برامج سكوب متدنية ودشّنت عهد الابتذال الإعلامي المسيس ومع هذا لا يجوز إيقافها-محمد عبدالقادر الجاسم

زاوية الكتاب

كتب 3812 مشاهدات 0




منطقة خضراء 
الغاية تبربر الوسيليا! 
 
كتب محمد عبدالقادر الجاسم

«شامبيه» شخصية ممتعة وفكاهية تظهر في مسلسل «شعبية الكرتون» على تلفزيون دبي كل رمضان، و«شامبيه» هذا «يطلع طلعات» عجيبة، لذلك أنصح بمشاهدة هذا المسلسل، فشخصية «شامبيه» تشبه شخصية كويتية ذات صلة بما يسمى «الإعلام الفاسد»!
أن يكون لدى وزارة الإعلام سلطة التدخل وإصدار قرارات بمنع التلفزيونات من عرض هذا البرنامج أو ذاك، فهذا تجاوز مرفوض على مبدأ حرية التعبير. وقد سبق لي أن أبديت اعتراضي على لائحة المرئي والمسموع المشوبة بعيب عدم الدستورية، إذ لا يجوز تحت أي مبرر أن تمارس وزارة الإعلام سلطة وصاية على المشاهدين فتقرر ما يصلح للعرض عليهم وما لا يصلح. ومن هنا فإنني أبدي اعتراضي على قرار وزارة الإعلام بإيقاف أحد البرامج التي بثها تلفزيون سكوب والذي يتضمن تقليد بعض الشخصيات السياسية، بل إنني أدعو القائمين على تلفزيون سكوب إلى اللجوء إلى القضاء ذلك أن قانون المرئي والمسموع لم يفرض مبدأ الرقابة المسبقة على الانتاج التلفزيوني ولم يمنح وزير الإعلام سلطة وقف بث البرامج، وما تضمنته المادة (14) من اللائحة في شأن الرقابة المسبقة ومنع تصوير أو تسجيل أو بث البرامج قبل الحصول على موافقة من وزارة الإعلام هو نص غير دستوري.
إن الإيمان بمبدأ حرية الإعلام وحرية التعبير عموما لا يتجزأ، وهو يشمل حتى التافه والسخيف من البرامج، فالرقيب الحقيقي هو المشاهد الذي يمكنه اختيار ما يناسب ذوقه وأخلاقه ومستواه. أقول هذا وأنا أعي تماما أن برامج تلفزيون سكوب في العموم متدنية المستوى، بل أنها دشنت عهد الابتذال الإعلامي المسيس، ومع ذلك فإنه لا يحق لكائن من كان أن يأمر بوقف بث البرامج. إن المسؤولية الأدبية الكاملة عن تدني مستوى المواد التي تبثها أي قناة تلفزيونة تقع على عاتق ملاكها وإدارتها، فهم ينتجون ويعرضون ما يتناسب مع مستواهم الثقافي أو الأخلاقي، وما على المشاهد الحساس سوى عدم مشاهدة القناة. أما عن المسؤولية القانونية فإنه من المعروف أن للمتضرر من البرنامج الحق في اللجوء إلى القضاء وحماية حقوقه الشخصية إذا تم انتهاكها.
إن الأهم من الحديث عن حرية انتاج وبث البرامج التلفزيونية في الكويت هو الحديث عن الدعم المادي والمعنوي الذي تتلقاه بعض التلفزيونات من مراجع سياسية، فهناك معلومات متداولة عن وجود «علاقة» بين «مسؤول كبير» وقناة سكوب، وأن الأجندة السياسية لهذا المسؤول هي التي تحدد برامج القناة، بل أكثر من ذلك فقد وصلتني معلومات موثوقة تفيد أن «السي دي» الذي يضم حلقات برنامج «صوتك وصل» الذي تم منع بثه قد أرسل إلى أكثر من مسؤول «كبير» كهدية حتى يكون لهم السبق في مشاهدة الحلقات قبل أن تعرض في التلفزيون! فإذا كان هذا هو مستوى الهدايا التي «يفرح» لها هذا المسؤول أو ذاك، بل ربما يأمر بمنح مقدم الهدية «إكرامية» أو على الأقل توفير الدعم المعنوي، فهل نلوم فجر السعيد على انتاج برامج بهذا المستوى! إن فجر السعيد، كما عرفتها، سيدة ذكية للغاية وعملية إلى أقصى حد، وهي «عارفه عدل حق ربعنا»، وأصبحت شخصية مؤثرة سياسيا لا إعلاميا فحسب بفعل برامجها الموجهة التي تعرضها في تلفزيونها، وهي وإن كانت تسعى للاستحواذ على أكبر عدد من المشاهدين لتلفزيونها، إلا أنها في الواقع لا تكترث لتقييم الجمهور لبرامجها قدر اهتمامها بتقييم «شخص واحد» فقط!
إن موضوع الإعلام المسيس الهابط والحديث عن علاقة بعض المسؤولين ببعض وسائل الإعلام يستحق فعلا تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، فانحدار مستوى الإعلام ارتبط بأجندة سياسية أكثر من ارتباطه بمعايير الربح والخسارة لأصحاب التلفزيونات.
أعود إلى «شامبيه» وأقول أنه يذكرني بشخصية كويتية برزت مؤخرا يحلم صاحبها بأن يصبح «روبرت مردوخ» الخليج، لكنه في الواقع يملك فرصة أكيدة كي يصبح «شامبيه الكويت» خاصة أن شعار «شامبيه» في مسلسل «شعبية الكرتون» هو «الغاية تبربر الوسيليا»!
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك