(مقال اليوم) محمد عبدالقادر الجاسم يكتب عن أسباب إختيار ' الثالثة ' تحديدا

زاوية الكتاب

كتب 2248 مشاهدات 0


كتب المحامي محمد عبدالقادر الجاسم مقالا اليوم في موقعه ' ميزان' عن أسباب ترشيح نفسه للانتخابات البرلمانية ؟ وما الذي يسعى لتحقيقه ؟ وعن الأسباب التي جعلته يتوجه من الدائرة الثانية حيث محل ترشحه في الانتخابات الماضية إلى الدائرة الثالثة للانتخابات القادمة , وفي ما يلي نص المقال المنشور :

هذه أسبابي
لماذا رشحت نفسي لانتخابات مجلس الأمة.. وما الذي أسعى إلى تحقيقه.. ولماذا الدائرة الثالثة تحديدا.. وما هي فرص النجاح؟

طبائع الإنسان تتحكم في كل تصرفاته وقرارته.. ومن بين 'أطباعي' أنني لا أستطيع تجاهل الخطأ ولا أستطيع التخلي عن الإحساس بالمسؤولية والواجب متى كنت قادرا على عمل شيء أو التصرف حيال مشكلة. الأوضاع في بلادي الكويت لا تسر هذه الأيام، وجميع مؤشرات المستقبل مغمة. قلت لنفسي أنني غير مسؤول عما آلت إليه الأوضاع في بلادي ولن أتمكن من المساهمة في تغيير حاضرنا ولا تأمين مسقبلنا.. سمحت لليأس أن يتسرب إلى زوايا نفسي.. حاولت التهرب.. قلت يكفي مساهمتك عبر المقالات والندوات لتبرأة ذمتك تجاه وطنك فأنت لا تملك القرار كي تحاسب أو تلوم نفسك.. ويكفيك الأذى الذي يسعى البعض لإلحاقه بك بسبب صراحتك. ومن أجل ضمان النجاح في التهرب من المسؤولية، قررت السفر الأسبوع الماضي وعدم المشاركة في الندوات الانتخابية أو اللقاءات التلفزيونية وأن أكتفي بقراءة بعض الروايات وكتب القانون.. لم أتمكن، حقيقة، لم أتمكن من إعفاء نفسي من المسؤولية لأنني أعلم أن فترة الانتخابات فرصة مناسبة للتحدث مباشرة مع الناس ومحاولة إحداث تغيير.. قررت أن أخوض الانتخابات ساعيا بالطبع إلى الفوز بثقة الناخبين وحالما بالحصول على فرصة للقيام بعمل مباشر من أجل بلادي من خلال عضوية مجلس الأمة.. قررت ترشيح نفسي طمعا في الحصول على دعم الناخبين لمنهجي وأفكاري والعمل على تصحيح المسار في حال نجاحي.. أو إبراء ذمتي تجاه بلدي في حال خسارتي.

إنني أسعى كمرشح في الانتخابات إلى توفير الاستقرار السياسي في البلاد.. أسعى إلى توفير البيئة السياسية المناسبة كي تكمل الحكومة ومعها مجلس الأمة مدتهما الدستورية، أي أربع سنوات، من أجل أن نتيح الفرصة لانطلاق قطار التنمية.. أسعى إلى إصلاح وتطوير العمل السياسي في شقيه الحكومي والبرلماني.. أسعى إلى مكافحة الفساد في مجلس الأمة وفي الحكومة.. أسعى إلى ترشيد العمل البرلماني.. يزعجني عدم اهتمام الحكومة بالطبقة المتوسطة التي أرهقتها تكاليف المعيشة وأضرتها الأزمة الاقتصادية الحالية.. تحدني رغبة قوية في تطوير القضاء والمحاكم والنيابة العامة.. يقلقني كثيرا التجاذب الحضري القبلي.. يقلقني أكثر التجاذب الطائفي القبلي.. تزعجني أزمة الثقة القائمة بين فئات المجتمع وطوائفه.. يزعجني تدني مستوى الكفاءة في الإدارة السياسية في الدولة.. تقلقني الصراعات المتفشية في الطبقة السياسية.. يقلقني التخبط في السياسة السكانية والعبث بالتجنيس.. يقلقني وضع 'البدون'.. يقلقني مستوى التعليم.. الجريمة.. المخدرات.. أشياء كثيرة وكبيرة أشعر معها بالقلق، لكن ما يحزنني حقا هو شيوع الإحباط بل واليأس بين الشباب وإهمال الحكومة لهم.. فتعالوا معا ننهض ببلادنا.. تعالوا معا نستنهض الروح الوطنية الكويتية الأصيلة.. تعالوا معا نعيد ترميم بلادنا.. تعالوا معا فالمستقبل بيدنا.. فمن خلال العمل الجماعي المنظم سوف ننجح بإذن الله في التغيير نحو الأفضل.. سوف ننجح في توفير الاستقرار السياسي.. في مكافحة الفساد.. سوف ننجح في حل مشاكلنا.. نعم يمكننا أن نتحول إلى دولة رائدة فعددنا قليل ولدينا ثروة هائلة وكفاءات كويتية مخلصة.. والأهم نحن نعلم أين يكمن الخلل.. معا سوف ننجح بالتأكيد في نشر الأمل والابتسامة ونشر الشعور بالأمان عوضا عن الشعور بالضياع.. معا، كما كنا خلال الغزو العراقي البغيض، سوف نصبح أحبة لبعض نتعاون تحت راية هدف واحد.. مصلحة الكويت والكويت.. والكويت فقط.

أما لماذا اخترت الدائرة الثالثة.. فالسبب بسيط هو أن القاعدة الانتخابية في هذه الدائرة قاعدة تتمتع بالوعي السياسي.. قاعدة انتخابية يهمها الخطاب السياسي والموقف أكثر من الاعتبارات الاجتماعية.. سوف أزور الديوانيات التي تقبل بي وسوف أطرح أفكاري بشفافية وبصراحة، وسوف أتقبل النتيجة إن كانت الخسارة، أما الفوز فسوف يكون نقطة البداية لا النهاية.. سوف أسعى إلى تغيير قواعد العلاقة التي تحكم النائب والناخب.. أريد علاقة قوامها الصدق وأساسها الشراكة.

إن الوقت قصير.. ومهما حاولت تكثيف نشاطي في زيارتكم فلن أتمكن أبدا من الوصول إليكم جميعا، فإعذروني مقدما.. وأنا على ثقة بأن أغلبكم سبق له التعرف على آرائي ومواقفي.
إن القرار بيدكم.. والتغيير المنشود لن يتحقق من دونكم.
ولكم مني ألف تحية،

الآن - ميزان - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك