فهيد الهيلم يرى ان استجواب المسلم لرئيس الوزراء أظهر كل الخصوم الذي يشعرون يقرب زوالهم وهم 'لا يعيشون إلا في زويات الظلام كالخفافيش'.

زاوية الكتاب

كتب 1540 مشاهدات 0


أخرجوا فيصل من قريتكم! 
 
 
 فهيد الهيلم  
 
 
 
 
التاريخ يعيد نفسه، والمنطق هو المنطق ذاته، الفاسدون يعيثون في الأرض فساداً، والصالحون محاربون ان لم ينصاعوا لأهواء الفساد وأهله! ولأن إدارة الأزمة علم فقد برع بإدارة الأزمات أقوامٌ كثر سيروا عجلة الأحداث في الاتجاه الذي يريدون، واستطاعوا انتزاع الاعتراف من خصومهم، والحكم بنزاهتهم وبراءتهم وحبهم للخير وحرصهم عليه، ولقد كان على رأس هؤلاء الصالحين الذين انتزعوا الاعتراف من خصومهم... الأنبياء والصالحون والمصلحون عبر التاريخ، ولعل الخطاب القرآني في ذلك الشأن واضحٌ للعيان فها هو نبي الله لوط، عليه وعلى آله وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، ينتزع اعترافاً من خصومه بفضله وطهره وعفافه وصلاحه (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) لقد فضحوا أنفسهم بقولهم ذلك فهم طالبوا بإخراجه لأنه تطهر من كل أقوالهم، وأفعالهم، وسلوكياتهم، ورجسهم، وعملهم الخبيث.
لقد سطرت دعواهم تلك اعترافاً بفضله على من سواه، واعترافاً بتفوقه الأخلاقي والسلوكي على كل خصومه الذين لم تكن لهم حجة لحربه إلا أنه طاهرٌ نقيٌ واضحٌ متعبد، وأنه رفض أن يخوض في الوحل كما خاضوا، وأرادوا له أن يشابههم ولكنه امتنع وأبى، وأثبت أن للفضيلة دعاتها وحماتها عبر التاريخ وتتابع الأيام.
ولأننا مطالبون اليوم برصد الأحداث ومقارنة الأقوال والأفعال فقد برز لنا في الأونة الأخيرة موضوعا مهماً، ألا وهو موضوع الشيكات، وقد قسم هذا الحدث الشارع السياسي لدينا إلى فريقين الأول فريق يرفع راية الإصلاح وضرورة أن تكون إدارة السلطة التنفيذية إدارة تتسم بسمات القوة والأمانة والكفاءة والتخصص، وعلى رأس هذا الفريق المنادي بالإصلاح النائب الدكتور فيصل المسلم الذي مارس صلاحيته بتقديم استجواب رئيس مجلس الوزراء حول الموضوع مثار الجدل.
وأما الفريق الثاني فهو الفريق الذي كرس نفسه للدفاع عن الفساد القائم، والفشل الذريع، والعجز عن إدارة شؤون الدولة من قبل مجلس الوزراء وليت هذا الفريق اكتفى بدفاعه عند هذا الحد بل أخذ زعيم هذا الفريق يهاجم خصومه بأوهام يتوهمها، وهمهات وغمغمات لا يجيدها سواه، فهو لاشك فاقد للأهلية حينما يتحدى زملاءه النواب بالويل والثبور وعظائم الأمور إنهم تحركوا لانتشال البلد من أتون الفساد القائم، وما أشبه الليلة بالبارحة، تشابهت سلوكيات هذا الفريق مع سلوكيات أرباب الفساد كما بينا في الخطاب القرآني أنفاً، وما كان هجومهم على النائب الدكتور فيصل المسلم لظلم ارتكبه، أو لمصلحة تحصل عليها، أو حتى لشيك تسلمه، بل كل هجومه عليه لأنه من قوم (يتطهرون ولا يخنعون)، وكان شعارهم «أخرجوا فيصل من قريتكم»، فلله درك يا فيصل فقد عريت باستجوابك كل الخصوم الذين يشعرون بقرب زوالهم، فهم لا يعيشون إلا في زويات الظلام كالخفافيش وأنت الشمس التي أحرقت أحداقهم بنور الحقيقة الساطع فاستمر ولا تبالي فالكويت كلها معك، والصالحون معك، ويحق لأحبابك وأهلك وأصدقائك وعائلتك وأبناء دائرتك وقبيلتك أن يفخروا بأنهم أخرجوا للكويت رجلاً همه الإصلاح ولا شيء غيره، ولا غرو فأنت من القوم الذين قيل فيهم:
أضاءت لهم أخلاقهم ووجوههم
دجى الليل حتى نظم الجذع ثاقبه

 
 
 
 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك