التيار الثالث كفيل بإخراجنا من أزمتنا.. ذعار الرشيدي ناصحاً

زاوية الكتاب

كتب 1264 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  مقاطعة الخيانة.. وخيانة المقاطعة

ذعار الرشيدي

 

مقاطعة الترشح للانتخابات قرار سياسي، وأما قرار المشاركة في التصويت للناخبين فهو امر شخصي، فليس كل المواطنين ساسة او يعون تماما الأبعاد السياسية الحرجة التي يمر بها البلد.

نقطة مهمة، من يقاطع وعلى الحالتين سواء ترشيحا او انتخابا ليس بخائن او خارج عن الملة بل يقوم بإبداء رأيه، وهو هنا حر، وكذلك من يشارك ليس بخائن ولا خارج عن الملة، بل هو الآخر له رؤية سياسية، أيا كانت هذه الرؤية، وليس من حق احد اصدار حكم ضده بالخروج من ملة الوطنية.

هذه هي السياسة، ان تقبل الرأي والرأي الآخر، اذا أردت ان تقاطع فهذا شأنك ومن حقك ان تدافع عن رأيك ولكن لا تقم بالهجوم على الآخر، والمشاركون عليهم ان يتوقفوا عن سياسة التخوين ضد المعارضة، فأي اتهام من أي طرف للطرف الآخر هو بمثابة مسمار يدق في نعش الوحدة الوطنية.

تريد أن تشارك «ماتشوف شر»، تريد المقاطعة «هم ما تشوف شر»، ولكن لا ترم الناس بما ليس فيهم لمجرد أنهم خالفوك في الرأي، أو اتخذوا خطا مغايرا، ممارسة الديموقراطية ليس فيها بند يفيد بجواز الطعن في الآخر، بل إن أبسط مفاهيم الديموقراطية القبول بالرأي الآخر، وإذا كنتم لا تؤمنون بالرأي الآخر فأنتم بالتالي لا تؤمنون بالديموقراطية.

«إذا حضرت الفتنة فالزم بيتك»، وبالتالي يتحول هذا المثل في الكويت إلى «إذا حضرت الفتنة فالزم لسانك»، إن أي شخص يشارك في مهرجان الشتائم المجانية الرخيصة تحت أي مبرر كان مهما بلغ نبله، يظلم بلده ونفسه قبل أن يظلم الآخرين الذين ينال منهم في سهام شتائمه.

نعم نعاني من ترف سياسي في أغلب حالاته عقيم، وهو أمر يعرفه القاصي قبل الداني، ولم يعد خافيا أن خلافاتنا السياسية أحيانا يكون ثمنها بالمليارات، ولا توجد خلافات في أي بلد في العالم تبلغ تكلفتها حجم تكلفة خلافاتنا، ألسنا بلدا غنيا؟ حسنا، خلافاتنا كذلك مكلفة.

المقاطعة ليست خيانة، والمشاركة ليست خيانة، هناك منطقة رمادية، ومشهدنا السياسي اليوم يعاني من ضبايبة لا تتعدى معها الرؤية أبعد من متر.

نحن اليوم أحوج ما نكون إلى وجود تيار ثالث، يخرج من بين رحم رماد صراعات الموالاة والمعارضة، تيار يجمع أفضل ما في التيارين ويلغي أسوأ ما فيهما، هكذا يمكن أن نخرج من أزمتنا السياسية التي يبدو أنها «مطولة».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك