الأسد يعيش برعب في قصره !!

عربي و دولي

عزل نفسه وشدد الرقابة على الطباخين ، ومقتل المئات وإعدامات ميدانية بحمص

3159 مشاهدات 0

بشار الأسد

كشفت مصادر استخباراتية غربية وشرق أوسطية عن عزل الرئيس السوري بشار الأسد لنفسه داخل قصره خوفا على سلامته الشخصية، مضيفة أن الأسد قلص دائرة المحيطين به إلى عدد من المستشارين وأفراد عائلته فحسب.

وفي عالمه شبه المنكمش والذي تقلص ليشمل دائرة صغيرة من المستشارين الذين يثق بهم وأفراد عائلته، يعيش الرئيس السوري بشار الأسد منعزلاً إلا عن الخوف الذي يحيط بنظامه المتهاوي والذي يتلقى النكسة تلو الأخرى بحسب مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين.

وبحسب المصادر نفسها، لم يبق للأسد في سوريا إلا القليل، كما تقلص ظهوره على محطات التلفزة المحلية والعالمية، فآخر مقابلة تلفزيونية له تعود إلى نوفمبر الماضي، فيما أصبح دائم التنقل داخل قصره خوفاً من رصاص قناصة، فضلاً عن تشديد الرقابة على معدي طعامه، مؤكدين أن الأسد أصبح مشغولاً بأمنه أكثر من قواته العسكرية.

ورغم مخاوفه المتزايدة من وصول المسلحين إلى عقر داره، لا يزال الأسد مصراً على البقاء في السلطة، فهو الذي وعد بالعيش في سوريا والموت فيها قبل شهرين، وهذا ما أظهرته لقاءاته الأخيرة مع مسؤولي الأمم المتحدة، فيما الدبلوماسيون السوريون يسعون مع حلفاء النظام لدراسة الخيارات المتاحة مع اقتراب قوات النظام من الانهيار في مواجهة تقدم عناصر الجيش الحر.

كما عزا مسؤولون أمريكيون الانشقاقات التي جرت مؤخراً إلى عزل الرئيس لنفسه داخل أسوار قصره، كما اعتبروا أنه السبب الأبرز في بدء حلفاء النظام في التنصل من حمايته؛ وإعلان روسيا اهتمامها ببقاء سوريا لا نظام الأسد دليل على ذلك.

سفينة النظام آخذة بالغرق شيئا فشيئا مع النكسات المتتالية التي أفقدتها التوازن، وليس آخرها تأكيد محللين عسكريين مقتل ما يقرب من ألف عسكري في صفوف جيش النظام شهرياً، أما حبل النجاة بالنسبة للأسد فيبقى في هذه الحلقة المقربة التي كونّها حوله، والتي يعتقد بأنها تشمل عددا من أبناء طائفته المصرين على حماية النظام حتى النهاية.

ميدانياً أفاد ناشطون سوريون بأن 226 شخصا قتلوا أمس السبت في سوريا، معظمهم أعدموا ميدانيا في دير بعلبة في حمص بعد أن اقتحمتها قوات الجيش النظامي. كما شنت طائرات النظام غارات جوية على ريفي دمشق وحلب في وقت يواصل فيه الجيش الحر 'معركة البنيان المرصوص' في ريف إدلب.

فقد ذكرت لجان التنسيق المحلية أنه 'تم العثور مساء السبت على 220 جثة في حي دير بعلبة في حمص، وذلك على إثر اقتحام الجيش النظامي ليلا الحي بالدبابات وبرفقة أعداد من الشبيحة'، مشيرة إلى أن هؤلاء قتلوا ذبحا أو حرقا.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم العثور على عشرات القتلى مساء السبت في حي دير بعلبة في حمص وسط سوريا بعدما اقتحمته القوات النظامية، مشيرا إلى أنه 'يتعذر توثيق القتلى إلى الآن بسبب انقطاع الاتصالات عن الحي'.

وقد كثف الطيران الحربي قصف عدة مناطق، خاصة منها الشرقية والغربية من ريف دمشق. وبث ناشطون صوراً تظهر انتشال الأهالي في دوما بريف دمشق لجثث ذويهم إثر قصف قوات النظام للمدينة بمقاتلات الميغ.

وكانت شبكة شام قد ذكرت أن قوات النظام شنت عدة غارات بالطائرات الحربية، وألقت براميل متفجرة على المدينة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير منازل بأكملها.

كما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ ومقاتلات الميغ مدن وبلدات حوش عرب والمليحة ومسرابا ومدينة الزبداني ومعضمية الشام.

وفي ريف حماة، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدات اللطامنة وكفر زيتا ومورك وحلفايا بريف حماة.

قصف كرناز
كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط عشرة قتلى وعدة جرحى جراء غارة جوية شنتها مقاتلات الميغ على بلدة كرناز بريف حماة، كما أدت الغارات إلى تهدُّم عدد كبير من المنازل.

وفي ريف حلب، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام قصفت بالمقاتلات مدينة تل رفعت، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح عشرات آخرين، فضلا عن هدم منازل عدة. وشنت الطائرات غارات جوية على مدينة إعزاز موقعة قتلى وجرحى.

من جانب آخر، قال الناشطون إن القصف المدفعي والجوي طال عدة مدن وبلدات بحمص والبوكمال. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات النظام استهدفت حي الخالدية بمدينة حمص، وسمع دوي انفجارات شديدة بالحي.

كما تحاصر عشرات الآليات العسكرية بلدة بصر الحرير بمحافظة درعا تمهيدا لاقتحامها، بعد أن سيطر عليها مقاتلو الجيش الحر إثر اشتباكات عنيفة استمرت 48 ساعة، وأسفرت عن مقتل 10 عناصر من الحر و12 من القوات النظامية.

وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام، وكتائب أخرى بمحيط معسكر وادي الضيف وعين قريع وحاجز الحامدية، كما تسمع أصوات انفجارات شديدة بمحيط حاجز للقوات النظامية بمنطقة حيش، تترافق مع اشتباكات عنيفة وقصف من قبل قوات النظام على قرى التح وبابولين وتلمنس.


كما أكد سكان ونشطاء في مدينة الرمثا الأردنية على الحدود مع محافظة درعا السورية، أن قصفا عنيفا وصل للسهول المتاخمة للمدينة داخل الأراضي الأردنية، في حين تحدثت مصادر عن رد الدبابات الأردنية على مصادر القصف السوري.

وأكدت مصادر متعددة للجزيرة نت أن قذائف سورية عدة سقطت في السهول المحاذية لمدينة الرمثا داخل الأراضي الأردنية، في حين سقطت واحدة بالقرب من مسجد الدرادرة في المدينة، مما أدى لحالة هلع بين السكان الذين غادر العديد منهم منازلهم في المنطقة القريبة من الحدود، خاصة بعد أن أدت أصوات القصف العنيف لتكسير زجاج عدد من المنازل في المنطقة الشرقية من مدينة الرمثا.

وأشارت المصادر إلى حالة استنفار بين قوات الأمن والدفاع المدني في الرمثا، وأنه شوهدت العديد من سيارات الإسعاف الأردنية تنتشر في المناطق القريبة من الحدود مع سوريا.

وسادت حالة من الذعر والهلع بين السكان الذين غادر العديد منهم منازلهم، بينما شوهدت تعزيزات من الجيش الأردني تعيد انتشارها في المناطق والقرى الحدودية.

وقال أحد النشطاء في مدينة الرمثا إن دبابات أردنية كانت ترد بين الفينة والأخرى على مصادر القصف السوري، وهي معلومات لم يتسن للجزيرة نت تأكيدها من مصادر رسمية أردنية.

ووصف الناشط الأردني -الذي تحدث للجزيرة نت عبر الهاتف- القصف السوري بأنه 'الأعنف الذي تشعر به مدينة الرمثا منذ بدء الثورة السورية'، وقال إن سكان الرمثا شعروا بهزات قوية أكثر من مرة نتيجة سقوط القذائف السورية داخل الأراضي الأردنية.

من جهتهم قال ناشطون سوريون في قرى محافظة درعا على الحدود مع الأردن إن المناطق الحدودية تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات السورية في المناطق القريبة من درعا البلد ومزارع رحيا الواقعة على الحدود الأردنية السورية.

وقال أحد النشطاء السوريين للجزيرة نت إن الاشتباكات العنيفة وصلت إلى داخل الأراضي الأردنية، ولفت إلى أن العديد من القذائف السورية سقطت داخل الحدود الأردنية لكنه لم يؤكد وجود رد من الجانب الأردني.

وأكد نشطاء أردنيون وسوريون وصول ٤٢ جريحا من قرى محافظة درعا لمدينة الرمثا، توفي أحدهم -وهو ناشط إعلامي من شبكة شام الإخبارية- متأثرا بجراح أصيب بها في قرية طفس.

وقال ناشطون إن من بين الجرحى الذين وصلوا الأردن السبت ثلاثة من الجيش السوري النظامي، وإن الأمن الأردني حضر إلى مكان علاجهم وقام بنقلهم إلى جهة غير معلومة.

وكانت العديد من قرى محافظة درعا شهدت السبت اشتباكات عنيفة أوقعت عشرات القتلى والجرحى، كان أعنفها في مدينة بصرى الحرير التي تحاول القوات النظامية اقتحامها من الجهتين الشرقية والغربية منذ يومين.

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التوصل إلى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا لا يزال ممكنا، في حين اعتبر الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن البديل عن الحل السياسي هو الجحيم.

فقد قال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات مع الإبراهيمي في موسكو السبت 'هناك إجماع على القول بأن فرص التوصل إلى حل سياسي ما زالت متوافرة'.

وفي مؤشر جديد هو الأكثر وضوحا على رغبة روسيا بإعلان موقف متمايز عن النظام السوري، قال لافروف إنه يتعذر إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن الحكم، الأمر الذي تطالب به دول غربية وعربية، وخصوصا المعارضة السورية.

وأضاف الوزير الروسي 'قال الأسد مرارا إنه لا ينوي الذهاب إلى أي مكان، وإنه سيبقى في منصبه حتى النهاية... وليس ممكنا تغيير هذا الموقف'.

وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب اشترط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد  للدخول في مفاوضات دعته إليها روسيا أول أمس الجمعة.

وقال الخطيب -في تصريحات للجزيرة- إنه جاهز للحوار، لكنه لن يذهب إلى موسكو التي طالبها بإدانة واضحة للنظام السوري وإعلان جدول أعمال واضح للحوار، وشدد على أن تنحي الأسد هو شرط أساسي في المفاوضات.

وقال الوزير الروسي -في المؤتمر الصحفي- إنه 'فوجئ' برفض الخطيب دعوته للحوار، داعيا إلى إشراك دول من المنطقة مثل السعودية وإيران في مجموعة العمل الدولية المعنية بالأزمة في سوريا، مشددا على ضرورة العمل من أجل الاستقرار في سوريا والمنطقة، وحذر من أن التخلي عن 'الأسس التي تم اعتمادها' قد يفاقم الوضع.

ووصف لافروف موقف المعارضة السورية الرافض للتفاوض مع الأسد بأنه يوصل الأمور إلى طريق مسدود. وانتقد موقف الائتلاف الذي طالب روسيا بالاعتذار عن دعمها للنظام في دمشق قائلا إنه 'موقف ينم عن قلة خبرة سياسية'.
 الخطيب قال إنه لن يذهب إلى موسكو وطالبها بإدانة واضحة للنظام السوري (الجزيرة-أرشيف)

تجنب الجحيم
من جهته شدد الإبراهيمي على ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي في سوريا لتجنب 'الجحيم'. وقال 'إذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، يتعين علينا جميعا أن نعمل بلا كلل من أجل حل سياسي'.

إلا أنه أضاف 'من وجهة نظري، المشكلة هي أن تغيير النظام لن يؤدي بالضرورة إلى تسوية الوضع'، محذرا من خطر تحول سوريا إلى صومال ثانية.

وحذر المبعوث العربي والدولي إلى سوريا من تطور واستمرار القتال الدائر حاليا حول العاصمة السورية دمشق، إذ قد يؤدي هذا إلى فرار ملايين من المقيمين في العاصمة، موضحا أن أمامهم في هذه الحالة وجهتان فقط، إما لبنان أو الأردن وكلا البلدين لا يستطيعان دعم واستيعاب هذا العدد من الأشخاص الذي يقدر بخمسة ملايين.

وردا على سؤال حول إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا، قال الإبراهيمي إن مثل هذه القوات لا يمكن أن توجد دون قرار من مجلس الأمن الدولي، مما يعني ضرورة موافقة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وكذلك موافقة سوريا (حكومة ومعارضة)، وإلا فسيتم التعامل مع القوات على أنها جيش أجنبي.

وتقول روسيا إنها تؤيد جهود الإبراهيمي الذي يروج لخطة سلام طرحت قبل شهور تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. ومنذ فترة طويلة تعد خطة الأمم المتحدة هذه مجرد حبر على ورق، بعد أن انهارت في البداية بسبب مسألة ما إذا كانت الحكومة الانتقالية ستضم الأسد أو حلفاءه.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك