أصبح الصراخ والسب والضرب والتهديد لغتنا..المشاري مستنكرا

زاوية الكتاب

كتب 564 مشاهدات 0



الأنباء


عقول تفتقر إلى التسامح
عبدالمحسن محمد المشاري
تساعدني الجرائد والكتب في العطل الرسمية على تخطي الوقت، أما بالنسبة للجرائد فاقرأ كل عمود وما صرح به فلان وما باح به علان فلا يفوتني أي خبر، قرأت لأحد الزملاء يقول نعيش هذه الأيام في أسوأ مراحل العقل السياسي العربي الذي يفتقر الى ابجديات وأصول آداب الاختلاف في الرأي وقبول الآخر المختلف عنا في الرؤية او الايديولوجية او الديانة او الجنسية او الطبقة او المذهب، عقول النخبة تفتقر الى التسامح السياسي وتقوم بالتفتيش في النوايا والقلوب والضمائر بهدف تحقير أصحاب الأفكار المعاكسة الى حد الاغتيال المعنوي لأشخاصهم بشكل يؤدي الى ازدرائهم.
وأنا أقول أصبح عالمنا أفكارا وآراء تنطلق من أفواه هنا او هناك، ولكل شخص الحق والحرية في طرح أفكاره ومعتقداته إلا ان الغريب في الأمر عدم تقبل بعضنا لبعض في طرح الأفكار وكأنه يصارع الجميع من أجل فرض العقلية على الآخر ويتناسى هؤلاء ان لكل إنسان عقليته وفكره وهذه طبيعته التي نشأ عليها وان الاختلاف سنة كونية من عند الله سبحانه ونعمة وهبها الله لنا حيث جعل لنا عقولا وفكرا وحرية ولم يجعلنا مسيرين بل مخيرين ويبقى علينا ان نقبل بفكر الآخرين وليس معنى القبول هنا هو الأخذ بالأفكار وإنما التريث والأخذ بأسبابه والسماح بإعطاء الآخر الفرصة لطرح فكرته ويبقى علينا التحاور والتناقش معه بأسلوب ثقافي متحضر دون ارتفاع الأصوات.

****

الكويت عانت خلال الفترة السابقة من مشاكل لم تمر بها من قبل، فنحن نواجه مشكلتين هما القبلية والطائفية اللتان عطلتا عجلة التنمية بشكل كبير وفي هذه الأيام أصبح الصراخ والسب والضرب والتهديد لغتنا، هذه ليست الديموقراطية التي اعتدنا عليها نحن شعب الكويت والتي كفلنا إياها الدستور من حيث حق التعبير وإبداء الرأي فيجب علينا جميعا احترام القوانين أولا، ومن ثم الاعتراض والتعبير عن أي موقف أو حدث كان، لأن الديموقراطية حق للجميع، لكن حق التعبير ينتهي حين يكون تعديا ومخالفا للقوانين، والمشاجرات والصراخ والسب ليست حلا ولا هي صورة من صور الديموقراطية بل انها تزيد من المشاكل والتأزيم. هذه الاحداث تبعدنا عن الجو الديموقراطي والمشاركة في النقاشات واختلاف الآراء وتعددها حيث تذكرنا بقانون الغاب والبقاء للأقوى لا للعقل والمنطق، ولا شك أن غياب القانون وعدم الالتزام بأساسيات الديموقراطية أدى الى هذا السلوك.

تعليقات

اكتب تعليقك