أغلبية الأمس... وأغلبية اليوم

زاوية الكتاب

كتب 1434 مشاهدات 0


أعتدنا أن تكون أجوائنا السياسية مثل أجوائنا المناخية متقلبة الحال مرة عاصفة شديدة ومرة هادئة، وقليلا ما تكون صافية. ومرات كثيرة تكون ممطرة بالقوانين والمشاريع ولكنها لا تنبت على أرض الواقع، وإن أنبتت فيكون خراجها مشوها بسبب الاستغلال السيء من أهل النفوذ وبسبب أيضا الفساد الإداري المستشري في مؤسسات الدولة.

والتغيرات التي حدثت من مجلس الأمة السابق إلى مجلس الأمة الحالي كبيرة جدا تستحق أن نلقي عليها الأضواء.فقد كانت أغلبية المجلس السابق وصمة عار على المستوى السياسي والوطني. لقد تفننت أغلبية الأمس بتضييع جلسات مجلس الأمة في حين حرصت أغلبية اليوم في زيادة الجلسات وتقليص الاجازة الصيفية. ووجدنا أيضا تضخم أرصدة نواب الأغلبية السابقة في حين ارتفع أسهم المحبة لأغلبية اليوم.

وكانت أغلبية الأمس تطرب لسموم قنوات الفتنة وتمزيق اللحمة الوطنية في حين أغلبية اليوم حرصت على تقويض أهل الفتن. وأغلبية الأمس كانت خاوية الأهداف عاوية الأصوات مفسدة الحال، في حين نجد أغلبية اليوم يتزاحمون في وضع الأهداف وتوزيع الأولويات. وما زال الوقت مبكرا أن نحكم على أداء البرلمان الحالي بسبب فترته القصيرة وبسبب أيضا تقلب التحديات التي نتمنى أن تتخطاه سفينة العمل والإنجاز بالرغم من الأصوات الشاذة في المجلس.

وقد تضايق الكثير بسبب تواجد عديم الفضل والجاهل في المجلس ولكني شعرت أنها خيرة لنا لتملطشهم في رفع الحصانة عنهم ليتحاكموا في قضايا لم تكن تستدل عليهم عندما كانوا في خارجه!!! أعتقد أنه حان الوقت للسلطة التنفيذية أن تستغل الجو الصحي في المجلس وتفرض أجندتها الإصلاحية، وتضع مشاريعها بصورتها الواقعية العلمية المدروسة بالجدول الزمني مع تطوير العمل الاداري والتنفيذي بالصورة الاحترافية التي نجدها في الدول التي ليست ببعيدة عنا. عندها نستطيع فعلا أن نقيم أغلبيتا اليوم ومدى جديتهم في نهضة البلد، كما نتمنى أن تبتعد الحكومة الحالية عن سلوك الطرق الطائفية وأفسدة الذمم كما مارستها الحكومات السابقة.

كتب: م. سالم محسن العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك