مقاتل لبناني: الثوار خرجوا من الأنفاق

عربي و دولي

حزب الله: القتال بسوريا أهم بكثير من القتال ضد اسرائيل، والثوار يخرجون لنا من تحت الأرض!

16345 مشاهدات 0


أمضى حسن المقاتل في حزب الله، ثلاثة ايام في المعارك التي يخوضها الحزب الشيعي اللبناني الى جانب القوات النظامية السورية في مدينة القصير وسط سوريا. ويقول بعد عودته الى مسقط رأسه بعلبك في شرق لبنان ان عناصر الحزب تقدموا في اتجاه الجزء الشمالي من المدينة، قبل ان يخرج مقاتلو المعارضة من الانفاق ويبدأوا باطلاق النار عليهم.
 
وعاد حسن (18 عاما) الى بعلبك الاربعاء ليكتشف ان والده علي البالغ من العمر 43 عاما، والذي انتقل للقتال مع الحزب في القصير في اليوم نفسه، قضى في المعارك مصابا برصاصتين في الصدر.
 
ويقول حسن مرتديا زيه العسكري وهو يحمل سلاحه ويلف عنقه بوشاح الحزب 'في اليوم الاول، تقدمنا في الازقة تجاه وسط القصير، لكن ما لبث المسلحون ان هاجمونا من الخلف'.
 
يضيف 'لم نلمح اي مقاتل (من المعارضة السورية)، وتكون لدينا انطباع انهم غير موجودين (...) بعدما اجتزنا ثلثي المدينة متجهين الى شمالها، خرجوا من الانفاق وبدأوا باطلاق النار علينا. خسرنا العديد من الشهداء والجرحى، كلهم اصيبوا برصاصات في الظهر'.
 
ومنذ الاحد، يشارك الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، في اقتحام قوات هذا الاخير لمدينة القصير التي تعد معقلا لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص (وسط) على مقربة من الحدود اللبنانية، وذلك بعد اشهر من قتاله في ريف المدينة.
 
وبحسب مصدر مقرب من الحزب، قسم المقاتلون الى 17 فرقة تضم كل منها 100 عنصر من الحزب، اقتحمت القصير من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية.
 
وتعد المدينة التي يقطنها نحو 25 الف نسمة، اساسية بالنسبة لمقاتلي المعارضة لوقوعها على خط امداد رئيسي من المناطق ذات الغالبية السنية في شمال لبنان، والمتعاطفة مع المعارضة السورية.
 
كما تشكل القصير نقطة محورية للنظام لكونها صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري ذي الغالبية العلوية، الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.
 
ويضيف حسن ان مقاتلي المعارضة السورية 'كانوا بالمئات ومنظمين ومسلحين بشكل كبير. استخدموا رصاصا متفجرا، وتطلب القضاء عليهم وقتا'.
 
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد الحزب 104 مقاتلين منذ بدء مشاركته في المعارك في سوريا قبل ثمانية اشهر، في حين قالت مصادر مقربة من الحزب ان الحصيلة هي نحو 75 مقاتلا في المدة نفسها.
 
لكن المسؤول الاعلامي في الحزب ابراهيم الموسوي نفى لفرانس برس صحة هذه الارقام، من دون ان يقدم حصيلة لعناصر الحزب الذين سقطوا في سوريا.
 
واقر الامين العام للحزب حسن نصرالله بان عناصر من الحزب يقاتلون في القصير، مشددا على ان هؤلاء يقومون 'بالدفاع' عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة. كما قال ان عناصر آخرين يتولون حماية مقام السيدة زينب قرب دمشق.
 
وعن المعارك في القصير، يقول حسن 'كان علينا تفتيش كل منزل او تدميره. بعض الانفاق دمرت لكن عددا منها ما زال موجودا ويتحصن فيه المسلحون'.
 
ويوضح ان المهمة الاصعب للحزب في هذه المرحلة هي السيطرة على شمال المدينة حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، اضافة الى عدد كبير من المدنيين الذين لم يغادرونها.
 
ويشير الى ان 'السيطرة على هذا القطاع قاسية وصعبة. ثمة قناصة في كل مكان'. ويضيف بحزم 'سيكلفنا الامر الكثير، لكننا سنسيطر عليه'.
 
وتوفي والد حسن في اليوم الاول من المعارك. ويقول المقاتل الشاب 'لم نكن في المكان نفسه، لكن يمكنني القول انني شعرت بحدس ما، بثقل يطبق على صدري. كنت افكر به طوال الوقت'، قبل ان يذرف دموعه.
 
الا انه يستعيد سريعا رباطة جأشه 'يجب ان نكون اقوياء. بات لزاما علي الآن الاهتمام بوالدتي وشقيقتي، قبل العودة الى القتال لانجاز ما بدأناه'.
 
وفي المنزل، تستذكر ام حسن (45 عاما) مغادرة زوجها وولدها الى القتال. وتقول لفرانس برس 'عندما ترك زوجي المنزل، لم اقل له +الى اللقاء+'، وكأن حدسها دفعها الى الشعور بأنها لن تراه مجددا.
 
وتشدد الزوجة على ان 'القتال في القصير اليوم اهم بكثير من القتال ضد اسرائيل، لان ثمة العديد منهم (مقاتلو المعارضة السورية) من جنسيات اجنبية، وهم اعداء اخطر من اسرائيل'.
 
ويملك الحزب الشيعي ترسانة ضخمة من الاسلحة يشدد على ان هدفها 'مقاومة' اسرائيل التي احتلت جنوب لبنان بين العامين 1982 و2000.
 
وبحسب النظام السوري، يشارك مقاتلون من 28 بلدا الى جانب مسلحي المعارضة في النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، وادى الى مقتل 94 الف شخص.
 
وتضيف ام حسن 'زوجي ذهب ليقاتلهم هناك قبل ان يهاجموننا في لبنان. نحن لا نقاتل السوريين، بل الاعداء الموجودين في سوريا'.

ميدانيا، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية ان الطيران العسكري التابع لقوات بشار الأسد قتل بالخطأ يوم الثلاثاء الماضي نحو 20 من مقاتلي حزب الله اللبناني خلال توجيه الصواريخ، وبينت الصحيفة ان مدينة القصيرة السورية تعتبر مقبرة لمقاتلي حزب الله.

وفي الإطار ذاته، قال معارضون سوريون إن قوات الجيش الحر في مدينة القصير القريبة من حمص صدوا لليوم السادس محاولات التقدم التي يقوم بها الجيش السوري وقوات من حزب الله، في جمعة خرجت فيها المظاهرات تنديدا بأمين عام الحزب، حسن نصرالله تحت اسم 'جمعة الدجال'، بينما قالت المصادر الحكومية السورية إن الجيش يواصل التقدم داخل المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ أيام.

وقال الناشط 'أبوعبدو' مراسل المركز الإعلامي للمجلس الوطني السوري المعارض، إن القصير 'تتعرض حاليا لقصف مركز من داخل الأراضي اللبنانية وخاصة من المناطق النائية بالهرمل شمال شرق لبنان، وقد جرت محاولة لاقتحام المدينة من قرية الحميدية، لكن الجيش الحر والثوار تمكنوا من صدها وإعادة الجيش السوري وقوات حزب الله إلى مواقعهم السابقة.'

وأكد 'أبوعبدو' في اتصال مع CNN بالعربية أن واقع الشباب وعناصر الجيش الحر داخل المدينة 'جيد للغاية ومعنوياتهم مرتفعة حتى الآن،' ونفى تقدم الجيش داخل المدينة قائلا إن مناطق الحي الشرقي وأجزاء من الحي الجنوبي كانت منذ البداية بيد الجيش ولم يدخلها الثوار طوال العامين الماضيين لأسباب خاصة بهم، مضيفا 'القول إن التقدم حصل هناك هو ذر للرماد في العيون.'

وتابع 'أبوعبدو: 'هناك معلومات أن أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، حادث من الهرمل عناصره عبر جهاز اللاسلكي وطلب منهم الثبات لكن التسجيلات التي بحوزتنا تشير إلى صعوبة وضعهم، والكلمة المرتقبة له (السبت وفقا لما تشير تقارير إعلامية) لن تحمل جديدا لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق تقدم على الأرض.'

من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الجيش 'دمر مقرا للإرهابيين بالقرب من المدرسة الصناعية وأوقعتهم بين قتيل ومصاب واستهدفت تجمعات أخرى للإرهابيين في الحارتين الغربية والجنوبية وأوقعتهم بين قتيل ومصاب وتمكنت من الوصول إلى الطريق الترابي في قرية الضبعة' المجاورة للقصير.

وأضافت الوكالة أن الجيش واصل عملياته ضد من وصفتها بـ'المجموعات الإرهابية المسلحة في عدد من قرى وبلدات ريف حمص وأوقعت بين صفوفها خسائر كبيرة ودمرت عددا من أوكارها بما فيها من أدوات إجرامية' على حد تعبيرها، علما أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك