مسرحية «عنبر و11 سبتمبر»..يوسف عبدالرحمن تمنى لو أن كل التيارات السياسية والدينية تشاهدها

زاوية الكتاب

كتب 1617 مشاهدات 0


الأنباء وصلت رسالتك يا سعد الفرج يوسف عبدالرحمن بعيدا عن العراك السياسي الدائر في الكويت يممت وجهي الى الدسمة مبنى جمعية المعلمين الكويتية الى مسرح هناك يسمى «مسرح الدسمة» وهو في حقيقته مسرح المعلمين، وأنا شخصيا حملت ملفه وتابعته من عام 1982 الى 1986 في محاولة لإرجاعه إلينا لأنه حق المعلمين وتعبنا جدا حتى جمعنا المال لبنائه «ما علينا» طارت الطيور بأرزاقها! كان هدفي أن أحضر عرضا مسرحيا لممثلي المفضل الذي أعتبره أحد أبرز رواد الفن الخليجي وهو على مدى مسيرته الفنية نال جوائز تقديرية لعطاءاته غير أن جائزته الحقيقية هي حب أهل الديرة له لأنه ابن الكويت الخالص، الوجه الفنطاسي الذي نحبه بشخصه ولفظه وتقاسيم وجهه الكويتي امتداد للفنانين الكويتيين المسعود والنفيسي والنمش والسريع والصالح والرشود والمنصور والصـلال وعبد الحسين والنبهان أطال الله في عمرهم... إلخ. يعجبني في أداء سعد الفرج (كويتيته) واستطاع بالأمس أن يجعلني فخورا به أمام هذا الحشد من الممثلين الذين شاركوه أو حضروا لرؤيته. سطوري اليوم عن ممثل كويتي من صناع الفن في الديرة وهو من القلائل المخضرمين الذين يتكئون على ثقافة وعلم وموهبة صقلتها التجربة ويحق لنا في الكويت أن نقول بفخر إننا بشخصه نملك منارة من منارات الفن في الوطن العربي. ليلة أمس قضيت مع أساتذتي الذين تشرفت بصحبتهم د.صالح حمدان، محمد العجيري، مؤيد القريني، وأستاذنا الناقد الفني الصحافي المبدع عبدالستار ناجي (بوخلود) أمسية رائعة هي أفضل بكثير في محتواها من كل ما يدور ع‍لى ساحتنا من (حراك سياسي) لأنها مسرحية «عنبر و11 سبتمبر» من تأليف وإخراج الفنان القطري المبدع غانم السليطي وهي بالفعل مسك الختام لمهرجان القرين الثقافي الـ 18. يا ابن الفنطاس ليلة أمس خرجت من المسرحية وأنا أقول يا ليت كل التيارات السياسية والدينية والخيرية مجتمعة حضرت هذه المسرحية وشاهدت ما شاهدت مع صحبي الكرام والنص يحتاج الى بعض الرتوش ويصبح رأيا عربيا إسلاميا يقدم لشعوب العالم يمثلنا، لأنه يقدم الوجه الأميركي على حقيقته، وأحيي هذه الجرأة في كتابة النص وإجازته من المسؤولين، لأن النقد هو الموصل للحقيقة. بالأمس استطاع ابن الفنطاس الفنان سعد الفرج هذا (الكويتي القروي) الذي عاش بين الصحراء والبحر أن يكون علما في إيصال رسالة واضحة للولايات المتحدة الأميركية ونظرتها نحو الإرهاب وما جرى في هذا الملف في ليلة الأمس علمنا الفنان القدير سعد الفرج، كيف يعرض فكر المؤلف بترجمة النص الى إحساس راق من الأداء الانساني لإيصال رسالة موجزة الى «الأميركان» بأن يتوقفوا عن الكيل بمكيالين، فإسرائيل والصهاينة يعربدون كيفما شاءوا محميين بالفيتو ونقلنا من مسرح الدسمة مع اخوانه غانم السليطي والفنان البحريني علي الغرير وماجدة سلطان والدكتورة هبة الدري وعبدالعزيز الصايغ وفاطمة الطباخ ووداد عبدالله الى محطات سوداء في تاريخ الأميركان وتجاوزاتهم نحو البشرية، خاصة في معتقل غوانتانامو، غير أن ممثلنا الكويتي سعد الفرج وهو مدرسة الاجيال وحامل لواء المسرح اليوم استطاع وبجدارة أن يتفوق على نفسه. رغم مرور ثلاث سنوات على إنتاج هذه المسرحية، فإن من يشاهدها يشعر بأنها تعرض لأول مرة لأن مسرحها السياسي مازال موجودا على أرض الواقع خاصة معتقل غوانتانامو والذي ندعو الله عز وجل أن يخرج أولادنا الباقين منه عاجلا غير آجل. يا سعد الفرج والله أفرحتني على هذا الأداء لأنك أحد الرموز الفنية الكويتية التي نفخر بها، وبالأمس كنت هذا المنسق في الأداء التمثيلي الرابط بين إخواننا وأخواتنا في دول مجلس التعاون. نعم أبا بدر وصلت رسالتك لنا كجمهور يحبك ويقدرك وجميل لو أنها ترجمت للأميركان لأنهم بلد الديموقراطية ولا يمدون البوز زعلا مثلنا في حال النقد والانتقاد. إن هذا التجمع الخليجي على أرض الكويت أذهب منا حالة الكآبة، وكنت بالأمس في صالة مسرحنا أقصد (مسرح المعلمين) نضحك ملء أفواهنا، وكنت أقول ليت قومي معي يرون كيف تكون رسالة المسرح خاصة من منارات وأهرامات الفن الخليجي العربي كسعد وغانم وماجدة وعلي الغرير وجميع من شارك في هذا العمل المبدع. والشكر هنا موصول الى كل الجنود المجهولين مثل د.موسى آرتي والشاعر القطري عبدالرحيم الصديقي والفنان مطر علي صاحب الإيقاعات. «عنبر و11 سبتمبر» مسرحية غير كل اللي شفناه في السنوات الأخيرة من هبوط للمسرح، لأن المسرحية فيها رسالة موجهة لكل طرف آمل أن تعرض لشعبنا الكويتي والخليجي العربي وأمة الربيع أقصد العرب كي تصل الرسالة أبلغ وأعمق وبمشاركة واسعة. شكرا لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك على كريم رعايته. وشكرا لوزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ حمد الجابر الذي أرى فيه امتدادا لوالده الشيخ جابر العلي ـ طيب الله ثراه ـ لأنه كان على الدوام مقدرا لرسالة المسرح. شكرا لمن قام بإرجاعنا من الصفوف الأمامية الى الصفوف الخلفية.. ثم عرف شخصياتنا فحاول إرجاعنا لمقاعدنا. شكرا للموظف محمد عبيد مجول العجمي ـ على اعتذاره محاولا إرجاعنا الى مقاعد V.I.P وهذا ما عهدناه من موظفي المجلس الوطني للثقافة فيهم ذوق راق في التعامل. الشكر الكبير خاصة لك أبا بدر أستاذنا سعد الفرج عاشق المسرح صاحب الرسالة النبيلة ورفاق دربك «مشكورين» أزلتم الكآبة المسيطرة على نفوسنا جراء هذا الحراك السياسي الذي نأمل أن ينتهي في 2 فبراير المقبل بوصول مجلس أمة يحمل رسالتكم التي دخلت إلى ضمائرنا دون استئذان في ليلة ختام مهرجان القرين وما أجمله من ختام، ولكم منا جميعا أخلص السلام وقبلة على رأس سعد الفرج ـ كفيت ووفيت أبا بدر، وكنت كالعادة النجم الكويتي الشامخ تاريخا وبطولة وأداء وأخلاقا.

تعليقات

اكتب تعليقك