الساسة الكويتيين المتحولين أسوأ من عبدة الشيطان برأى ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب 965 مشاهدات 0



الأنباء

 
عبدة الشيطان يمارسون السياسة
الجمعة 9 ديسمبر 2011 - الأنباء
عندما تسقط القيمة الأخلاقية من قلب أي شخص تسقط من عينيه جميع الاعتبارات التي بنيت على الأخلاق وتوقع من شخص كهذا أن يقدم على أي شيء، فتصرفاته وبابتعادها عن الأخلاق تجعلك تشاهد شيطانا صغيرا يتجول أمامك.
كم من الشياطين الصغار واجهت في حياتي! أظن أنني رأيت وبسبب عملي في الصحافة والتي منحتني القدرة على رؤية الأشياء من الداخل ما يكفي من تلك النماذج ما يدفعني للقول بأنني مررت أكثر من مرة بجحيم البشر ورأيت من شياطينها ما يكفيني وآخرها الأربعاء الماضي.

الأشياء لا تبدو على ظاهرها أبدا، رغم أن القاعدة الفقهية الشهيرة تقول «ليس لنا إلا الظاهر» بينما واقع الحال ومن تجربة فإن 90% من الأشخاص خاصة الساسة لا يشبه باطنهم ظاهرهم على الإطلاق.

قابلت في حياتي المهنية لصوصا وقتلة محكوم عليهم بالإعدام وتحدثت مع أناس عاشوا وماتوا مئات المرات جراء ما تعرضوا لهم في حياتهم، تحدثت إلى جناة كما تحدثت واستمعت إلى قصص ضحايا، التقيت بمجاهدين أو إرهابيين كما تصفهم حكومات العم سام وما يتبعها من حكومات، التقيت بأعضاء في خلايا إرهابية وحاورت عددا من عبدة الشيطان والتقيت بباعة أسلحة وعملت تحقيقا موسعا عنهم، وكذلك تجار مخدرات و«مصرفجية» ومدمنين.

جميعهم فقدوا جزءا من أخلاقهم او لنقل أن بعضهم خالف أخلاق القانون واحتفظ بجزء من أخلاقه الشخصية، ولكن لم أر في حياتي كلها شخصا ينسلخ من أخلاقه انسلاخ الحية من جلدها كما يفعل بعض الساسة هنا في الكويت.

ألم تروهم؟ ألم تشاهدوا كيف قفزوا من مركب إلى آخر بمجرد حدوث تغيير يحصل في أي بلد في العالم، عدا أن الساسة في العالم يثبتون على مبادئهم حتى ولو تغير ألف رئيس وزراء، لا كما يفعل بعض «ربيعنا» والذين تقافزوا من مركب الموالاة وكأنهم يفرون من غرق التايتانيك.

أحترم من يثبت على مبدئه حتى ولو كان يخالفني العقيدة وليس الرأي فقط، ولكنني لست مضطرا لاحترام شياطين السياسة الصغار في الكويت، لأنهم باختصار شديد لا يحترمون عقلية الآخرين.

سأحترم من غيّر موقفه من الساسة المصريين بعد سقوط الرئيس حسني مبارك وتحولوا من حكوميين إلى وطنيين وعذرهم واسع ومقنع بقولهم «كنا مجبرين»، وسأعذر الساسة الليبيين «كانوا مجبرين» أيضا، ولكنني لن أعذر الساسة في الكويت أو من يتناولها بعد أن غير موقفه من «يسار الملعب» إلى «يمين المنصة» وذلك أننا لسنا مصر حسني ولا ليبيا القذافي فنحن بلد يتمتع سكانه بأعلى سقف حرية متاح في المنطقة، ولا عذر للساسة الكويتيين المتحولين سوى أنهم إما عبدة للدينار أو عبدة للسلطة وهما نوعان أسوأ بكثير من عبدة الشيطان.

تعليقات

اكتب تعليقك