هيلاري ومونيكا.. والأغلبية

زاوية الكتاب

كتب 1151 مشاهدات 0


أعتقد أن الكثير يتذكر القصة المثيرة التي دارت بين بيل كلينتون الرئيس الأمريكي السابق، وسكرتيرة البيت الابيض مونيكا لوينسكي. والتي هزت 'الوسط' السياسي الأمريكي بل والعالمي. كما أنها أثرت على شعبية الحزب الديمقراطي وأرجعت الحزب الجمهوري لقبة الرئاسة.....وكلها لعبة السياسة.
والجميل هو كيف تتأثر مكانة الرئيس الأمريكي أو أي منصب عالي بمجرد ممارسته لحريته الشخصية المزعومة 'المداعبة' وغيرها بالرغم أنهم يشجعونها كشعب ويمارسون ما هو أسوء منها!!!....ولله الحمد أن الإسلام أعز مكانة المسلم ليحاسب نفسه على تصرفاته كملك يفترض أن لا يقترف هذه المشينات!!! وعلى الحكام تعزيز الإسلام لما فيه من عزة الأخلاق التي تبني المجتمعات.
أما المثير للدهشة أكثر هي السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التي حطمت الأرقام القياسية حسب بعض المصادر التي تقول 'هيلاري حطمت الرقم القياسى فى الزيارات المكوكية منذ توليها الخارجية قطعت فيها مسافة تصل إلى 843,839كم زارت 102دولة' لا شك أنه جهد كبير يعجز عنه كثير من الرجال ويتخطى حدود طبيعة المرأة!!!
هيلاري ذكرت في مذكراتها أن بيل كذب عليها مرات كثيرة خلال 30 سنة ومع ذلك صدقته عندما نفى 'كذبا' أي علاقة بينه وبين مونيكا في بادئ الأمر! وادعاء هيلاري بأنها اعتادت على تصديق 'كذب' بيل لا يبرره إلا طمعها بالتسلق للقمة السياسية على حساب حياتها الشخصية والتي جنتها فعلا في رئاسة الخارجية....فتعسا وتعسا للسياسة بهذه الخساسة!!!
ولا أدري لماذا ذهبت مخيلتي بعيدا لقصة هيلاري وتذكرتها عندما أسقط الضوء على حال الكثير من سياسيينا وبعض من أغلبيتنا مع الحكومة. بالرغم أن الأغلبية بل والشعب أعلم بزيف رغبة الحكومة بالإصلاح أو على الأقل عدم قدرتها على الاصلاح بسبب تشكيلها التقليدي الذي يدخل في المحسوبية والشللية والفئوية بعيدا عن الكفاءة...بل تشكيلاتها المتعاقبة أهلكت البلد ماديا ونفسيا...صرنا نسمع بالخسائر المليارية من كل اتجاه وخدمات متردية وغير ذلك.
أعتقد أن الجميع لاحظ أن الخلل الحكومي العام لم يتحسن بالرغم من تغييرات الحكومية المتعاقبة، بل لاحظناه أنه خلل منهجي منظم يحاول بكل شتى الطرق مراوغة المحاولات الاصلاحية لدرجة طريقة النظر في قرار سمو الأمير بحل مجلس 2009، والترويج لتغيير دوائر وغيرها.
وكل هذه السلبيات يدل على أن الجو السياسي مشوه جدا لدرجة إن ترك بهذا الحال سيزيد البلد من سوء الى الأسوء. ويزعجنا أننا نجد من بعض الأغلبية من يحمل رائحة 'الهيلارية' يتملق ويتسلق ليخطف رضا الشعب وبنفس الوقت يتمايل للمداهنة الحكومية....أعتقد أننا وصل إلى حال نطالب بإصلاح سياسي شامل يكفل لنا الحصول على حكومة ذات كفاءة شعبية كما يكفل لنا نظام برلماني نزيه وهذا لا يتحقق إلا بتكاتف القوى السياسية مع الرغبة الشعبية للإصلاح.

بقلم: م. سالم محسن الحبيط

تعليقات

اكتب تعليقك