دعوة للتحرر والتعطر في ساحة الإرادة

زاوية الكتاب

كتب 1969 مشاهدات 0



د. حمد العصيدان

لماذا لا يخرج أبناء الكويت الشرفاء إلى ساحة الإرادة كحال أشقائهم في مصر الذين خرجوا إلى ميدان التحرير أو أشقائهم في تونس الذين خرجوا إلى ميدان الياسمين فتعطرت هذه الشعوب بنعيم التحرير وعبق الياسمين؟

إن الديموقراطية التي لازمت 47 سنة في الكويت ما حصدت سوى تعليم متدن وصحة متردية وتنمية متوقفة والحكومة والمجلس كان لهما دور في هدم التنمية بسبب التأزيم المستمر بين النواب ولغة الحوار المتدنية، بل إن المواطن بات في ضياع جراء ما يسمعه بتكرار من نائب سابق أو مرشح حالي أو سياسي لأوضاع البلد وما تعاني منه من تأزيمات مستمرة وتعطيل للتنمية وانهيار للبورصة وتردي الأوضاع الاقتصادي وكان لابد من ضرورة اختيار المرشح الكفؤ لأن الوطن عـزيـز عــــلى قلـــوبنـــا لا يمكن بيعه.

لقد أصبح التصدي للفساد مسؤولية الشعب لأن استمرار هذا الحال معناه ضياع كل الحقوق في البلد وهز ثقة الناس بالدستور بعد ان أصبحت كل السلطات مسلوبة والبلد يمر بمرحلة خطيرة.

إنني أناشد الشعب الكويتي ضرورة المشاركة في تجمع ساحة الإرادة يوم 19 أكتوبر الجاري وهو ما يسمى أربعاء كشف الحقائق.

كما أدعو المواطنين الى حشد أصدقائهم وأهلهم للحضور الى تجمع ساحة الإرادة كي ترى الحكومة والنواب القبيضة حجم الرافضين للفساد، وذلك الألم والفشل والخراب والذمم التالفة، بعد أن كون نواب خلال 5 شهور حسابات مليونية بالارتباط مع الأزمات السياسية التي مرت بها الكويت، ولا تستجيبوا لكلك الحكومة التي تقلل عدد المشاركين في التجمعات فميدان التحرير بدأ مليونياته بـ 5 آلاف مشارك فقط واستجاب الشعب بينما نحن ندع رئيس الوزراء يبيع ويشتري فينا.

لابد أن نتحرك بأسلوب يناسب حجم المصيبة التي تمر بنا وإلا فلا نلوم لا الراشي ولا المرتشي، فالشعب وممثلوه لهم دور كبير في كشف المرتشين ممن يعبثون بمستقبل البلد وأبنائه بعد ان أصبح الـ 50 نائبا اليوم في موقف الاتهام الى ان يكشف الشرفاء منهم الحقيقة.

ثم إن الأمر ليس مجرد رشاوى أو عمولات استفاد منها بعض نواب الامة، ولكن الأمر أخطر وأبعد من ذلك بكثير جدا، فمسألة كشف أسماء الأعضاء المرتشين هي بداية الطريق وليست نهايته! وهنا نصل لمعرفة نصف الحقيقة ومن هم الشركاء في أكبر جرائم الرشاوى بتاريخ الكويت.

ويتكرر إلحاح السؤال على الذهن في ظل هذه الانتكاسة، كيف لوزير لا يعلم بأن وزارته كانت تلعب دور السمسرة اللاشريفة بين طرفين قبيحين؟ وكيف لرئيس بنك لا يعلم أن بنكه كان مرتعا لهات وخذ من الرشاوى سواء كان هذا البنك داخل او خارج الكويت؟ وكيف لرئيس صحيفة لا يعلم ان بعض من يعملون لديه كانوا يتسترون صحافيا على راش ومرتش بسبب استفادتهم المباشرة؟ وكيف لرئيس مجلس أمة بات مغيبا إن لم يكن يعلم أصلا بهذه الجريمة التي وقعت في بيت رئاسته؟ وكيف لناخبين صائمين مصلين تم خداعهم من قبل البعض وأدلوا بأصواتهم الشريفة لمرتشين؟ وكيف لوزير كان يشارك زملاءه معاناة هذه الوظيفة الحساسة وهو ربما لا يعلم أنه جزء من هذه الجريمة البشعة .

كل هذا ربما ليس مهما، فالأهم هو كيف لنائب أو وزير يخون قسمه
(.... وأن أكون مخلصا للوطن والأمير وأن أذود عن أموال الشعب....).

أضف إلى هذا المستنقع الفاسد في الكويت وجود مناطق سكنية كثيرة تقوم فوق مستنقع من الرذائل والفضائح والتجاوزات وكل ما هو محرم وممنوع فما بين السرقات والتسول والدعارة وبيع المخدرات والخمور والغش التجاري وما بين الشوارع المخربة وطفح المجاري واكداس القمامة والزبالة وسرقة خطوط الكهرباء والهواتف الارضية، وللمزيد حدث ولا حرج!

المستقبل

تعليقات

اكتب تعليقك