'الايداعات المليونية' تعطي انطباعاً لبيئة الفساد

محليات وبرلمان

محمد الصباح: قضية خطيرة، وتضرب مصداقية وسمعة الكويت بالصميم

2705 مشاهدات 0


قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح انه في كل مجتمع نجد افرادا غارقين في الفساد ولكن الخطير هو ان يؤخذ على الكويت انطباع بوجود بيئة حاضنة للفساد لانه يضرب في مصداقيتنا وسمعة الكويت في الخارج ولذلك علينا ان نعمل بشكل جدي على محاربة ذلك الانطباع'.
وعقد الشيخ محمد الصباح امس مؤتمرا صحافيا في مبنى وزارة الخارجية مع نظيره المغربي رحب في مستهله بزيارة الطيب الفاسي «حيث عقدنا سلسلة من المحادثات مع سمو نائب الامير ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الصباح سلم الضيف رسالة من جلالة الملك محمد السادس الى اخيه صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد.
واضاف الصباح «عقدنا جولة من المباحثات الثنائية التي انطلقت من العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيل اللجان المشتركة بأفكار خلاقة لاترتبط بالاطار التقليدي الذي يتمثل في لجنة وانما في فرق عمل اكثر مرونة وتفاعل مع القضايا المستجدة بين البلدين'.
وبين الشيخ محمد ان النقاش انتقل الى ما دار في اجتماع جدة اول من امس حول الرغبة الخليجية في خلق نموذج تشاركي خلاق ينعتق من فكرة عقدة العضوية وينطلق الى قطف ثمار التشابكات بين المغرب ودول مجلس التعاون.
وزاد الصباح «اننا ايضا ناقشنا الاجتماع الوزاري العربي الذي سينطلق في القاهرة الايام المقبلة والقضايا الاساسية المدرجة على جدول الاعمال، حيث تشكل القضية الفلسطينية امرا اسياسيا، مشيرا الى اننا 'ذاهبون الى 'المتحدة' كاشفا عن عمل عربي جاد لحشد اكثر عدد من الدول وخلق زخم دولي يحقق ما نريده لاشقائنا الفلسطينيين وهو اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ، بالاضافة الي القضايا الملحة في الاقليم من منطقة المغرب العربي الى المشرق والمستجدات في امن الخليج والعلاقة مع جمهورية ايران الاسلامية وعلاقتنا الثنائية الكويتية - العراقية، وقضية ميناء مبارك والتقرير الايجابي الذي خرجت به اللجنة الفنية العراقية، وكذلك تحدثنا في الشأن السوري ونحن بانتظار عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية وسماع الردود على اثر ذلك سيكون القرار.
وحول الشأن العراقي قال الشيخ محمد «اننا للأسف رأينا شرذمة اساءات ولكنها قليلة، مشيرا الى ان الكويت ترى بأن العراق الجديد هو الذي يقبل ان يعيش بسلام مع جيرانه واهله وان يكون عراقا ديموقراطيا تعدديا يسمح بتعدد الاراء وان كان هنالك شرذمة فهي تسيء للعراق وليس للكويت'.
وعن مشروع الشراكة الخليجية - المغربية والاردنية اوضح الوزير الصباح «اننا نتجه الى علاقة شراكة خلاقة تبادلية بين دول الخليج والمغرب والاردن والتي تعود بالنفع على الجميع كون الدولتين تتمتعان بقوانين وطاقات بشرية وموقع استراتيجي وسوق صناعي واعد حيث ستجني دول الخليج بيئة استثمارية جيدة، لافتا الى ان دول الخليج كان لديها مشروع شراكة مع اليمن لكنه متعثر بسبب الظروف التي تعيشها بالاضافة الى ان القيادة اليمنية لم ترق الى مستوى الالتزامات التي تستوجب عليها شراكة مع دول الخليج، مشيرا الى ان الشراكة مع الاردن والمغرب ستحقق نتائج افضل بكثير من اليمن.
واصفا الشراكة بعمل خير، مشيرا الى ان ميثاق جامعة الدول العربية يشجع على ذلك في ما يتعلق بالتكتلات الاقليمية.
وفي ما يتصل بالردود الشعبية المصرية المستاءة من دفاع محاميون كويتيين عن الرئيس المخلوع حسني مبارك قال الوزير الصباح لقد اعلنا عن موقف الكويت الرسمي بشأن ذلك وهي قضية مصرية داخلية.
وعن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكويت، قال الشيخ محمد الصباح «نرحب به في اي وقت ونتمنى ان نناقش قضايا اخرى تتعلق بمسألة التشابك الاقتصادي بين البلدين وايضا البشري لتحقيق المصلحة العامة'.
وعن قضية الايداعات المليونية ومباشرة النائب العام التحقيق بها قال الوزير الصباح انه رأيه الخاص وليس الحكومي انه في كل مجتمع يوجد هنالك افراد غارقون في الفساد حتى النخاع، وهذا ليس جديدا ولكن الخطير هو ان يكون هنالك انطباع بوجود بيئة في الكويت تحتضن الفساد، لأنه يضرب مصداقية وسمعة الكويت بالصميم ولذلك علينا أن نعمل بشكل جدي لمحاربة ذلك.
وأضاف: كيف نعمل ذلك؟ مستطررداً: لدينا نظام أثبت فعاليته، وذلك بعد أن احتلت الكويت استطاع النظام السياسي ان يجتمع ويعيد الكويت الى ما كانت عليه ولذلك النظام الذي ارتضيناه بدستورنا وقوانينا يجب أن يطبق بشكل واضح على الجميع، بغض النظر عمن سيتضرر من ذلك، وهذا الأمر واجب كون القضية خطيرة وتضرب مشروع الدولة بخلق دولة جاذبة للاستثمار وحاضنة له وان تكون مركزاً مالياً وتجارياً.
وتضرب ايضاً قيمنا التي تربينا عليها ومجتمعنا مجتمع أمين وصادق وله كلمته وعند الرجوع الى الماضي والتاريخ نرى ان الكويت تتميز بالمصداقية والشرف والكلمة والامانة ووجود ذلك الانطباع السيئ لا يمكن أن نقبل به، وعلينا أن نحاربه من خلال تطبيق القانون ولدينا هذا النظام الذي يستطيع ان يحفظ البيئة الكويتية من اي آفة.
من جانبه، قال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي ان العلاقات الكويتية - المغربية متميزة، مشيراً الى التضامن المطلق الذي يدعم باستمرار تلك العلاقة، لافتاً الى ان زيارته تتمثل في حمل رسالة خطية من جلالة الملك محمد السادس الى سمو أمير البلاد، بمضامين توطيد العلاقة بين البلدين وتقوية الحوار السياسي وتبادل الآراء وتطويرها في الميدان الاقتصادي والتجاري والبشري.
وأضاف الفاسي ان الأجندة الكويتية - المغربية واسعة، مشيراً الى ان المحادثات تطرقت الى قضايا ذات اهتمام مشترك وخاصة في ما يتعلق بالنزاع العربي - الاسرائيلي، مؤكداً بأن للبلدين الرؤية نفسها والموقف بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين للتوصل الى دولة مستقلة عاصمتها القدس.
وفي ما يتعلق بالدعوة لشراكة مغربية - خليجية، قال الفاسي ان المغرب جزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير لافتاً الى انها دعوة كريمة واستراتيجية، مؤكداً بأن فضاءنا طويل وانتماءنا أولاً مغربي، خاصة في ظل هذه الظروف التي تعيشها دول مثل ليبيا وتونس وهذا يتماشى تماماً بدون اي تناقضات مع طموح المغرب الرائع للتوصل الى شراكة متقدمة في جميع المستويات والميادين، مشيراً الى ان المغرب يتطلع ايضاً الى اجتماعات اللجنة الفنية بين المغرب والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، ونتطلع الى تعاون في جميع المجالات مع مجلس التعاون على الصعيد الأمني والسياسي والتنموي والبشري.
وزاد الفاسي بأن التطور والتقدم في المغرب على الصعيد المستقبلي لا يجب أن يكون على قدم واحدة تتعلق في التنمية الاقتصادية فقط، وانما يتماشى على قدمين، أولاً في ما يتعلق بالانفتاح السياسي والآخر في التنمية الاقتصادية، مشيراً الى ان هذا الأمر ينسحب على الكويت ايضاً كون ان لها نفس المرجعية الديموقراطية.
وأضاف الفاسي انه للاسف فإن الاتحاد المغاربي لم يتطور لأسباب موضوعية معروفة، متمنياً ان يشهد تطوراً مع ليبيا وتونس الجديدة وبما يلبي الطموحات، وهو مؤهل لذلك وفي الوقت نفسه نتجاوب مع طلب عبر عنه قادة الدول الخليجية والشعب المغربي لا يمكن أن ينسى هذه الاشارة القوية تجاه المغرب، ونقول نحن مستعدون ان نتقدم في اطار هذا النموذج التشاوري على جميع المستويات، وهذا يمكن أن يكون نموذجاً حقيقياً في اطار اندماج المواطن العربي.
وعن الشأن الفلسطيني قال الوزير الفاسي: اننا كنا وراء طلب مشروع لجوء فلسطين الى الأمم المتحدة وهذا اللجوء اصبح ضرورياً لتعنت الطرف الاسرائيلي، ولان هنالك تعاطفاً وفهماً أكبر في افريقيا وآسيا وأوروبا للقضية الفلسطينية وسنجتمع وسنقرر الخطوات المقبلة.
وعن 'الربيع العربي' قال الفاسي: ان لكل دولة مساراً خاصاً وتاريخاً وتطوراً خاصاً، ويلاحظ معي الكثيرون ان ما حصل في بعض الدول مثل اليمن وسورية ومصر وتونس يكمن في القيادة والمصداقية والامكانية في الانصات الى تطلعات الشباب، وهناك مشكلة بعض القيادات التي لم تتجاوب وأدعوها الى الحكمة حتى تكون هناك استجابة لتلك التطلعات.

الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك