الخطيب ينتقد التجار وغرفة التجارة بالكويت

زاوية الكتاب

أين هي تبرعاتكم من المآسي بسوريا واليمن بدلا من تفاخركم وتبجحكم بالبذخ 'اللي يلوع الجبد' ؟!

كتب 2742 مشاهدات 0

د.أحمد الخطيب

للكويت تاريخ ناصع في نجدة الشعب العربي في انتفاضاته ضد الظلم الأجنبي ومحاولاته التسلط على المنطقة، وقد كانت سباقة عن غيرها من الدول العربية في هـذا المجال، على الرغم من صغرها، وكونها تحت الحماية الأجنبية، ولهذا أصبح للكويت مكانة خاصة في قلوب الأجداد العرب في كل مكان.

الشعب الكويتي كان من أول من بادر لنصرة الشعب الفلسطيني في انتفاضته ضد الغزو الصهيوني، المدعوم من الإنكليز، فقدم المال والسلاح، واشتهرت شاهة الصقر، رحمها الله، بتبرعها السخي آنذاك، مؤكدة دور المرأة الكويتية في صناعة هذا المجد.

وهذا مثال آخر* ثوار الجزائر ضد الظلم الفرنسي أشادوا بذلك في رسالة بعثها أحمد بن بيلا إلى محمد خيضر، عن طريق الصديق المرحوم عبدالحميد المهري، يذكر فيها أن التبرع الذي أرسلناه للثورة هو أول تبرُّع عربي يصل إليهم.

وقد تبرَّع الشعب الكويتي أيضا بـ 15 مليون روبية لإعمار بورسعيد، بعد أن دمَّرها الغزو الصهيوني - الإنكليزي - الفرنسي عام 1956، كما أنه لم يتردد أبداً في دعم كل الانتفاضات العربية في المغرب والجزائر واليمن بشطريه.

بالطبع، كان الدور الأول والأساسي هو للتجار آنذاك، لكرمهم ووطنيتهم التي لا يستطيع أحد أن يشكك فيها.

هذا، فضلاً عن مساهماتهم الخيرية للبلدان الأجنبية التي تمركزوا فيها، بحكم نشاطاتهم التجارية الواسعة (راجع مذكرات عبدالعزيز الشايع).

هذا الجهد أعطى ثماره في دعم استقلال الكويت ودخولها جامعة الدول العربية، على الرغم من محاولة البعض محاربتها. (راجع الكويت من الإمارة إلى الدولة). وقد تجذرت هذه السياسة في إنشاء الصندوق الكويتي، الذي قام بدور مميَّز، على الرغم من الكثير من الضغوط التي واجهته.

وفي الخمسينات، قام اتحاد الأندية الكويتية بهذا الدور بفاعلية مميَّزة - شاركت فيها المرأة بشكل كبير- تنبه لها أعداء التطور، فقاموا بحل اللجنة وحصروا جمع التبرعات بلجنة من التجار تحت إشرافهم. لكن هؤلاء التجار الأحرار أبوا إلا أن يواصلوا المسيرة المباركة، وأن يبدأوا هم أنفسهم بالتبرع السخي، قبل أن يدعوا الآخرين للتبرع.

بالطبع، هذا النشاط الكويتي المميَّز لم يعجب الغير، فتباغضوا وأفسحوا المجال لمن هب ودب بجمع التبرعات لمصالح حزبية وتنفيعية شوَّهت العمل الخيري، وشلت حركة اللجنة، وتركت السلطة مصير اللجنة للأقدار، وغيَّب الموت غالبيتهم، رحمهم الله، وجزاهم خيراً.. ومن بقي منهم ظل مستمراً بنشاطه، ولم يتوقف، وها هو الصديق عبدالعزيز الشايع مستمر في رفع راية العز التي حملتها تلك الكوكبة من التجار الوطنين.

أين هم الآن؟

أتذكر نخوة أولئك الرجال وأنا أرى تقاعس أغلبية تجار اليوم عما يجري في هذا الوطن العربي من مآسٍ، ولم تلاق وامعتصماه أسماعهم وهي تنطلق من أفواه أيتام العنف المجنون في سوريا واليمن، وصيحات المشرَّدين منهم في بلادهم وفي تركيا ولبنان والأردن الذين يعانون الجوع والعطش والمرض والحرمان، ما يجعل المرء يشعر بالقهر والخجل وهو يقرأ أن مليونيرية الكويتيين هم أعلى نسبة في العالم بالنسبة للسكان، فعندنا منهم المئات، وصدق من قال «أذل المال أعناق الرجال»!
أين أولئك الرجال الذين عرفهم العالم؟ أين أنتِ يا غرفة التجارة، لتوقظي الروح الإنسانية فيهم، ولكي يهبوا للمحافظة على سمعة الكويت، بدلا من التبجح والتفاخر في البذخ المخجل «اللي يلوع الجبد»؟!

ما أراه ليس سوى محاولات محدودة، لكنها مشكوره من قِبل الهلال الأحمر الكويتي، هذه المحاولات يجب أن تلقى الدعم من الجميع، وكذلك المبادرات الشبابية التي ترفع الرأس من شباب يتبرعون وفق إمكانياتهم المتواضعة ويقومون بإيصالها كل أسبوع إلى السوريين اللاجئين في الأردن من دون ضجة إعلامية، كما يفعل الانتهازيون الذين يستغلون مآسي الناس للبهرجة الإعلامية.


أسماء نشرتها صدى الإيمان
- تبرع لثورة المغرب مارس 1955


● عقيلة فهد المرزوق
● عقيلة يوسف إبراهيم الغانم
● عقيلة فهد عبدالعزيز المرزوق
● الآنسة حصة الغانم
● الآنسة فاطمة يوسف الغانم
● السيدة دلال الغانم
● عقيلة محمد البحر
● السيدة نورة الغانم
● عقيلة ناصر العلي
● عقيلة يوسف أحمد الغانم
● عقيلة أحمد العلي
● عقيلة مرزوق عبدالوهاب المرزوق
● عقيلة سالم يوسف الحميضي
● الآنسة بدرية المرزوق
● الآنسة غنيمة المرزوق
● عقيلة مرزوق جاسم المرزوق
● الآنسة ريم خالد العدساني
● عقيلة أحمد السعود

الطليعة - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك