روسيا: الاتحاد الأوروبي لا يراقب حقوق الإنسان في الدول الأعضاء

وجهت روسيا انتقادات شديدة إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي نتيجة تزايد تطرف الجماعات اليمينية والنازية وانتشار ظاهرة رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) على نطاق واسع ومعاداة السامية.

وقال مفوض حقوق الإنسان والديمقراطية وحكم القانون في وزارة الشؤون الخارجية الروسية قسطنطين دولغوف خلال مؤتمر صحافي بالسفارة الروسية في بروكسل الليلة الماضية لاستعراض تقرير حول (أوضاع حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي) ان التكتل الذي يضم 28 دولة 'يواصل وضع نفسه على رأس جهود النضال من أجل حقوق الإنسان في العالم بيد أن أنشطته القانونية الخاصة في هذا المجال لا تتفق مع تلك الادعاءات' ولفت الى أن التقرير الذي يتألف من 153 صفحة هو الثاني الذي تصدره الخارجية الروسية حول اوضاع حقوق الانسان في الاتحاد الأوروبي.

واضاف 'بدون أي شك فغالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ديمقراطيات متطورة بيد أننا ضد التصنيفات المصطنعة ولا نرغب سوى في التركيز على المشاكل والقضايا الحقيقية العجيبة في القرن ال21'.

واشار دولغوف الى أن الاتحاد الأوروبي لا يراقب بجدية أوضاع حقوق الإنسان في الدول الأعضاء فيه وأنه لا يمتلك أي وسائل للرد بشكل فعال على انتهاكات حقوق الإنسان في تلك الدول واصفا التقرير بأنه يمثل دعوة إلى الاتحاد الأوروبي للنظر في قضايا حقوق الإنسان والتصدي لها.

وذكر في تقريره ان 'القضايا الأكثر إلحاحا في مجال حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي لا تزال تشمل النمو المطرد للكراهية ضد الأجانب والعنصرية والنزعة القومية العنيفة والنازية الجديدة كما أن وضع الشرائح الضعيفة في المجتمع مثل الأقليات والمهاجرين بعيدة تماما عن المثالية'.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه تضع على رأس أولوياتها نشر القيم الليبرالية الجديدة على أنها أسلوب حياة عالمي يجب تطبيقه على المجتمع الدولي مشيرا في هذا الاطار الى المحاولات الاوروبية لفرض وجهة النظر الغربية على دول أخرى فيما يتعلق بقضايا منها زواج المثليين والترويج لها كقاعدة من قواعد الحياة وأنها ظاهرة اجتماعية طبيعية.

كما لفت التقرير الى ما عرف بفضيحة التنصت التي قامت بها أجهزة الاستخبارات الأمريكية على عشرات الملايين من مواطني أوروبا موضحا أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي الرد على تلك الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان فضلا عن وجود اسئلة تبحث عن رد فيما يتعلق بتورط دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي في برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي ايه) لنقل واحتجاز اشخاص يشتبه في صلتهم بالإرهاب في سجون سرية.

كما اشار التقرير الروسي الى انتشار غياب حماية حقوق الطفل وعدم المساواة بين الجنسين وإساءة استعمال السلطة من جانب الشرطة متهما عددا كبيرا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمواصلة الامتناع عن الوفاء بالتزاماتها بموجب المعاهدات الاساسية متعددة الأطراف لحقوق الإنسان.