حقيقة أفكار التيار الليبرالي ونصر أبو زيد!

زاوية الكتاب

كتب 2888 مشاهدات 0


 

نصر أبو زيد وأزمته الحاصلة في الكويت بعد منعه لم تكن وليدة اللحظة , فهناك من يعشش بين ظهرانينا وهم يحملون فكراً هو فكر نصر أبو زيد وإن غاب عنهم نصر أبو زيد , بل إنهم لأشد وأنكى من نصر أبوزيد  , بل وجريدة كويتية تحملهم وترحب بهم وترعاهم ويربون فيها ويزيدون , بل ورابطة تسمي نفسها بالأدباء تحملهم وتقلهم وتسعد بهم , ودفاع تلك الجريدة ودفاع الرابطة عن القمني قريب العهد ومن منَّا لا يذكر ذلك ! والقمني من القمني يا أفاضل ؟

 

القمني الذي اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بخداع النَّاس وأن عبدالمطلب أبرم خدعة مع اليهود وكان ثمرتها ادعاء النبي كما يزعمون النبوة والرسالة ليسود بنو هاشم العرب !؟ بل ولم تكتفي رابطة الأدباء بالدفاع عنه , بل نافحت عن الشاعر الأردني إسلام سمحان الذي تم تعزيره في الأردن بسبب الجرأة على الله في شعره ! هذه رابطة الأدباء والجمعية الثقافية ,  بل والجمعية الثقافية لا تستغني عن أولئك القوم , وإنهم شرذمة قليلون , ولكنهم تولوا المنابر وبرزوا في الصحف وفي كل وسيلة متاحة إعلامية خرجوا علينا ناعقين , سأتناول هؤلاء وليتحملني الجميع , وإني سأشدد عليهم وطأتي في مقالي هذا , فأقول مستهلا :

 

هم أرباب التيار التنويري , أو الليبراليون الجدد أو سموهم أرباب التنوير والحداثة , كل مصطلح ظاهره الرحمة وباطنه العذاب يليق بهم ويأتي مفصلاً عليهم , أولاً سأحدثكم عن أحدهم وهو لاعب محور , شاكر النابلسي , وشاكر النابلسي أردني الجنسية من مواليد 1940 كان ماركسي المذهب ثم انتقل إلى الحادثة وكلاهما ( الماركسية الحداثة ) ابنتا فراشٍ واحد , بدأتا منذ ثورات أوربا الأولى على الدين المحرف والرهبانية السحيقة المغلوطة  .

 

بداية سأضع لكم مجموعة من أفكار الليبراليين العرب لا ينفكون عنها ويدندنون عليها ,  عن طريق مقالة لشاكر النابلسي , ومن فمهم أدينهم , عنوانها  من هم الليبراليون العرب الجدد، وما هو خطابهم؟   يقول فيها :

 


ظهر التيار الليبرالي العربي أو التيار العقلاني التنويري في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على أيدي جيلين من المفكرين التنويريين. فكان الجيل الأول يمثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي وشبلي شميّل وفرح أنطون وغيرهم. وظهر الجيل الثاني في بداية القرن العشرين وكان يمثل طه حسين وقاسم أمين ومحمد حسن الزيات وتوفيق الحكيم ومحمد حسين هيكل وغيرهم. وهؤلاء جميعاً اشتركوا في تيار فكري وسياسي واحد كان ينادي بالمباديء التالية . انتهى كلامه

 

 

 

 

كلامي : لنقرأ الآن المبادئ التي قامت عليها تلك الحركات واشتركت فيها  , يقول النابلسي في مقاله وهو يتلو المبادئ :


 

 

- حرية الفكر المطلقة.

- حرية التدين المطلقة.

- حرية المرأة ومساواتها بالحقوق والواجبات مع الرجل.

- التعددية السياسية.

- المطالبة بالإصلاح الديني.

- المطالبة بالإصلاح التعليمي والسياسي.

- فصل الدين عن الدولة. وكان هذا المطلب خاصاً بالجيل الثاني لليبراليين العرب في مطلع القرن العشرين.

- اخضاع المقدس والتراث للنقد العلمي.

- تطبيق الاستحقاقات الديمقراطية.

 

انتهى كلام النابلسي

 

 ركزوا معي عند قوله حرية الفكر المطلقة , ونقد الموروث الديني , هذه الأسس التي قامت عليها كل تلك الحركات , بل أول نشوء الليبرالية كان قائماً على نقد الدين , والمقصود بنقد المقدس والتراث هو رده والخلاص منه .

 

نقد الموروث الديني المقصود منه تفريغ الدين من محتواه , ومهاجمة الدين بنصوص شرعية من نفر هم من غير أهل الإختصاص ويأتون بالعجائب في الموروث الديني والمقدس والشرعي .

 

فأول من يكفر باحترام التخصص هم أرباب الليبرالية في تعديهم السافر على الموروث المقدس .

لننظر أمثلة على ذلك :

 

 فاروق حسني وحسين فهمي يتكلمون عن الحجاب ! فيقولون الحجاب ليس له علاقة بالدين !

ثم يقول أحدهما أن المرأة المحجبة معاقة ذهنية , بمعنى تمنع وصول المسائل والمعادلات إلى العقل والذهن بسبب الحجاب ! وهذا فيما يخص نقد الموروث الديني .

 

أما الحرية المطلقة ,  فالشذوذ والمثلية داخلة ضمن حيِّز الحرية المطلقة التي يؤمنون بها , فهدم الدين والأخلاق والقيم هي المبدأ الحقيقي والمبادئ الحقيقية لليبرالية , وإن حاولوا أن يوهموا الناس بغير ذلك  .

 

فسجاح , عفواً أقصد نوال السعداوي قالت في تصريحٍ لها أنَّها مع الحرية المثلية وأن الليبرالية معها لا مِراء في ذلك ( تجدون المقطع في اليوتيوب )  , وأنها تعرف الكثير من المثليين ممن تزوجوا ولكنها لا ترغب في ذلك ولم تمارس ذلك ! وطباخ السم يذوقه !

 

ثم تقول وهي في قمة التعالم : قل هي الله أحد وليس هو الله أحد , لأن ربنا مؤنس مش مزكر !؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً , وناقل الكفر ليس بكافر .

 

 

 

ولو نظرتم إلى الليبراليين في برلمانات العالم لرأيتم أنهم أول من يدافع عن الشذوذ , فقانون المثليين في أسبانيا نما على أيدي ليبرالية , وفي كندا ودول أوربية أخرى , بل في بريطانيا تزوجت نائبة ليبرالية برفيقة دربها وتوجوا المحبة بزواج مثلي واستظلوا بقانون المثليين الذي تم على أيدي ليبرالية !

 

 

 

 

 

نصر أبو زيد :

 

 

نعود لنصر أبو زيد , هذا الرجل الذي دعا إلى التحرر من النص الإلهي وهذا في كتابه  ( الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية صفحة رقم 146 )  , ودعوته كانت صريحة وأثارت ضجة في الأوساط المصرية آنذاك , وهذه الدعوة ليست بجديدة , بل عليها من القدم ما الله بهِ عليم , هذه نفس الشنشنة التي أطلقوها في أوربا , وهي التحرر من النص المقدس , نصهم الذي كان كله تحريف , وقتل للعلماء وخطف للأطفال وقذارة وتسلط باسم الدين وكما قال ربنا { ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم } هم كتبوها على أنفسهم بتحريفهم , بل إن أحدهم يقول ما ارتكبت إثم مس الماء لجلدي خمسين سنة , وأحدهم يقول تعبدت الله ثلاثين سنة وأنا عاري في الأوحال , هذه ديانتهم , فمن الطبيعي أن يخرج أناس ينادون بترك هذ الدين والتحرر منه .

 

لكن ماهو الداعي إلى دعوى التحرر من النص القرآني المحكم الثابت والشريعة الغراء الكاملة التي تدعو للعلم وتحفظ الجنس الإنساني وتكرمه ؟!

 

 

نصر أبو زيد هذا الأديب كما زعموا , وكل من يتعدى على الدين عندهم أديب , قال أن القرآن هو منتج ثقافي قابل للنقد , وأوحى إلى أنه منتج ثقافي بشري , وهذا في كتابه الشهير ( نقد النص صفحة رقم 200 ) ثم ماذا يا رفاق , ثم يقوم بمدح أدونيس وأركون , ويسميهم ذوي البصيرة وذوي الألباب في كتابه ( نقد النص صفحة رقم 24 ) وكفريات من مدحهم ستأخذ منَّا وقتاً ومقالاً طويلاً  .

 

والآن سأعرض لكم كيف يطبق هذا الرجل نقده مع القرآن , عندما تكلم عن قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذين خلق , قال نصر أبو زيد (  الفعل { خلق } ليعوض عن إحساسه بالإهمال الذي لقيه من المجتمع وليختلق له ربا ) نقد النص صفحة رقم 64 , هذا هو الرجل الذي يُريد التيار الوطني ومن خلفهم دخوله للكويت ! البلد الذي دينها الإسلام , ومذهبها مذهب الإمام مالك , دولة الإسلام والتوحيد , دولة المصلين الساجدين الراكعين المتصدقين .

 

لقد وصلت بهؤلاء الجرأة أن يتبجحوا بمطالبٍ كالتي نحن فيها الآن , والكل يرى ويسمع ولا يكترث , وإن قام التيار الديني بوقفة حازمة تجاه مثل هذا الشخص المطرود المنبوذ , وقف البعض وقال تأزيم ! أهذا تأزيم والمُعتدى عليه هو الله بما سطرته يدُ أبو زيد !؟

 

ثم يتهكم ويقول هذا الرجل بأنَّ النبي صلى الله عليه وعليم وسلم عوَّض الفقر واليتم الذي عاشه بشيءٍ اسمه الوحي , وهذا كله نتاج ثقافي وواقع كان يعيشه , فهل ترضون يا أعزائي بكل تلك التفاهات الماركسية المادية التي جعلت من الغيب مجرد ثقافات مختلقة وعزلت بين العباد وبين بارئها وحاولت ذلك أشد المحاولة !

 

 

 

هذا نصر أبو زيد وهذا ما يعتقد , وهو شر خلف لشر سلف , يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ولا شك أن إحساس محمد الذي تتوجه إليه هذه الرسالة بأن ربه هو الذي خلق ، يتصاعد بذاته وبقيمته وأهميته ، ويداوي إحساس اليتم والفقر في أعماقه , ولأن محمدًا لا يعزل نفسه من الواقع وعن إنسان مجتمعه فإن النص يكرر الفعل { خلق } كاشفًا لمحمد عن تساؤلاته عن الإنسان ) المصدر نقد النص صفحة رقم 67  ثم يقول مصرحاً بأن الوحي مجرد اختلاقٍ من النبي صلى الله عليه وسلم ليس إلا ( إن المتحدث إلى محمد بالوحي ليس غريبًا عنه ) أتدرون ما معنى ذلك ؟ أنه ليس بغريب عنه , لأنه هو الموحي وهو من يقع عليه الوحي , فهو الموحِي وهو الموحَى له , المصدر نفسه نقد النص , صفحة رقم أيضاً 67 .

 

 

أيها الفضلاء , أيها الكرماء , هذا نصر أبو زيد الذي تدافع عنه التيارات الليبرالية بجناحها الإعلامي من صحافة وإعلام وجمعيات , وبجناحها السياسي من أعضاءٍ للمجلس وغير ذلك , هذا نصرأبو زيد , فبالله عليكم من يناصر مثل هذا ماذا نسميه وماذا نقول عنه !

 

 

بالأمس صرخ الجميع وقالوا إلا الدستور , والدستور خط أحمر , والآن هذا هو القرآن يُعتدى عليه من قِبل هذا الرجل وغيره من القمني وأشباههم , فما هو دوركم أمام القرآن ! أيكون دوركم الترحيب لمن يفعل بالقرآن كفعل نصر أبوزيد أم ماذا !؟

 

قلت ما قلت معذرة إلى الله , ولله الأمر من قبل ومن بعد , سمران يحييكم

 

 

كتب: سمران المطيري

تعليقات

اكتب تعليقك