الزيد مناشدا الأمير: سنتان والجاني لايزال حرا طليقا

زاوية الكتاب

حياتي لاتزال مهددة، وليتني أستطيع أن أريك الخوف في عيون صغاري

كتب 8175 مشاهدات 0


خطاب مفتوح لصاحب السمو الامير

في مثل هذا اليوم ، قبل عامين بالضبط ، في الرابع من أكتوبر 2009 ، تعرضت ، ياصاحب السمو ، لحادث اعتداء استهدف حياتي ، في مكان عام هو مواقف مظلة العمل الكويتي ( معك ) ، في منطقة الشهداء ، وعلى هامش انعقاد ندوة سياسية فيها عن الفساد ، وتسبب الحادث في كسر أنفي وتمزيق جلد الجبهة ، مما استدعى إجراء عملية جراحية كبيرة ، لجبر الكسر وخياطة الجلد بإثنى عشر غرزة ، وأكد لي أطباء مستشفى الصباح الذين أشرفوا على العملية ، أنه لولا ارتطام أداة الجريمة ب ' العقال ' لحدث ارتجاج بالمخ نظرا لقوة الضربة ، لكن الله سلّم ، والحمد لله كثيرا على فضله..

ياصاحب السمو ..

ربما يتساءل البعض : ' كيف لي أن أخاطب سموك في أمر كهذا ، والكويت بلد مؤسسات ؟ وأن ' القضايا ' لها مسارات إجرائية وقانونية محددة وواضحة ، ليس من بينها مخاطبة سموك ، فلم القفز على كل ذلك لمخاطبة سموك ، فأجهزة الدولة ومنها وزارة الداخلية تؤدي ماعليها من واجبات ' ؟! وأنا أجيب السائلين ياصاحب السمو : بأنك ' أبو السلطات ' جمعيا ، وقبل هذا فإن سموك أب للكويتيين جميعا ، وإن المؤسسات وأجهزة الدولة ، التي لجأت إليها في القضية ، لم أحصل منها إلا على تضييع حقي وحق المجتمع والدولة ، وترك الجاني حرا طليقا حتى هذه اللحظة ، وهو الأمر الذي يعني أن حياتي لاتزال مهددة ، هذا عدا أن المؤسسات وأجهزة الدولة المعنية ، وأعني تحديدا وزارة الداخلية ( في عهد وزيرها السابق الشيخ جابر الخالد ) تقاعست عن حماية سمعتي أيضا ، بل عرضتها للتشويه ، حينما استغرقت ' جهود بحثها عن الجاني ' – وأقول هذا مجازا وافتراضا – عاما كاملا ، لتنتهي إلى لاشيء ! رغم أن وزارة الداخلية للأسف الشديد هي ، الجهاز المسؤول عن حماية أرواح الناس وصيانة سمعتهم !!

ياصاحب السمو ،،

بعد ' تحرياتها ' لمدة عام كامل ، قالت الداخلية ( المباحث ) أمام النيابة العامة : أن تحرياتها ' دلت على أن باب السيارة هو الذي تسبب بذلك ، وأنه لايوجد جاني في القضية ، وأنني أدعيت بهذا الأمر طلبا للشهرة ' ، وللأسف ياصاحب السمو أن إدعاء ( المباحث ) هذا جاء مناقضا حتى لتقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن الاصابات البليغة كانت ناتجة عن الضرب بأداة غليظة على مقدمة الرأس والوجه ، أي ان إقرار المباحث يناقض تماما تقرير الطب الشرعي ، رغم أن الأثنين يتبعان مؤسسة واحدة ! كما أن الداخلية لم تكلف نفسها عناء البحث عمن كان يبث الرسائل الهاتفية بشكل مكثف ، يدّعي فيها على الداخلية ذاتها وينسب لها القول بأنها توصلت إلى أن دوافع الجريمة شخصية !! أبعد كل هذا ، أفلا يحق لي ياصاحب السمو في أن أخاطبك والأمور بهذا السوء من التخبط والتعدي على حقوق الناس ؟! وبناء على تلك ' التحريات ' – ياصاحب السمو - قامت النيابة العامة بحفظ التحقيق في القضية ، وقد قمت بتقديم تظلم  تجاه قرار الحفظ ، ولكنه لم يقبل من المحكمة .

ياصاحب السمو ،،

لاأدري إن كانت من مساويء الصدف أم من محاسنها بالنسبة لقضيتي ، أنه قبل قرار النيابة العامة بحفظ القضية بأيام ، جاءت أحداث ديوانية النائب الفاضل الدكتور جمعان الحربش ، والتي جرى فيها ماجرى ، وادعت فيها الوزارة من خلال أقوال قيادييها بأن ' الرصيف ' هو الجاني في أحداث الديوانية ، على الرغم من كل المشاهد المصورة التي تدحض هذا الادعاء ، بل أن الداخلية تنتهي سريعا من تحرياتها في القضية التي رفعها بعض أفراد وضباط الداخلية على الدكتور عبيد الوسمي أحد أبرز ضحايا الحادث ، بينما لاتزال حتى اللحظة ' تجري تحرياتها ' في القضية التي رفعها هو ضد من ضربوه وسحلوه !! وكذلك تتراخي الداخلية في القضايا التي رفعها النواب الأفاضل الدكتور وليد الطبطبائي ومبارك الوعلان وفلاح الصواغ في القضية ذاتها ! وأيضا قبلها بأيام إدعت وزارة الداخلية على المواطن المغدور محمد الميموني بأنه يتاجر بالمخدرات ، وانه مات متأثرا ب' جرعة زائدة ' ، لكن شاء الله تعالى أن يكشف زيف ادعاءات الداخلية ، وإن المغدور كان ضحية جريمة تعذيب حتى الموت ، على أيدي عناصر من الداخلية !!

ياصاحب السمو ،،

لذا ، وأمام كل هذه الأمور التي حدثت من وزارة الداخلية ، وخاصة ' تحرياتها ' المضحكة والهزلية في قضيتي ، أجدني مضطرا لمخاطبة سموكم في هذا الشأن ، مادامت المؤسسات تعمل بهذا الشكل من الاستهتار بأمن البلد ، وأمن المواطنين ، بل والمساهمة في تشويه سمعة الدولة ، قبل تشويه سمعتي والتشهير بي ، فأسرتي – ياصاحب السمو - تعيش قلقا يوميا أكثر مني ، خشية تكرار الجريمة ، لكون الجاني لايزال حرا طليقا ، وليتني أستطيع أن أريك الخوف المزروع في عيون أبنائي الصغار وقلوبهم ، وهم يسألونني كل يوم : ' يبه  متى يمسكون المجرم ؟ ' ..
ياصاحب السمو ،،

 أنا متيقن تماما أن هناك ' أطرافا ما ' وراء هذه الجريمة ، ووراء إخفاء معالمها وتشويهها ، وما تجاهل وزارة الداخلية للاجابة عن أسئلة النائب الفاضل خالد الطاحوس حتى هذه اللحظة ، على الرغم من مرور عامين كاملين على تقديمها ، لهو دليل واضح أن الداخلية لاتريد أن تكشف المستور ! ولوكانت وزارة الداخلية ياصاحب السمو مقتنعة في أن ' باب السيارة ' هو الجاني ، لكان من الأجدر بها أن ترفع ضدي عدة قضايا ، لأنني حينها أكون بنظرهم  قد أزعجت السلطات وأشغلت الدولة وأجهزتها في ادعاءات كاذبة ؟!

ياصاحب السمو ،،

أنا مواطن أبلغ من العمر 46 عاما ، ولم أكن يوما طرفا في قضايا جنائية من أي نوع  ، فأنا لم يرفع أحد علي قضية من أي نوع كانت ، سوى قضايا نشر ومطبوعات ، كما أنني لم أرفع قضية في حياتي كلها على أي شخص سوى قضيتي طلب إخلاء ضد مستأجرين في بيتي منذ مايزيد على الستة أعوام  ، ولم أدخل مخافر الشرطة في حياتي إلا في قضايا حوادث سيارات ، وهذي سجلات الدولة كلها تحت تصرفكم تثبت ما أقول ، وأنا صحافي لاأملك سوى قلمي الذي أعبر فيه عن آرائي بما ينسجم مع قناعاتي ، ويبدو أن قناعاتي تلك التي عبرت عنها ، وخاصة مايتعلق منها بتعرية قوى الفساد هي التي تسببت في الحادث ، وأنا تعرضت بسبب هذه القضية التي لايزال الجاني فيها حرا طليقا ، إلى حملة تشويه شخصية لم يسبق لها مثيل في طول البلاد وعرضها  ، وبسبب ماشرحت لسموكم من تضييع المؤسسات التي أنيطت بها متابعة القضية ، لحقي وحق المجتمع في كشف هوية الجاني الذي اعتدى علي ، ولكشف من هم ورائه الذين دفعوه لارتكاب الجريمة ، فانني اناشدك - ياصاحب السمو – بصفتي واحد من أبنائك ، فأنت أب لجميع الكويتيين ، بتوجيه الأجهزة المسؤولة للقبض على الجاني ، ذلك أن الحفظ في القضايا الجنائية هو حفظ مؤقت بطبيعته ، لايمكن إغلاقه أبدا ،  والاجهزة المسؤولة عن متابعة القضية ، أمام احتمالين : إما أنها تتستر على الجاني ، وإما أنها متقاعسة عن أداء أعمالها ، فلا يوجد عاقل يصدق أن تحريات عام كامل تنتهي بأن الجاني يكون ' باب سيارة ' !! ومن المؤكد أن سموك لايقبل أيا من الاحتمالين ، فإن كانت الداخلية تتستر على الجاني ، فلمصلحة من تقوم بذلك ؟ وان كانت الداخلية متقاعسة عن أداء مهامها في ضبط المجرمين ، فعلى أمن البلد السلام  ..

ياصاحب السمو ،،

اسمح لي تجاوزي هذا في مخاطبتك في القضية ، لكن الخوف الذي أستشعره يوميا عند صغاري ، والمتمثل في أن الخطر لايزال يحيط بي و بأسرتي في كل لحظة ، وفوقهما اليأس الذي يحيط بنا جراء تدهور أوضاعنا في كل المناحي ، دفعني لهذا الأمر ، فعذرا ياصاحب السمو ، واقبل تحياتي وتحيات أسرتي فردا فردا ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

إبنك زايد حربي ادهام غنيم الزيد 

 للمزيد من التفاصيل عن القضية، أنظر للرابط أدناه:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=66364&cid=48

صور ضوئية عن قرار الحفظ:

كتب: زايد الزيد

تعليقات

اكتب تعليقك