مشوار الإصلاح طويل ومنهك!.. بنظر حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 351 مشاهدات 0


الوطن

خدعوكم سيدي..!!

حسن علي كرم

 

تنص المادة (123) من الدستور على التالي: «يهيمن مجلس الوزراء على مصالح الدولة، ويرسم السياسة العامة للحكومة، ويتابع تنفيذها، ويشرف على سير العمل في الادارات الحكومية» اما المادة (127) فنصها: «يتولى رئيس مجلس الوزراء رئاسة جلسات المجلس والاشراف على تنسيق الاعمال بين الوزارات المختلفة»، لعلي لا احتاج لمزيد من الشرح لدور مجلس الوزراء والوزراء وتحديداً رئيس الوزراء الذي يترأس جلسات المجلس، ويقود الحكومة، وبناء عليه يتحمل المسؤولية الكاملة بتلك الصفة وما تؤول اليه الامور في الدوائر الحكومية من تعثر أو تقدم أو اصلاح او فساد.
الوزارة الحالية اظنها الوزارة السادسة التي يترأسها سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، فيما كان قبل ذلك النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء في حكومات سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح، بمعنى انه كان الرجل الثاني في تدرج المسؤولية الحكومية والقيادة الحكومية هذا بخلاف توليه حقائب وزارية لسنوات طويلة، بمعنى ان سموه لم ينزل ببراشوت على منصب رئيس مجلس الوزراء انما يصح فيه القول بأنه ابن الحكومة والمطلع على اسرارها والعارف بدروبها وتعرجاتها، من كل ما تقدم نستطيع القول: أين كان طوال المدة الطويلة وزيراً ونائباً اول ورئيساً لمجلس الوزراء من عملية الاصلاح ومحاربة الفساد حتى نسمعه الآن يخاطب مجلس الامة ومن خلاله المواطنين بقوله: «آن الأوان لتصويب المسار وتقويم اوجه الخلل من خلال حوار شفاف وبناء». هل هذا يعني انه طوال سنوات رئاسة سموه للحكومة لم يئن الأوان وان الحكومة كانت عاجزة عن رفع سيف الاصلاح وقطع دابر الفساد والمفسدين؟ هل يصدق احد هذا الكلام؟ فالاصلاح مطلب شعبي، بل طالما دعا صاحب السمو الامير حفظه الله ورعاه الحكومة للاصلاح ومكافحة الفساد، بل لعل سموه اول من قال عن الفساد بأحد الأجهزة الحكومية «ما تشيله بعارين». 
من هنا ينبغي القول ان العملية الاصلاحية ليست مرتبطة بأوان معين أو بحدوث طارئ وانما الاصلاح عملية ديناميكية مستمرة لا ينبغي تعطيلها او خروجها عن المسار بأي حال من الاحوال باعتبار الفساد لا يطول افراداً وانما يضر بالمال العام الذي يفترض ان تكون الحكومة اول المؤتمنين عليه بالحرص والمتابعة الدقيقة، والا ما معنى القسم الدستوري الذي يؤديه رئيس الوزراء والوزراء واعضاء مجلس الامة ومفاده الذود عن حريات الشعب وعن امواله بالامانة والاخلاص، فأي امانة او اخلاص اذا كان الواحد منهم نائماً ومكبر المخدة والقطط السمان تعيث فسادا وافسادا في الوزارات وفي مفاصل الدولة افقيا ورأسيا..؟!!
ليعذرني سمو رئيس الوزراء اذا قلت لقد خدعوكم بالكلمة التي كتبوها لكم وأُلقيت اثناء جلسة مجلس الامة والخاصة بمراجعة تقارير ديوان المحاسبة، فهذه الكلمة ترهم لحكومة جديدة لا لحكومة أمضيتم سنوات في رئاستها وتم عصر فائدتها، لعلي اجزم ان من كتب الكلمة لم يبتغ خيراً للكويت أو اراد احراج سمو رئيس الوزراء ويصيب حكومته في مقتل!!
ولعل بالمناسبة وقد اخذت تتساقط أوراق الحكومة الواحدة بعد الأخرى يجدر بسمو رئيس الوزراء أن يسارع قبل سقوط البقية الباقية من أوراقها فيتقدم باستقالة حكومته توطئة لتشكيل حكومة جديدة وبمود جديد، ذلك ان مشوار الاصلاح طويل ومنهك.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك