(تحديث1) ضجة بعد أنباء استخدام 'أسلحة كيميائية'
عربي و دوليغسان هيتو : نظام الأسد دمر البلد، ولن ندخل في حوار معه ، ومقتل 134 أمس
مارس 20, 2013, 2:01 ص 2098 مشاهدات 0
أكد المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد اوزومكو ان المنظمة تراقب الوضع في سوريا بعد صدور انباء عن استخدامها ضد المدنيين.
وأوضح اوزومكو في بيان صحافي صدر هنا الليلة الماضية ان السكرتير العام للأمم المحدة اكد دعمه القوي لعمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي 'تراقب تطورات الوضع عن كثب على ارض الواقع'.
وتتهم دمشق المعارضة السورية باستخدام اسلحة محظورة وهي التهمة التي تنفيها المعارضة وتصر على ان نظام الرئيس بشار الاسد هو من يستخدمها.
واطلق صباح امس صاروخ من منطقة كفر داعل باتجاه منطقة خان العسل في محافظة حلب اللتين يفصل بينهما مسافة خمسة كيلومترات حيث سقط الصاروخ في منطقة يقطنها مدنيون ما اسفر عن مقتل نحو 25 شخصا واصابة اكثر من مئة آخرين.
من جهة أخرى جاء في بيان صادر عن مكتب السكرتير العام للأمم المتحدة الليلة الماضية ان الغارة الجوية التي نفذتها مروحيات سورية على قرية عرسال في محافظة البقاع شرقي لبنان الاثنين الماضي تنتهك السيادة اللبنانية وتعد 'مصدر قلق كبير'.
وشدد بان على اهمية الدعوة التي اطلقها مجلس الأمن للنظام السوري بالتزام بنود القانون الدولي ووضع حد للتصعيد والهجمات المسلحة الحدودية بين سوريا ولبنان.
وحذر السكرتير العام للأمم المتحدة وفي اطار قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي انهى الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في عام 2006 من 'الحوادث الجدية والمتكررة بين سوريا ولبنان' ودعا دمشق الى 'وقف الخروقات التي ترتكبها عبر الحدود واحترام سيادة دول الجوار ووحدة اراضيها'.
بدوره اكد السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون انه يستعد لاستخدام آلية للامم المتحدة للتحقيق في استعمال الاسلحة الكيميائية اذا طلبت احدى الدول الاعضاء في الامم المتحدة منه ذلك دون الحاجة الى موافقة مجلس الامن حيث يمكن ان تستخدم روسيا والصين حق النقض.
وذكر مسؤول في الامم المتحدة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) نقلا عن مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح ان آلية بان كي مون لاجراء تحقيقات فورية ردا على الادعاءات المتعلقة بامكانية استعمال الاسلحة الكيميائية والبكتريولوجية (البيولوجية) والسامة وضعت في اواخر الثمانينات.
واضاف انه 'وفقا لهذه الآلية يصرح للسكرتير العام للامم المتحدة بطلب من احدى الدول الاعضاء اجراء تحقيق وارسال فريق لتقصي الحقائق الى موقع الحادث المزعوم وتقديم تقرير الى جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة'.
واوضح ان هذه الآلية تؤكد بطريقة موضوعية وعلمية الحقائق المتعلقة بالانتهاكات المزعومة لبروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر استخدام الاسلحة الكيميائية والبيولوجية او القواعد الاخرى ذات الصلة بالقانون الدولي العرفي.
من جانبه ذكر المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة مارتن نيسيركي في بيان يوم امس ان 'بان كي مون لا يزال مقتنعا بأن استخدام الاسلحة الكيميائية من جانب اي طرف تحت اي ظرف من الظروف من شأنه ان يشكل جريمة شنيعة'.
ووفقا للبيان الصادر عن المكتب الصحفي للسكرتير العام للامم المتحدة الليلة الماضية اعرب كل من بان كي مون والمدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية عن قلقهما العميق بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سوريا واتفقا على بقاء الاتصال لمراقبة التطورات المنتظرة.
يشار الى ان كلا من مدينة دمشق والمعارضة السورية تبادلتا يوم امس اتهامات حول استخدام الاسلحة المحظورة حيث توفي ما لا يقل عن 25 شخصا واصيب اكثر من 100 شخص بجروح جراء استخدام هذه الاسلحة.
من جهته قال رئيس حكومة المعارضة المؤقتة، غسان هيتو، خلال حفل تنصيبه إنها لن تدخل في حوار مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وأضاف قائلا 'نؤكد للشعب السوري العظيم بأننا لن نجري حوارا مع نظام الأسد'.
واختير هيتو لتولي رئاسة حكومة المعارضة المؤقتة في صباح الثلاثاء من قبل أغلبية أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض بعد اجتماعات مغلقة استمرت لساعات.
وسيكلف هيتو البالغ من العمر 50 عاما الذي عمل لمدة سنوات في مجال تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة بتشكيل حكومة انتقالية ستتخذ من الأراضي التي يسيطر عليها المسلحون مقرا لها.
ويأتي انتخاب رئيس لحكومة معارضة انتقالية بعد شهرين من اقتراح أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض إجراء مباحثات مع مسؤولي النظام بشروط معينة منها إطلاق سراح نحو 160 ألف معتقل.
وقال عدد من أعضاء الائتلاف الوطني المعارض لوكالة فرانس برس إن تعيين رئيس للحكومة الانتقالية المعارضة واختيار الوزراء يلغي احتمال إجراء مباحثات مع النظام.
وقال الخطيب لوكالة فرانس برس إن 'النظام وضع حدا لهذا الاقتراح وليس المعارضة. الفكرة وراء الاقتراح هي تخفيف معاناة الشعب السوري'.
ووصف هيتو في كلمة التنصيب التي حدد فيها أولويات حكومته النظام السوري بأنه 'عصابة دمرت البلد'.
وأضاف قائلا 'الأولوية التي تواجهنا هي استخدام جميع الأدوات المتاحة لنا لإسقاط نظام الأسد' متعهدا 'بعرض المساعدة الممكنة' على السكان القاطنين في المناطق التي لا تخضع لسيطرة القوات النظامية.
وتابع قائلا 'الهدف من وراء هذه الحكومة لن يستند إلى المصالح السياسية. سنختار الوزراء والمستشارين بناء على كفاءتهم التقنية والمهنية'.
وتأمل الحكومة المؤقتة في تسيير شؤون المناطق الخاضعة لها والتي يعصف بها الفقر وعدم الاستقرار.
وقال هيتو إن الحكومة التي يقول المعارضون إنها ينبغي أن تشكل في غضون شهر ستتعاون مع الجيش الحر لضمان 'الأمن وحكم القانون' للمدنيين.
وأضاف أن الحكومة 'ستحارب الجريمة وتحد من انتشار الأسلحة'.
وقال إن الحكومة ستنسق مع وكالات الإغاثة الدولية لتقديم المساعدات للمحتاجين.
وقال رئيس أركان الجيش الحر، سليم ادريس، إن المسلحين سيعملون تحت مظلة الحكومة المؤقتة.
ميدانياً أفاد مراسل الجزيرة في ريف دمشق بأن 'لواء الإسلام' استهدف مطار الضمير بصاروخ محلي الصنع يصل مداه إلى ستين كيلومترا.
وقالت مصادر من داخل لواء الإسلام إن الصاروخ أصاب مباشرة مطار الضمير الذي يعد أضخم المطارات العسكرية في سوريا. وقد هدد ناطق باسم اللواء في تصريحات للجزيرة بمزيد من عمليات القصف بهذا النوع من الصواريخ.
وقد وثقت الشبكة السورية مقتل 134 شخصا في سوريا الثلاثاء معظمهم في دمشق وريفها.
في غضون ذلك، قال ناشطون إن الثوار دمروا دبابتين لقوات النظام من طراز تي 72 في حي جوبر.
وبث الناشطون صورا قالوا إنها لتدمير إحدى تلك الدبابات في منطقة تبعد عن ساحة العباسيين مسافة مائتي متر فقط. وذكر الناشطون أن قوات النظام ردت بالقصف على بلدة زملكا المجاورة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
في الوقت نفسه ذكرت شبكة شام أن قوات النظام قصفت قرية نافعة والقرى المجاورة في ريف درعا، في حين أدى قصف هذه القوات لحي الوعر في حمص بقذائف الهاون إلى سقوط جرحى.
وأضافت شبكة شام أن دمارا كبيرا وقع جراء سقوط صاروخ على بلدة كفرنبودة في ريف حماة. وذكرت أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر والجيش النظامي بحي الصناعة في دير الزور.
الثوار ينفون
ونفى الناطق باسم مجلس الثورة السورية في حلب وريفها أبو فراس الحلبي -في حديث لقناة الجزيرة- استخدام الجيش السوري الحر للأسلحة الكيميائية، وقال إن النظام يحاول أن يعطي غطاء لما سيفعله في المستقبل من استخدام هذه الأسلحة.
وفي الأثناء حذر مراسل شبكة شام في حلب أبو مجاهد في اتصال لقناة الجزيرة من أن يبث النظام هذه الأخبار لتبرير إطلاقه أسلحة كيميائية على المناطق المدنية في حلب وغيرها، وطالب المنظمات الحقوقية الدولية بالتحرك عاجلا خشية أن يرتكب النظام مجازر باستخدام هذه الأسلحة.
واتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من وصفتهم بالإرهابيين بإطلاق صاروخ يحوي مواد كيميائية على بلدة خان العسل في حلب، مما أدى إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 86 معظمهم في حالة خطيرة.
النظام سبق أن أطلق عشرات صواريخ سكود على مناطق عدة (رويترز)
وأضاف أن ناشطين تحدثوا عن سقوط صاروخ أرض أرض.
وفي وقت سابق قالت شبكة شام إن النظام قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات في ريف دمشق وهي الذيابية وخان الشيح وعدرا والزبداني وداريا ومخيم الحسينية والبحدلية وزملكا ودوما والنشابية وبيت سحم والعتيبة ومناطق عدة بالغوطة الشرقية، إضافة إلى أحياء دمشق الجنوبية وجوبر والقابون.
أما حمص فتعرضت أيضا لقصف بالمدفعية الثقيلة في أحياء الخالدية وجورة الشياح وبابا عمرو وبقية الأحياء المحاصرة، كما تواصل القصف على مدينة الرستن بالمدفعية وراجمات الصواريخ.
وفي حماة، قصف جيش النظام بالطيران المروحي وراجمات الصواريخ مدينة كفرزيتا وبلدة كفرنبودة، وكذلك الحال في حي مساكن هنانو ومحيط مطار منغ بحلب.
وتجدد القصف -وفق ناشطين- على أحياء درعا البلد وعلى بلدات النعيمة وخربة غزالة والمزيريب والكتيبة وخراب الشحم والغارية الغربية والمسيفرة وصيدا وأم ولد.
وفي المنطقة الشرقية، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على معظم أحياء دير الزور، كما تجدد القصف من الطيران الحربي على مدينتي الطبقة والرقة ومركز الحبوب شمالي المحافظة.
قوات النظام تواصل قصفها لريف دمشق (الجزيرة)
ووثق ناشطون قصفا على بلدة الهبيط وقرى الجبل الوسطاني وريف جسر الشغور الشرقي بإدلب، وعلى ناحية كنسبا باللاذقية، ومدينة الشدادي بالحسكة.
سيطرة ومعارك
وعلى صعيد آخر، ذكرت شبكة شام أن الجيش الحر سيطر على الكتيبة '99' دبابات في بلدة النعيمة بريف درعا التي سيطر فيها على سرية الهجانة العسكرية الثالثة في بلدة خراب الشحم قرب الحدود مع الأردن، كما سيطر على سرية الهجانة العسكرية الثانية في بلدة تل شهاب الحدودية، بعد حصار دام ثلاثة أيام استحوذ فيها على آليات ومدرعات.
وبث ناشطون صورا لانتشار عناصر الجيش الحر في محيط اللواء 38 بريف درعا، كما بثوا صورا من داريا بريف دمشق تظهر انتشار دبابات جيش النظام في محاولة لاقتحام المدينة.
وفي الأثناء، تدور اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط أحياء جوبر ومخيم اليرموك بالعاصمة، تزامنا مع معارك في مدن وبلدات الذيابية والسيدة زينب وسيدي مقداد وداريا قرب دمشق.
ووثقت شبكة شام تواصل المعارك في محيط الفرقة 17 ومطار الطبقة العسكري بالرقة، كما تحدثت عن اشتباكات في حي الجديدة بمدينة حلب.
تعليقات