عن إسرائيل وكابوس المقاومة الشعبية في غزة!.. يكتب د. أحمد الخطيب

زاوية الكتاب

كتب 714 مشاهدات 0


القبس

غزة.. المقاومة الشعبية تمرغ هيبة إسرائيل بالتراب

د. أحمد الخطيب

 

اعتقد الصهاينة بأن تحويل غزة إلى سجن كبير، كما سماه ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا كفيل بدفع الفلسطينيين إلى النزوح إلى مصر أو إلى الأردن، بعد ان صعب نقلهم جماعياً إلى خارج القطاع دولياً، ولم يدركوا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن وطنه.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعتقد بأنه سيجبر أبناء غزة على ردم الأنفاق التي أصبحت تهدد أمن الإسرائيليين، بمجرد إعلان قراره باستعمال القوة، مثلما حصل مع صدام حسين، عندما تم إنذاره باستعمال القوة إذا لم يدمر قدراته الذرية، وقد امتثل حينها لأوامر أميركا، كما فعل كذلك بشار الأسد، بالتخلص من سلاحه الكيماوي، بعد ان تلقى إنذاراً مماثلاً من الغرب.. هذا التحليل الخاطئ هو الذي شجع نتانياهو على استعمال الأسلوب نفسه، لكنه نسي الفارق الكبير بين هاتين الحالتين، فصدام والأسد لم يملكا القاعدة الشعبية التي تقف معهما، لأن حكمهما فردي، ليست له امتدادات شعبية، بعكس الوضع في غزة، فقرار المقاومة فيها شعبي، نابع من إيمان الشعب في حقه باستخدام جميع الإمكانات المتوافرة لديه لتحرير بلده من استعمار استيطاني قذر، وهذا النضال يحظى بمواثيق دولية وتأييد الرأي العالمي، كما نشاهد الآن.

خطأ نتانياهو

تقول Judirudoren في جريدة نيويورك تايمز الأميركية بتاريخ 2014/8/1، إن «نتانياهو أدرك الآن خطأه في حصار غزة، وكان عليه أن يسهل الحياة على أهلها، كي يعيشوا حياة طبيعية، فما تكبدته إسرائيل من خسائر فادحة في الأرواح والأموال، وردود الفعل العالمية الغاضبة على تصرفاته الوحشية بقتل الأطفال والأبرياء - هذه التصرفات الخرقاء - حظمت الأسطورة الكاذبة لإسرائيل كدولة ديموقراطية حضارية مهددة من أنظمة دكتاتورية جاهلية لا قيمة للإنسان في مجتمعاتها».

كذلك، فللمرة الثانية تجد اسرائيل ان هيبتها العسكرية المزيفة تمرغ في التراب الفلسطيني بيد ابطال معركة تحرير الارض التي خاضتها جميع الفصائل الفلسطينية، لان معارك التحرر الوطني توحد المجتمع للمساهمة، كل وفق قدراته وامكاناته، سواء كانت عسكرية او قانونية او غيرها.. تماما مثلما حصل في معركة تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، عندما ابهرت المقاومة العالم في شجاعتها في مواجهة العدوان، ووجدت كل الدعم من جميع مكونات الشعب اللبناني، ولي الشرف ان كنت شاهدا على ذلك.

الخيار السياسي

معارك التحرير من الاحتلال تجمع ما بين مكونات الشعب، اما معارك البناء بعد الاستقلال، فتحتمل الخلافات، وهذا برأيي ضروري، حتى تناقش جميع الآراء والحلول ليحسمها الشعب في انتخابات حرة ونزيهة، كونه - أي الشعب - مصدر كل السلطات والقرار النهائي بيده هو.

الخيار العسكري الصهيوني لقيام الدولة سقط منذ زمن بعيد، فشيمون بيريز رئيس وزراء اسرائيل السابق ومهندس القنبلة الذرية، والذي يعد عميد الساسة الاسرائيليين، يقول في كتابه عن مستقبل اسرائيل الذي صدر عام 1992 «جلس موشي دايان في مكتبه ينتظر مكالمة من قادة العرب المجتمعين في الخرطوم، ليعترفوا بهزيمتهم، رافعين الراية البيضاء، الا انه فوجئ بلاءات الخرطوم الثلاث، فادرك عندها ان الخيار العسكري قد سقط، ولا بد من اللجوء الى الخيار السياسي، لتكون اسرائىل جزءا من المنطقة».

شيمون بيريز طرح قبل يومين رأيا يدعو فيه الى اللجوء لحل سلمي وانهاء العدوان على غزة، كضمانة احسن لإسرائيل، كما يشجع اصحاب الرأي نفسه على المجاهرة برأيهم هذا.

لا نتفاءل كثيراً، لأن الفكر الصهيوني المعادي للعرب وللبشرية جمعاء متأصل في هذا المجتمع، كما ذكر الكاتب الاسرائىلي اسرائيل شاهاك في كتابه الذي يفسر فيه لماذا اليهود مكروهون في العالم.

إلا اننا لا يمكن ان ننسى قول الشابي شاعر الثائرين، حين قال:

إذا الشعب يوماً اراد الحياة

فلابد أن يستجيب القدر

المقاومة الشعبية

ولا ننسى ان المقاومة الشعبية الجديدة اكتوت بنارها الدول الكبرى، مثلما حصل لأميركا في فيتنام وأفغانستان والشرق الأوسط، والروس كذلك في أفغانستان. والدول الأوروبية الأخرى، فهي بدورها تعيش كابوس هزائمها وجرائمها في دول العالم الثالث.

ولا يمكن أن أنهي هذا المقال من دون أن أعرج على ما تكتبه الصحف العالمية حول موقف بعض الدول العربية المخزي مما يحدث في غزة البطلة.

فمثلاً ذكر David D.Kirkrpatrick في مقال نشرته جريدة نيويورك تايمز الأميركية بتاريخ 2014/7/31، عن المبادرة المصرية لحل الأزمة، بأنها «تمت بالاتفاق مع أميركا وإسرائيل وبعض دول الخليج النفطية».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك