وبدستورنا لذا يجب ان تطبق قوانيننا بشكل واضح على الجميع بغض النظر عن المتضرر من ذلك وهذا امر واجب لان القضية خطيرة وتضر بمشروعنا الخاص بجعل الكويت دولة جاذبة للاستثمار وحاصنة له ومركزا ماليا وتجاريا كما تضر بقيمنا التي تربينا عليها كمجتمع امين'.
   وذكر ان الكويتيين معروفون عبر التاريخ بانهم اهل كلمة يعتمد عليها ويعملون بمصداقية وشرف 'لذا لا يمكن القبول بمثل هذا الانطباع وعلينا ان نحاربه من خلال تطبيق القانون ولدينا نظام سياسي يستطيع ان يحفظ البيئة الكويتية من اي آفة'.

عقدت صباح اليوم في مبنى وزارة الخارجية المباحثات الكويتية المغربية الرسمية المشتركة حيث ترأس الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح وزير الشؤون الخارجية والتعاون لدى المملكة المغربية الطيب الفاسي الفهري عن الجانب المغربي.
وذكر بيان لوزارة الخارجية ان المباحثات تلاها مراسم التوقيع على اتفاقية مذكرة التفاهم بين حكومة دولة الكويت وحكومة المملكة المغربية بشأن الاعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول المسبقة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة الخاصة.
ووقعها عن الجانب الكويتي وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله وعن الجانب المغربي مستشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون فؤاد أخريف وذلك بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ومعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون لدى المملكة المغربية الطيب الفاسي الفهري.
حضر المباحثات ومراسم التوقيع من الجانب الكويتي مدير إدارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومدير إدارة المراسم السفير ضاري عجران العجران ونائب مدير إدارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الوزير مفوض صالح سالم اللوغاني ونائب مدير إدارة الوطن العربي المستشار فيصل إبراهيم الهولي .
ومن الجانب المغربي سفير مفتش عام مكلف بقضايا الشرق الأوسط بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون في المملكة المغربية محمد أزروال وسفير المملكة المغربية لدى البلاد محمد بلعيش .
كما أقام الشيخ الدكتور محمد الصباح مأدبة غداء على شرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون في المملكة المغربية الطيب الفاسي الفهري وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فيلاري أموس .
حضر مأدبة الغداء رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عبدالله معتوق المعتوق ووكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله والمنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى البلاد الدكتور آدم عبدالمولى بالإضافة الى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وسفير المملكة المغربية لدى البلاد والوفود المرافقة للضيوف.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك