وقفة رجولة من رجل

زاوية الكتاب

كتب 1715 مشاهدات 0

المحامي رياض الصانع

رياض الصانع

في سابقة شجاعة اقدم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الدكتور محمد الصباح على الاستقالة من منصبه .

ويشهد التاريخ على نظافة سريرته وكفاءته في تدعيم السياسة الخارجية الكويتية ، ويشهد التاريخ كذلك على شجاعته ونقاء قلبه ويده ، فلم يكابر او يعاند بل بكل شجاعة قدم استقالته لانه بكل بساطة رفض الاستمرار في المشاركة ، بحكومة ومجلس يطغيان عليه قضايا الشد والجذب ومناخ يطغى عليه الفساد ، وهنا نستحضر التصريح الذي اطلقه الشيخ محمد الصباح حول قضية الايداعات المليونية المتهم فيها عدد من النواب بلغت الى حد تحويل حساباتهم المالية للنيابة العامة بعد تضخمها المفاجئ بفترة قصيرة وقال 'رأيي الخاص وليس الحكومي أنه في كل مجتمع يوجد هنالك أفراد غارقون في الفساد حتى النخاع ، وهذا ليس جديدا ، ولكن الخطير هو أن يكون هنالك انطباع بوجود بيئة في الكويت تحتضن الفساد ، لانه يضرب مصداقية وسمعة الكويت بالصميم ولذلك علينا ان نعمل بشكل جدي لمحاربة ذلك'.

ولقد أكد اكثر من مرة بأن النظام السياسي بعد احتلال الكويت استطاع ان يجتمع ويعيد الكويت الى ما كانت عليه ، ولذلك النظام الذي ارتضيناه بدستورنا وقوانيننا ، فيجب ان يطبق بشكل واضح على الجميع بغض النظر عمن سيتضرر من ذلك ، وهذا الامر واجب كون القضية خطيرة وتضرب مشروع الدولة بخلق دولة جاذبة للاستثمار وحاضنة له وأن تكون مركزا ماليا وتجاريا.

وأمام هذه الرؤية الواضحة فضل ان يضع خاتمة عمله بنفسه ويرسمها ويجسدها باستقالته ، فغيرته على الوطن هو دافعه ولعل تلك الشجاعة التي نهلل لها تقديرا واحتراما ونناصره فيها وبدون سابق اتصال او اتفاق ولكن بالتوافق على الحق والشرف والفضيلة وكشف الجرائم وملاحقة مرتكبيها وهذا ما يفتقده الكثيرون من نوابنا الذين صار لهم أكثر من سنة يلوحون ويهددون بالاستقالة دون فعل ، فالواضح من خلال استقال معالي الوزير الدكتور محمد الصباح بأنه فضل مصلحة البلد على مصالح شخصية ضيقة ورفض الاستمرار في جو طبعه اللاوضوح ، وهو الرجل الواضح.

ولم أجد تعبيرا ابلغ من بيتيّ المتنبي والذين محورتهما لتليقا برجل المواقف الشيخ الدكتور محمد الصباح.

تمكر بك الأبطال كلمى هزيمة                     ووجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى     إلى قول قوم انت بالغيب عالم

الآن: رأي وشكوى

تعليقات

اكتب تعليقك