نعيش عام الرمادة السياسي سودت أيامه الايداعات المليونية ، برأى مبارك صنيدح

زاوية الكتاب

كتب 998 مشاهدات 0



الوطن

 

عام الرمادة السياسي

الخليفة الفاروق رضي الله عنه في عام المجاعة الذي سمي عام الرمادة لأن الوان الناس تغيرت فيه من الجوع وأضحت مثل الرماد وتفشت فيه السرقة من أجل لقمة العيش وسد رمق الجوع لكنه رضي الله عنه لم يقم عليهم حد السرقة مقدراً الظرف المعيشي والحاجة الملحة وراء دوافع السرقة ولا نسميه عدم تطبيق الشرع انما هو من فقه المرحلة.. واليوم نحن نعيش عام الرمادة السياسي سودت أيامه الايداعات المليونية ومليء بالشحن والاحتقان وندور في حلقه مفرغة تتجاذبنا الأهواء المتعاكسة المتنافرة ونختلق مؤامرات ومتآمرين ومزدوجين.. واعلام فاسد ينفخ في مزامير التحريض والتشهير ويتهم القبائل باقتحام المجلس في حين القائمة الأولى للضبط والاحضار تشير الى جميع شرائح المجتمع الكويتي ومنهم (الخنة والبحر والشمري والفضالة وبوحيمد والعجمي والمنيس والمطيري والغانم والعتيبي وغيرهم).
ومع الفارق بين من يسرق ليسد رمق الجوع ومن يبذل وقته ونفسه لحماية وطنه من عبث العابثين.. ويجدر بالحكومة تقدير الظروف والملابسات والمسببات وراء عام الرمادة السياسي الذي أدى الى اقتحام مجلس الأمة وتقدر ان المجاميع الشبابية بقيادة رموز المعارضة هدفها الإصلاح السياسي ورائدها محاربة الفساد بشتى أنواعه حكومية ونيابية واعلامية.. وتلتقط الاشارات الخفية وراء الظلال السياسي وتتمتع ببعد سياسي عند قياس الأمور واتخاذ القرارات.. وليس المطلوب التضحية بهيبة الدولة وسيادة القانون ولكن اظهار قدر كاف من المرونة بدل التهديد بالسجن المؤبد لمجاميع شبابية ظاهرها محاربة الفساد وباطنها اخلاص للوطن وللأمير وحماية للدستور..
يجب ان تقتنع الحكومة بالمضار والمساوئ من قبل منهجية الضبط والاحضار لبعض الشباب والرموز من نواب سابقين وحاليين.. والقصد الجنائي من الاقتحام مفقود وأن التحدي يولد التحدي والضغط ينتج عنه الانفجار، وهذه كلمات برسم الحقيقة ونحن نحبس انفسنا في مداخل الانفاق وغير منفتحين ونصطنع حواجز عازلة عن نبض الشارع السياسي وعن (تويتر) الشباب.
الخيارات السياسية الصائبة تحقق الشيء الأفضل بدل الأسوأ والخيار الصائب هو العفو العام عن المطلوبين لتحقيق مصلحة الاستقرار ودرء مفسدة الصدام السياسي.. والخيار الصائب للمعارضة ان تتوقف عن شحن الشباب بالمسجات والشعارات الثورية وتحافظ على سلمية المظاهرات.
انني على يقين أننا قادرون على تجاوز عام الرمادة السياسي وأن أشد ساعات الليل ظلاما هي التي تسبق بزوغ الفجر.. (فان مع العسر يسرا.. ان مع العسر يسرا).

مبارك صنيدح

تعليقات

اكتب تعليقك