ربط فكرة الاتحاد الخليجي بضرب إيران أضعفها، برأى الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 863 مشاهدات 0


 

القبس

في محله ووقته
كتب عبداللطيف الدعيج :

منذ شهور أخذ كثيرون يروجون لفكرة الاتحاد الخليجي. ورغم جمال الفكرة واهميتها لمواطني الخليج وقدرتها المفترضة على تحقيق تقدم افضل واكبر، من خلال اتحاد القدرات والمكونات، رغم هذا فإن اصرار البعض على ربطها بمواجهة ايران، والتحزب لمواجهة الخطر الايراني. هذا الربط اضعف الفكرة وصورها على انها رد فعل طارئ لاحساس طارئ ايضا، قد يكون حقيقيا والارجح انه وهمي. وهمي لان النظام في ايران يفتقد التماسك ومعرض للتغيير او بالاحرى التثوير في اية لحظة. هذا ان سلّمنا بان النظام الايراني ينوي العداء.
ليس هذا وحسب، بل المؤسف ان البعض حوّل الفكرة الى رد على الهجوم «الصفوي». وهذا الوصف تحديدا يعني انه هجوم طائفي يُتهم فيه بالدرجة الاساسية المواطنون الشيعة في الدول الخليجية العربية، ويجعل منهم بالتبعية في صف النظام الايراني، اي خونة ومندسين يجب «تصفيتهم». هذا ما طرح، والبعض من حسني النية او ان شئت الحمقى صفّق له. والبعض الآخر صوّر امر الاتحاد على انه انضمام كويتي الى الاطراف الاكبر والاقوى القادرة على حماية الكويت من الخطر المزعوم. علما بان الكويت من حيث الامان والاستقرار هي الدولة الاكثر استقرارا من دول المنطقة. وانه حتى ان كان هناك تنفيس حاد وربما عنيف، فإنه تنفيس مشروع ويجري تحت رقابة المجتمع قبل الدولة. لهذا فلسنا في حاجة، كما حاول البعض ان يصور، الى ان نسلم اعناقنا ومصالحنا لمن هو عاجز اصلا عن حماية نفسه وفرض الاستقرار في بيته.
من هنا اكتسب تصريح السيد رئيس مجلس الامة الرافض لفكرة الاتحاد يوم امس اهمية خاصة. فهو الى جانب انه يمثل الرأي المتعقل والمتزن، فانه في محله ووقته لأنه يشكل تطمينا لأغلبية من المواطنين اصبح لديهم بفعل الزخم الاعلامي الذي رافق الدعوات الفجّة وغير المسؤولة للاتحاد، شعور بانهم المستهدفون بهذا الاتحاد والخاسرون من وراء تحقيقه.
يبقى الأمل ان يكون رأي السيد السعدون او بالاحرى رفضه «المؤقت» او المشروط لفكرة الاتحاد يمثل رأي الغالبية النيابية التي انتخبته، ورغم اننا لا نعول كثيرا على هذه الاغلبية في صياغة القرارات المصيرية ــ حتى الآن ــ فإن توافقها ورأي السيد السعدون ضروري من أجل بعث الاطمئنان واستعادة التناغم الوطني الذي حرص البعض بلا تفكير على زعزعته في الايام الأخيرة.

عبداللطيف الدعيج

تعليقات

اكتب تعليقك