علي دشتي ينتقد نواب الوجاهة، الذين استبدلوا المرسيدس بالبى إم ولادور لهم سوى تقديم الاستجوابات

زاوية الكتاب

كتب 1883 مشاهدات 0



 الشاهد

نواب يبحثون عن الوجاهة!     
Friday, 17 June 2011 
علي دشتي
في الوقت الذي اشتعلت فيه من جديد حمى استجوابات سمو رئيس الوزراء من جانب بعض أعضاء مجلس الأمة

فوجىء الرأي العام الكويتي بمشهد شديد الإثارة للنواب وهم يتنافسون للحصول على السيارات الجديدة ماركة مرسيدس

وهي السيارات البديلة لسيارات البي إم دبليو التي سبق تخصيصها لتنقلات النواب والتي ينفق على الوقود الذي

تستخدمه من المال العام، ومن المؤكد أننا لسنا ضد تخصيص سيارات لتنقلات النواب حتى يستطيعوا القيام بمهامهم

الجسيمة التي أصبحت تتبلور فقط حول تقديم الاستجوابات بحق وبدون حق إلى الحكومة، لكن الطريقة التي تعامل بها

بعض النواب مع الموضوع تستحق منا وقفة تأمل.
فقد طلب بعضهم الحصول على بديل نقدي ولم يرغب في استلام السيارة ، وجاء رد مستشاري ديوان المحاسبة على

هذا الطلب مؤكداً على أن خدمة السيارة للنائب لا تندرج ضمن المخصصات المالية وانما هي ضمن اطار الخدمات

الادارية التي لا يمكن استبدالها بمبلغ »كاش« فالنواب الذين يدافعون عن القانون ويجلدون الوزراء بسياط الاستجوابات

لم يكلف أحدهم خاطره لكي يقرأ القانون ويفهم أن السيارة التي تقدم له ليس الغرض منها ترفيهه ، وإنما هي

وسيلة توفرها له الدولة لكي يقوم بمهام عمله في خدمة الوطن والمواطن، لكن بعض النواب لا يفهمون أن دورهم

يتركز في العمل من أجل المواطنين، بل يرون أن القيمة الأساسية للمقعد الذي يحصلون عليه تتحدد فيما يرتبط به

من وسائل وجاهة وترفيه. ولو تخيلنا أن قراراً تم اتخاذه بحرمان النواب من المميزات الخدمية والمالية التي يحصلون

عليها بعد الوصول إلى مجلس الأمة، فلن تجد من يرشح نفسه في أية انتخابات قادمة إلا البعض القليل.
فالدولة توفر للنواب العديد من المميزات التي تصل إلى حد تزويد وقود السيارات بالمجان . وهي تنفق المال بسخاء

على توفير السيارات الجديدة والفارهة للنواب في الوقت الذي تحتاج فيه بعض المستشفيات إلى شراء أو تجديد

الأجهزة التي تستخدم في علاج المرضى ، ومدارسنا تحتاج إلى دعم مالي من أجل النهوض بمستوى الخدمة التعليمية

التي تقدم لأطفالنا . ورغم هذه المميزات الخطيرة التي يحصل عليها النواب فإنهم لا يتباطأون عن مطاردة الوزراء

وسمو رئيس مجلس الوزراء بالاستجوابات بين الحين والحين بهدف استكمال الوجاهة بتسليط أضواء الإعلام عليهم!.
على نواب الأمة أن يفهموا أن رسالتهم الحقيقية ترتبط بالخدمات التي يقدمونها لهذا الوطن وللمواطنين الذين أعطوهم

أصواتهم في الانتخابات ، وأن دور النائب لا يتمثل في الأخذ من الوطن، بل في العطاء للوطن. فهذا البلد أعطانا

الكثير ولابد أن نعطيه أكثر.
 

 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك