المبادرة الإيرانية بدل الخليجية في اليمن

عربي و دولي

4213 مشاهدات 0

المبادرة الايرانية في اليمن.

على خلفية يؤثثها الفخر قلت 'المبادرة الخليجية ' فغدرني من كنت أتحدث إليه عن جهود مجلس التعاون كلاعب سياسي إقليمي فاعل بحد سؤال ماكر قائلا: أية مبادرة تقصد  فقد وزعتم مبادراتكم على خارطة العالم العربي،وأطراف إقليم السافانا في أفريقيا. فقلت المبادرة الخليجية في اليمن  فقال: تقصد المبادرة التي لم تكونوا فيها قادرين على وصل الاسباب بالنتائج فتركتم علي عبدالله صالح  يمارس ماكان يقوم به وهو في السلطة!  لقد عرف ربيع اليمن في البداية بالثورة الشبابية،ثم ظهرت في كل مكان بين صخور اليمن الانتهازية كطبيعة بشرية انسانية فأضيفت للثورة الشبابية كلمة 'الشعبية' بعد إنضمام القبائل والعمال والعسكر وتجار القات .وتراجع المحرك الشبابي أمام هذا التعويم التخريبي الممنهج للثورة. وطاوعتم الخصم ' بالاتفاقية الخليجية المعدلة 'ليصبح خصم الشعب اليمني لا الرئيس صالح فقط بل المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه،والانفصاليين والحوثيين .

ويفصلنا عن المبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض 14 شهرا، و2000 شهيد و22 ألف جريح، ورغم ذلك  توقفت في مرحلتها الثانية  قبل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني. ومن دون تدخل رعاة المبادرة سيفتح ذلك التوقف ثغرات لتسلل عوامل انهيارها، والتي أهمها التدخل الخارجي  نتيجية التفاعلات الاقليمية . ولايجيد إدارة التفاعلات خير من وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي 'الرجل النووي' الذي درس التفاعلات الطبيعية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا 'MIT' ويقود بنجاح بعد الاخر دبلوماسية الاختراقات الايرانية على الساحتين الاقليميةوالدولية . لقد وجد صالحي  وهو في مركز القرار الإيراني إن المصالح الاستراتيجية الإيرانية  يمكن تحقيقها بالنفوذ على الجوار الاقليمي بتفاعلات التسلل المرن فيما الاخرين مشغولين  بصراخ طهران من ضيم ' المؤامرة الدولية' بسبب ملفها النووي . فطهران ليست في وارد انتهاج أسلوب إزالة التوتر والنهوض بمستوى العلاقات الدبلوماسية مادام التسلل عبر الثغرات التي يتركها الخصم متاحا لها .  لقد كانت هناك ضرورة لأيجاد  موطئ قدم  لها في شبه الجزيرة العربية للضغط على الخليجيين وللتقرب من مضيق باب المندب فدفعت الحوثيين على الصدام مع صالح ثم افتعال معركة الحدود السعودية،كما قامت بإرسال شحنات أسلحة إلى المتمردين اثبتها  قيام السلطات اليمنية و البحرية الهندية بتوقيف المهربين وهم على اتصال بوحدة القدس الايرانية.

 لقد راهنت طهران على النجاح المنقوص لمبادرة دول أغنتها صُدَف الجيولوجيا بالمال وافقرها عبئ الموقع الاستراتيجي في مجال العلاقات الدولية. فاستغلت تردي الحالة الاقتصادية بعد الثورة حين عاش المواطن اليمني لا تحت خط الفقر بل تحت خط البشر. وبادرت بتكثيف  قنوات الاتصالات السياسية مع الاحزاب اليمينة على اختلاف مشاربها لزعزعة الأوضاع ومنع نجاح عملية الانتقال السياسية عبر مبادرة دول صُدَف الجيولوجيا. وإذا كان البعد العقائدي  قد سهل التواصل مع الحوثيين فإن هناك أبعاد مصلحية ستقود للتعاون  الايراني مع اطراف أخرى .فرغم إن علي سالم البيض هو من وقع اتفاقية الوحدة مع نظيره  صالح في  مايو 1990 م إلا أنه يسوق  حاليا لإقامة علاقات مع إيران على حساب دول الخليج  حيث صرح 'نحن نبني علاقاتنا مع أي طرف ليس على حساب طرف آخر، نبنيها على ما يخدم مصالح شعب الجنوب ونرحب بمن يساعد شعب الجنوب في تحرير بلده واستعادة دولته ،وشعب الجنوب وفي مع الأوفياء'. يقول علي سالم البيض ذلك  لأنه كان ولا زال  أمتداد للفكر المخالف لفكر أهل الجزيرة العربية كلها، فقد سبق ان ادخل وزملاءه الماركسية في جيوبنا والان يدخلون  النفوذ الإيراني في ثيابنا. ولامانع لديه من إدخال الشيطان نفسه لتحقيق هدم الوحدة اليمنية وخير دليل على ذلك ماتبثه قناته التلفزيونية الانفصالية من بيروت؛و ما كشفه سفير الولايات المتحدة في اليمن جيرالد فايرستاين عن تورط  البيض مع طهران وتسلمه دعما ماليا منها، فهو مسؤول  بالدرجة الاولى عن جهود لإفشال المبادرة الخليجية عبر دعم الاحتجاجات الانفصالية .

كقاعدة عامة تقف دول الخليج ضد أية محاولة انفصالية في جسم الامة العربية لكون ذلك مخالف لشعارات وحدتها. كما إن من مبادئ المبادرة الخليجية باليمن بند صريح يقول ' أن يؤدي الحل الذي سيفضي عن هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.' وعليه فإن أية تردد في دعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للمضي قدما لتحقيق كافة بنود المبادرة سيفتح ثغرات لاقبل لنا بإغلاقها بأعتبار إن كل  جهد انفصالي  سيؤدي لعدم  الاستقرار وبمثابة جهد لافشال المبادرة الخليجية  التي تتطلب انجازالفترة الثانية من المرحلة الانتقالية المحددة بعامين مضى نصفها حتى الان دون حسم .كما إن على الامانة العامة لمجلس التعاون الترحيب بالمبادرة التي طرحها مجلس الامن الدولي  لعقد اجتماع له في صنعاء بمشاركة كافة الاطراف ففيها دعم سياسي للرئيس منصور وللمبادرة الخليجية . أما البديل عن ذلك فهو توقع زيادة عدد الثغرات في سد مأرب. فإذا كانت  طهران قد استطاعت تمرير جسمها كله عبر ثغرة الحوثيون و أدخلت رأسها  في ثغرة الانفصاليون فنحن نراهن انها حاليا تقوم بدس أنفها بحثا عن ثغرة عبر جماعات صالح نفسه،وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي بقيادة قاسم سلام ،وحزب الجبهة الوطنية،والاتحاد الديمقراطي للقوى الشعبية،والحزب الناصري الديمقراطي وحزب جبهة التحرير،وحزب الشعب الديمقراطي وحزب الوحدة الشعبية والحزب القومي الاجتماعي،وحزب البعث الاشتراكي بقيادة الكبسي.و حزب أتحاد القوى الشعبية اليمنية وحزب الرابطة اليمنية ومعهم حزب الخضر اليمني .لماذا ؟ لآن هؤلاء هم المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه تلك جماعات التي تريد إفشال المبادرة الخليجية ببلاهة تاريخيّة حتى لو إنهار سد مأرب بأظافر إيرانية .

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج العربي

تعليقات

اكتب تعليقك