السقوط المدوي للتجمع السلفي رسالة من الشعب باحترام عقول الناس.. بوجهة نظر عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 726 مشاهدات 0

عبد العزيز الفضلي

الراي

رسالتي -الناخب يُؤدِّب من باعه

عبد العزيز الفضلي

 

60 في المئة، هي نسبة التغيير في أسماء أعضاء مجلس الأمة الجديد، وهي دلالة على أن الناخب الكويتي قام بتأديب نسبة عالية من أولئك النواب السابقين الذين لم يكونوا على قدر تطلعات الشعب وطموحاته.

لقد قام الناخبون باستبدال معظم أولئك الذين وافقوا على قوانين أضرت بمصالح الشعب: زيادة أسعار البنزين، البصمة الوراثية، قانون الاصلاح الاقتصادي، وغيرها.

لقد سئم الناس من الأداء السيئ لكثير من النواب السابقين، ممن اعتقدوا بأن النجاح والإنجاز إنما يتم من خلال العلاج السياحي، وتسجيل «طلبة ضباط» في الكليات العسكرية، وتخليص معاملات هنا وأخرى هناك، وتعيينات وظيفية وتنصيب قيادات في أماكن لا يستحقونها فقط لأنهم من أبناء الدائرة، فقاموا بتضييع المصلحة العامة للبلاد على حساب مصالح فئوية انتخابية.

من أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات، التجمع السلفي - فصيل باقر والعمير - حيث لم ينجح أحد من مرشحيه، ولا من قاموا بدعمه سوى نائب سابق في الدائرة الأولى.

وهذا السقوط المدوي للتجمع السلفي، هو رسالة من الشعب وكذلك من قواعد هذا التجمع، باحترام عقول الناس في نوعية من يتم اختياره أو دعمه.

الأداء السيئ للنواب السابقين من التجمع لم يُشجّع على إعادة انتخابهم، كما أن التزكيات التي قدمها بعض الرموز الدينية للتجمع لبعض المرشحين كانت في غير محلها، ولا تتناسب مع المنطلقات والمقاييس الشرعية لمن يستحق الوصول إلى الكرسي النيابي والتي في مقدمتها «القوي الأمين».

هذا الخلل في الاختيار دفع كثيرا من قواعد التجمع السلفي إلى عدم الالتزام بما قرره الكبار من القيادات، والتي غلب عليها المصلحة الخاصة (الحزبية) على المصلحة العامة.

لذلك اتجهوا للتصويت لمن رأوا فيه الكفاءة، وهذا مؤشر جيد يدل على الصحوة لدى كثير من الشباب في انهاء الطاعة العمياء.

وفي المقابل، وجدنا نجاحا كبيرا حققته الحركة الدستورية «حدس» في هذه الانتخابات بعد عودتها للمشاركة، حيث نجح 4 من مرشحيها من أصل 5، وكان الخامس قاب قوسين من النجاح.

وهو دلالة على عدم تأثر الناس بالإشاعات التي حاول خصوم «حدس» إلصاقها بها، وعدم الالتفات لما يمكن تسميته «الفتاوى التويترية» - نسبة لـ «تويتر» - والتي كان يُطلقها بعض طُوَيْلِبة العلم ضد مرشحي الحركة، والتي قصدوا بها صرف الناخبين عن دعم الحركة وانتخاب مرشحيها.

ولعل حسن اختيار الحركة لمرشحيها ونظافة يدهم، وكفاءتهم العلمية، والطرح العقلاني الذي عرفوا به، وتاريخهم النظيف في الوقوف مع قضايا الشعب ومصالحه، والدفاع عنها، كان له الأثر الكبير في دعم الناس لمرشحي الحركة والتصويت لهم.

في اعتقادي أن دور الناخب لم ينته بانتهاء الانتخابات وظهور نتائجها، وإنما ينبغي على الناخب مراقبة النائب ومحاسبته.

كما أن على النواب الجدد تذكر ما حصل للنواب السابقين، ممن انصرف الناخبون عن اختيارهم بسبب سوء أدائهم، وليكن لهم في ذلك عبرة.

كما أدعو قيادات الحركات السياسية وفي مقدمها أصحاب التوجهات الإسلامية إلى تعلم الدرس مما جرى للتجمع السلفي.

وعليهم أن يحترموا اختيارات القواعد، والتمسك بثوابت التيار وعدم البحث عن مصالح ضيقة على حساب الوطن والشعب، قد تجعل القواعد تنصرف عن هذه التجمعات، ولا تلتزم بقراراتها.

أيها النواب الجدد، نبارك لكم الفوز، ونودّ أن نذكركم بأن الناخب يراقب مواقفكم، فمن أحسن الأداء وحافظ على مصالح الناس، سيرد له الشعب المعروف ويقف في صفه مع أي انتخابات مقبلة - وقد لا تكون بعيدة - ومن ضيع مصالح الناس، وأقرّ قوانين تضُرّ بهم فلا يلومنّ - مستقبلا - إلا نفسه.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك