احمد الخليفي يكتب عن 'شعب الكويت المُـقـتطع '

زاوية الكتاب

كتب 5120 مشاهدات 0

أحمد الخليفي


 

الوطن لا يترسخ نظرية ' جيت قبلك '  

'شعب الكويت المُـقـتطع ' .. بين بيروقراطية السذاجة وسيادة القانون

,,,

أحمد الخليفي ,

منذ ان توقفت عن كتابة المقال في 2008  لم تغازلني فكرة العودة أبداً لكنها في الفترة الاخيرة بدأت اناملي تحثني على غمس القلم مرة اخرى وإفراغ حبر الألم من جوفه كي يطلق صرخة للعلن , صرخة تدوي لمن ألقى السمع وهو شهيد , لمن ما زال في قلبه نقطة بمقدار حبة خردل من بياض ,, ما يؤلمني حقاً هو الحرب المستعرة تحت الرماد بين مكونات المجتمع الكويتي الذي كان يضرب فيه المثل في التلاحم والتماسك والألفة سواء طائفيا او قبليا او عائلياً وتبادل هذه المكونات الدورة الحياتية التي نهضت في الكويت خاصة من الخمسينيات وصولا لمنتصف الثمانينيات , ولو ربطنا هذا التفكك لو جدنا انه جاء مع بداية الحكومة في التضييق على البدون مما يؤكد ان البدون هي فئة مقتطعة من جسد هذا الوطن فتداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى بدأت بالمواطن البدون  لتواصل سريانها وصلا لما نحن عليه . ورغم انف العنصري فالوطن يعرف ' عياله ' ,,,

الانتماء لمكان ما يسمى' وطن' لا يقاس بورقة يمنحها من وُكّل بذلك فاستغله بسلطة مطلقة عبر مزاجيته .. لا، الانتماء والولاء قول باثبات فعل عند لزومه, الارتباط بمكان ما يسمى 'وطن' لا يقتضي الولاء والانتماء فيه أن تكون ممن أسس اركانه من عائلة محددة فكم منهم عبر تاريخ الاوطان القديمة والمعاصرة خان الوطن وأثبت اللاحق ولاءه له ،، الوطن ' سفينة ' والشعبُ أشرعة ، والسفينة بلا أشرعة تمد أجنحتها للريح لتعطيه قبل أن تأخذ لن يصل لشاطيء الأمان لتبدا مرحلة البناء سعياً لتطوير البشر قبل الحجر,استكمالاً لمفهوم 'الوطن' ووفقاً لما أراه هو أفراد أو مجاميع استقرت في مكان ما لتكون حالة جديدة من العيش وفقاً لما يتفقون عليه ويتناسب مع طبيعتهم ' الوطن ' الذي كوّن كياناً جديداً ليصبح واقعاً متعارف عليه من الأوطان الأخرى بما يسمى ' دولة' هذه الدولة تكونت من جذور متعددة لشعب اضحى يقطنها،

لو أسقطنا الأمر على ' الكويت' ففي تكوينها الأصلي قبل تحقيق كيان الدولة  قبل عقد الحاكم والمحكوم لتنظيم الحياة سنجد ان أطيافه المختلف النازحة للمنطقة ارتأت ضرورة التنظيم والقيادة بعد ان اتسع المجتمع وبدأ يمتد لاطراف أبعد مما تتطلبه لتسيير شؤونهم الحياتية المختلفة وفقا لقانون ما يحكمها كأي مجتمع آخر,

تنوع وتمازج والتداخل الذي حدث فيما بعد في دولة الكويت من جذور واصول تلك الجماعات غالبيتها من الجزيرة والعراق وايران وقلة من اهل الشام ، يا الله كم هو رائع هذا الخليط ، هذا التعدد في مكونات الشعوب الدول المتقدمة المدنية المؤسساتية التي تسير وفقاً لنهج ترسيخ ثوابت المجتمع وتقويته تستغله خير استغلال باتساع الثقافات ودمجها والاستفادة منها لخلق مجتمع يكمل بعضه البعض وهذا ما لم يتحقق هنا للأسف,

 وبناء عليه وبعد تكوين دولة كويتية تحتكم للدستور والقانون بمؤسسات مدنية لم يتقبل البعض الأمر ' العنصريون' فاقتطعوا جزء من الشعب غصباً ، وهذا الجزء المقتطع من الشعب بمزاجية البعض لاسباب كثيرة بابها طويل هم من أطلقوا عليهم الكثير من التسميات تماشيا مع مرحلتهم التي اداروها بمفهومهم وصولا لتسمية ' البدون ' والتسميات المزاجية المتلاحقة التي ما انزل الله بها سلطان فهؤلاء هم من نفس مكونات النازحة من الجزيرة و العراق وايران وقلة من بلاد الشام .

ومن باب القانون وسيادته ومما نستقيه من دولة القانون فإن من يستحق المواطنة من ' البدون '  من ذكر في استثناء قانون الإقامة للأجانب في المرسوم الأميري رقم 17/1959 لأفراد القبائل والعشائر الذين يدخلون الكويت برا من الجهات التي تعودوها لقضاء أشغالهم، من كل إجراءات الإقامة وجوازات السفر وسمات الدخو لحين تنفيذ الحكومة  الفقرة “د” في تعديل أجري على قانون الإقامة سنة 1987م، ومع هذا فإن إلغاء تلك الفقرة لم يغير شيئا، فهي لم تنص على انها تسري بأثر رجعي ولم تضف إلى القانون مادة تنص على إلغاء المركز القانوني الذي نشأ في ظل المادة “ش25”، وحتى يتم التعديل على قانون إقامة الأجانب فإن أحكام الإبعاد المقررة في قانون اقامة الأجانب رقم “17” لسنة 1959م، لا تنطبق على “البدون” او غير محددي الجنسية ولا يوجد اي نص قانوني آخر يحكم وضعهم القانوني، ومن ثم فلا يجوز إبعادهم طبقا للقانون كما اوضح ذلك الدكتور رشيد حمد العنزي وفق دراسة قانونية أكاديمية نشرت عام 1994.

...

شعب البدون  المقتطع من الوطن من الطبقة الاقطاعية ببيروقراطية السذاجة وفقا لما ذكرته بمفهوم الوطن 'أحق ممن يدعي الانتماء بنظام ' جيت قبلك' 

نقول لهم نعم 'البدون' جذورهم وأصولهم من السعودية والعراق وايران ودول الشام كأنتم ،، ما العيب ! وطننا 'الكويت' سَبَقَنا إليه القليل  وسَبَقْنا الكثير إليه .

 

الآن - رأي: أحمد الخليفي

تعليقات

اكتب تعليقك