تحت شعار 'من أجل إنقاذ فايز الكندري وفوزي العودة'

أمن وقضايا

المحامي عبدالهادي يدعو للتجمع امام السفارة الأمريكية الأحد القادم

2604 مشاهدات 0

المحامي عادل عبدالهادي

أصدر المحامي عادل عبدالهادي بيانا حول خطورة الوضع الحالي للمعتقلين الكويتيين في غوانتانامو ودعوته للمشاركة في التجمع الذي سيقام امام السفارة الأمريكية في دولة الكويت يوم الأحد القادم الموافق 31/3/2013، وتحت شعار ' من أجل إنقاذ فايز الكندري وفوزي العودة'، فيما يلي نصه:

تطورات مؤسفة توالت بشأن وضع المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو فايز الكندري وفوزي العوده حيث أن إضرابهم عن الطعام قد قارب مدة شهرين دون أن تحرّك الحكومة الكويتية ساكناً، وإزاء ما أبلغني به موكّلي بشأن إنحراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن مبادئها الأساسية في تعاملها مع المعتقلين في غوانتانامو حيث قامت بتشديد القيود المفروضة عليهم فقلّصت من عدد المكالمات الهاتفية مع أهاليهم المسموحة بأن تكون مرّة كل شهر وجعلتها مكالمة واحدة فقط كل شهرين، كما عمدت اللجنة إلى ألا يتجاوز وزن صندوق المؤن المعيشية لا 2 كيلو رغم أن سلطة إدارة السجن تسمح للمعتقلين باستلام صندوق يحتوي على إمدادات ومؤن معيشية بوزن 10 كيلوغرام.

أمام ذلك الوضع فقد قمت بتوجيه كتاب إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتي معرباً عن الرفض التام والمطلق للقيود التي ابتكرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تعاملها مع معتقلي غوانتانامو مطالباً إياها باتخاذ اللازم والعمل فوراً على التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لضمان تمكين موكّلي من إجراء المكالمة الهاتفية مرّة كل اربعة أسابيع كما والحرص على إيصال صندوق المؤونة الغذائية بما لا يقل عن 10 كيلوغرام. كما وإخطارنا بالمستجدات وتزويدنا بكافة التطورات في هذا الشأن وفي كل ما يتعلّق بشؤون موكّلي الخاضعة لنطاق مهام اللجنة.

وتزامناً مع هذه التطورات فقد تفاجأت في تصريح ورد من السيد/ سالم الصباح سفير الكويت في واشنطن عندما تم سؤاله عن وضع محتجزينا في غوانتانامو والذي نشر في جريدة القبس اليوم الأحد الموافق 24/3/2013.

من خلال سياق ذلك التصريح بدا لي أن سعادة السفير قد كرّر ذات الأسطوانة التي يطيب له استخدامها كلّما جاء الحديث عن موضوع معتقلي غوانتانامو. التصريح لم يضف أي جديد بل عاد وأكّد أن معلومات السيد السفير قاصرة ولا تعدو أن تكون تكراراً لما تدّعيه وتمليه الإدارة الأمريكية والتي سبق وأن ذكرنا أنها غير صحيحة بل مجرد إدعاءات لا سند لها تستخدمها الإدارة الأمريكية كمبرر (غير مقبول لنا) لاستمرار الاحتجاز.

وبدلاً من أن يكون للسفير موقفاً حازماً لرفض تلك الإدعاءات إلا أن ما يفاجئني معه دوماً به بأنه يتصرّف وكأنه سفير للولايات المتحدة الأمريكية وليس سفيراً لدولة الكويت. فما جاء بتصريحه كأنّه يدافع ويبرّر للحكومة الأمريكية إحتجازها غير القانوني المستمر لفايز الكندري وفوزي العوده.

أما ما ورد في التصريح بشأن أن عملية الإفراج قد تعطّلت بسبب قيام أحد المحتجزين العائدين من غوانتانامو عملية إنتحارية وأن تلك العملية أدّت إلى وقف كل تقدُّم تم إحرازه بشأن تسليم 4 معتقلين كويتيين، أودّ أن أصحّح معلومات سعادة السفير بأن في ذلك الوقت لم يكن هناك قانون أمريكي يحظر التسليم لهذا السبب ولا يجوز أن يتحمّل فايز الكندري وفوزي العوده جرم أرتكبه غيرهما وكان لا بد للحكومة الكويتية أن ترفض هذا الإدعاء لأنه مخالف للقواعد القانونية الدولية حول شخصية العقوبة، فهل يا ترى يقبل سعادة السفير أن يتحمّل وزر جرم ارتكبه غيره لمجرّد أنه مواطن من بلده؟! مع العلم أنه لاحقاً في عام 2012 قد حذرت بأن الإدارة الأمريكية بصدد إصدار قانون  من شأنه حظر تسليم أي معتقل لبلده إن كانت هناك حالة عائدة للإرهاب لمعتقل تم الإفراج عنه من جنسية ذلك البلد.

كما طالبت الحكومة الكويتية بتسريع تشديد المطالبة الفورية والتحرك الجدي إلا أنها استمرّت في سباتها المعتاد، كما تكرّر ذات الأمر في بداية عام 2013 ولم تتحرّك الحكومة الكويتية أيضاً.

أما حول السبب الآخر الذي ذكره سعادة السفير بأن خسارة فايز وفوزي للقضايا التي رفعاها أمام المحاكم الفدرالية هي أيضاً عائق أمام عملية التسليم. هل يا ترى السفير على علم بأن معظم من تمّ الإفراج عنهم وتسليمهم إلى الكويت لم تكن هناك أحكام قضائية صادرة لصالحهم بل تمّت عملية تسليمهم بناء على قرار منفرد صادر من الإدارة الأمريكية لا يستند إلى حكم ولا يرجع إلى تدخّل أي طرف.

وعليه ورغم تصريح السفير بأن الحكومة ووزارة الخارجية وهو شخصياً يعملون بشكل مكثف لإطلاق سراح كل من فايز الكندري وفوزي العودة فإن الواقع الذي نشهده يخالف ذلك ويبدو أن كل من الحكومة ووزارة الخارجية والسفير لا علم لهم أو دراية في حال فايز وفوزي، كما وقصورهم في متابعة والإطّلاع على القوانين التي تصدر في الولايات المتحدة والمرتبطة بموضوع غوانتانامو وتخاذلهم في اتّخاذ موقف حازم في هذا الشأن تلك هي العوائق الرئيسية التي تعرقل عملية الإفراج عن فايز وفوزي.

وأحبّ أن أنبّه السيد/ سالم الصباح بأن الحكومة الأمريكية حالياً تتفاوض مع حركة طالبان من أجل الإفراج عن معتقليهم في غوانتانامو وقد تمّ التفاوض على معظم شروط التسليم إلا أن طالبان رفضت التنازل عن جزء من الشروط التي فرضتها على الحكومة الأمريكية بأن يكون التسليم فورياً وعن جميع المعتقلين. هل يمكن أن يفيدنا سعادة السفير ما هو موقف الحكومة الكويتية وهي تدّعي بأنها أقوى حليف للولايات المتحدة، وها هي الولايات المتحدة تحترم رغبة طالبان دون الكويت.

يمكنني القول بأن تفسير هذا الموقف لا يتجاوز 3 احتمالات:

أولاً- بأنه لا رغبة للحكومة الكويتية في عودة أبنائها؛

ثانياً- بأن الولايات المتحدة لا تحترم رغبة دولة الكويت؛
وثالثاً- بأن الولايات المتحدة لا تثق في دولة الكويت.

أما رأيي الشخصي فأقول أن وجود كل الاحتمالات مجتمعة مردّها  الدور الضعيف للحكومة الكويتية وقصور ممثليها عن أداء واجبهم الوظيفي تجاه أبناء الوطن وهو كذلك السبب وراء الخيبة التي تشهدها قضية غوانتانامو.

وكما سبق أن ذكرت لسعادة السفير إن كنت لا تستطيع أن تقوم بمهامك المهنية الموكلة إليك فتوقّف الإدلاء بالتصريحات الركيكة وتنحَّ عن منصبك لمن هو أقدر عليه.  

 ومما سبق ونظراً لخطورة الحالة التي وصل إليها كل من فايز الكندري و  فوزي العوده حيث تسبّب إضرابهم عن الطعام لمدة قاربت الشهرين على دخولهما مرحلة الهذيان وحيث أن الحكومة الكويتية ستظل في سباتها ولن تحرّك ساكناً ، فإنه اصبح لا بد لنا كشعب من اتخاذ موقف حازم و توجيه رسالة مباشرة للإدارة الأمريكية نوضح من خلالها رفضنا للسياسة التي تنتهجها السلطات القائمة على إدارة سجن غوانتانامو في تعاملها مع المعتقلين و كذلك لتأكيد موقفنا الثابت في المطالبة بالإفراج غير المشروط عن أبنائنا المعتقلين و تسليمهم لدولة الكويت فورا، لذا فإنني ادعوا كل أطياف المجتمع الكويتي للاعتصام أمام السفارة الامريكية في الكويت و ذلك يوم الأحد الموافق 13/3/2013 الساعة السابعة مساء.

المحامي عادل عبدالهادي

24/3/2013



الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك