أي بيئة وطنية سوف تحتضن الأوساط الشيعية اليوم؟!- فوزية أبل تتساءل ؟

زاوية الكتاب

كتب 2346 مشاهدات 0


 

نحو بيئة وطنية تحتضن الأوساط الشيعية 

كتب فوزية أبل : 

«انتخابات برلمانية جديدة، ما المشكلة؟ ولماذا نحن خائفون»؟!.. مقولة يرددها كثيرون، انطلاقا من كون الكويتيين اعتادوا على عمليات الاقتراع، وان التبدل في عضوية مجلس الامة صار جزءا من الحياة السياسية.
ولكن اذا دخلنا في خلفيات الأزمة الراهنة لوجدنا أن التحضير لانتخابات 2012 يجري في ظل ارباكات قد تكون فريدة من نوعها، سواء في المجال الدستوري، أو القضائي، أو المواكبة الاعلامية، وسائر جوانب «الاشتعال» الحاصل في هذا الشتاء البارد.
قبل أسابيع من الانتخابات، تشهد الكويت تجاذبات سياسية واجتماعية، فنحن مقبلون على انتخابات في ظل ضواغط نفسية، قلما تخطر على البال! والهمّ المسيطر على ذهن المواطن - مهما تكن انتماءاته وتوجهاته.. ودائرته الانتخابية - هو الخشية من اختيار مجلس امة جديد مهدد - هو ايضا - بالسقوط في المتاهات، وهو ما يضع البلد والجمهور الكويتي أمام خيارات صعبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيعود السجال السياسي في الأجواء الانتخابية الى التصاعد والتوتر أم سيجنح نحو التهدئة؟! خصوصا مع تصاعد الحملة على الفساد، وعلى المعنيين بالايداعات المليونية، التي جراءها قفز ملف الفساد وحماية المال الى الواجهة في الكويت مجددا! وفي ظل التداعيات التي يتابعها المواطن والحملات التلفزيونية والصحفية والتقارير المتضاربة والاتهامات المتلاحقة في هذا الاتجاه أو ذاك.
فهناك متغيرات تفرض نفسها ومسؤولية ملقاة على عاتق الراغبين - حقا - في تطوير التجربة الديموقراطية، وترسيخ الثوابت الدستورية والقانونية، وفي منع أي انتكاسة. وفي ظل عجز كثير من الناخبين عن تكوين تصور واضح، وفي خضمّ المعمعة الحاصلة، التي قد تزداد غموضا في تداعياتها وتأثيراتها.
عود على بدء، حقيقة لا أحبذ استخدام مصطلحات طائفية، ففي عام 1999 كتبت مقالة تحت عنوان «كفى مبالغة» انتقدت فيها تصريحات السيد المهري واحتكاره الحديث عن الشؤون السياسية والدينية للشيعة، ولكن ما اضطرني الى مقالة اليوم، هو حالة التخبط والفوضى في صفوف الاوساط الشيعية هذه الايام، ومحاولة البعض من اصحاب النفوذ الديني او السياسي او التجاري جرَّ ابناء الطائفة الى ما يخدم اجندته ومصالحه، قاصدا متعمدا، ضاربا عرض الحائط بسمعة ابنائها وتاريخهم الذين عملوا واجتهدوا - وما زالوا - في صفوف العمل الوطني، متناسيا ان هناك من ابنائها من سيقف في وجه هذا العبث!
صحيح، لا يلام الناخب الشيعي اذا تصرف مثل الآخرين، طالما انه ليس هناك مشروع وطني جامع، خاصة مع بروز التعصب الاجتماعي والطائفي، الذي انسحب على مخرجات العملية السياسية والديموقراطية.
ومن هنا أناشد اخواني ابناء الطائفة الشيعية، ألا تنتظروا التغيير من اصحاب الأجندات، ومن محترفي اللعب على وتر المظلومية، «مو عيب ولا غلط» جلد الذات، فليس المهم عدد كراسي التمثيل الشيعي، بل المهم ان نوصل الكفاءة الى قاعة عبدالله السالم.
.. فنحو فكر جديد.. ودماء جديدة.
.. نعم للتغيير لمصلحة الوطن واستقراره.
فيا ترى، أي بيئة وطنية سوف تحتضن الأوساط الشيعية اليوم؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك