مشيدا بشجاعته، سعد العجمي يرى أن خالد العدوة رقم صعب في المعادلة الانتخابية للدائراة الخامسة

زاوية الكتاب

كتب 1202 مشاهدات 0




خالد العدوة... أما آن الأون؟!
سعد العجمي
 
بمجرد أن يتساوى حضور شخص ما مع غيابه، فإن هذا الشخص يكون مجرد تكملة عدد، وصفرا يضاف إلى أصفار أخرى، وفي النهاية يبقى في خانة «العدم» سواء حضر أم غاب.

عدا النائبين عبدالله البرغش ومرزوق الحبيني فإن أغلب أعضاء دائرتنا الخامسة خلال المجلس الماضي كانوا أقرب إلى ذلك «الصفر» التعيس، حتى أننا كناخبين، أصابنا الشك حول ما إذا كنا صوتنا لمرشحين أم لمجموعة من «النقاط» شكلت في النهاية رقما ذهبيا لهاتف نقال يتألف من ثمانية «أصفار» بالتمام والكمال.

وعلى الرغم من عدم نجاحه في الانتخابات الماضية، فإن النائب السابق خالد العدوة لا ينتمي بأي شكل من الأشكال إلى فصيلة «الأصفار» تلك، كون غيابه لا يساوي حضوره، والعكس صحيح.

قد يستغرب البعض أن أكتب هذا الكلام عن خالد العدوة، الذي أختلف معه سياسيا بالجملة والتفصيل، وهو أول من يعرف ذلك، وسبق أن دار بيننا أكثر من حديث حول هذا الاختلاف السياسي، لكن إحقاق الحق وذكر محاسن من تختلف معه إن وجدت، أولى من التركيز على مساوئه، فلسنا ممن يفجرون في خصومتهم، لاسيما إذا ما تعلق الأمر بشحصية سياسية كالعدوة الذي كان يوما ما ظاهرة سياسية كويتية.

خالد العدوة رقم صعب في المعادلة الانتخابية للدائراة الخامسة، هذه حقيقة لا ينكرها عاقل، وهو كذلك في قاعة عبدالله السالم يوم أن كان نائبا، إن تحدث بما تريد أطربك، وإن تكلم بما لا ترغب جعلك تعيد التفكير في قناعاتك، فقد وهبه الله ملكة الخطابة والإقناع، رغم أنه استخدمها أحيانا في غير مواضعها.

أخطأ العدوة في عدد من مواقفه السياسية خلال مسيرته النيابية، لكنه يملك صفة قد لا يحملها إلا القليل من أقرانه، وهي «الشجاعة»، نعم قد نختلف حول شخصية «أبو محمد» وأدائه لكن شجاعته ليست محل شك، ولعل مناظرته مع علي البغلي الأخيره تثبت ما ذهبنا إليه، خصوصا في جزئية ازدواج الجنسية، التي ما إن يسأل عنها أي سياسي أو مرشح، إلا ويبدأ باللف والدوران والتبرير، على عكس العدوه الذي واجه هذا الملف بشجاعة وصراحة، منطلقا من قناعته بأن هذا الموضوع لا يجب أن يكون سيفا مصلتا على أبناء القبائل وكأنهم الحلقة الأضعف دائما.

على أي حال نقول لخالد العدوة ومن واقع تجربته في الانتخابات الماضية، قد ينسى من نقلته من عمله، أفضالك، وقد لا يتذكر مريض أو متمارض تسفيرك له للعلاج في الخارج، فهذه هي طبيعة الناس والحياة، لكن المواقف داخل قاعة عبدالله السالم لا يمكن نسيانها، فالتاريخ يدون، والمضابط تسجل... من هنا يا خالد العدوة فإن الفرصة تبدو مناسبة لعودة خالد 92، لأن مثلك لم يخلق إلا ليرتدي ثوب العزة والأنفة.

الله يا خالد يغفر حتى بالنوايا، أما الناس فلا تسامح إلا بالأفعال، والفرصة سانحة لك الآن بعد أن ضربت العنكبوت بنسجها على كل أركان وزوايا الدائراة الخامسة بأصفاره الثمانية مع مرتبة الشرف الأولى.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك