الشيخ فهد سالم العلي مخاطبا والده: علينا التمسك بالدستور والوحدة الوطنية

زاوية الكتاب

البعض ينقلون لك الأمور بطريقة مشوهة مبنية على التزلف والنفاق

كتب 16527 مشاهدات 0

الشيخ فهد سالم العلي

خاطب الشيخ فهد سالم العلي عبر مقال نشر له اليوم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه- كاشفا عبر المقال عن وجهة نظره التي نقلها لسموه خلال لقائه به بوقت سابق. 

ترى أن مقال الشيخ فهد سالم العلي يستحق أن يكون مقال اليوم، والتعليق لكم:

 فهد سالم العلي الصباح / بلدي / رسالة إلى الوالد 


| بقلم فهد سالم العلي الصباح |

اسمح لي يا والدي ان اذكركم باللقاء الذي تشرفت فيه بالمثول بين ايديكم, واوضحت لكم خلاله وجهة نظري ازاء صندوق المعسرين واجراءاته العقيمة وما يتداول بشأنه والتي ادت الى ظهور مشكلات قانونية واجتماعية تمس شريحة كبيرة وبخاصة اصحاب الدخل المحدود.
ونقلت لكم استياء المواطنين الكويتيين بسبب اجراءات هذا الصندوق الذي ربطته الحكومة بولي الأمر، لذا فإن أي خلل في عمل الصندوق سوف ينعكس سلباً على العائلة وسمعتها, ولقد رفضتم هذا الطرح واكدتم ان الصندوق ليس فيه عيوب او خلل حسب تأكيدات المسؤولين عنه وطلبتم مني امثلة على صحة كلامي, وقدمتها لكم بكل وضوح وذلك من باب الامانة الوطنية, والولاء الكامل لكم كوالد وللوطن العزيز وللشعب الكويتي الكريم.
انني اريد من هذا الكلام ان اؤكد على ان نقل الواقع الشعبي لكم يجب ان يتم بالصدق والامانة والحرص على مصلحة البلد والمواطن, لا ان تكون الصورة معكوسة ويتم النقل بطريقه مشوهة مبنية على التزلف والنفاق والانتهازية كما هو حاصل لدى الكثيرين وللاسف الشديد, حيث يحرصون على ارضائك من خلال تزيين الصورة امامك واظهار الامور على غير حقيقتها ظنأ منهم ان ذلك يسعدكم ومن ثم ترضى عنهم وترتاح بالتعامل معهم, فيحظون بالمناصب والعطايا والامتيازات, على حساب المسؤولية الوطنية ومصلحة الشعب، وبالمقابل فإن من ينقل الصورة الواقعية يعد من المكروهين ويتعرض الى الاقصاء وتغلق الابواب في وجهه.
ومن المحزن ان سياسة الاقصاء اصبحت امراً واقعاً واصبح العقاب الفوري لكل من يشعر بآلام الوطن والمواطنين ويتحسس معاناته ويسعى لنقل الصورة الى الكبار كي يتم تدارك الامر ووضع الحلول المناسبة التي تنقذ البلاد, ليجد ان الابواب بدأت توصد امامه ولا يجد اذناً صاغية بل تبدأ عملية ابعاده وتهميشه, رغم ان العمل الجماعي هو الحل الامثل لنقل الكويت من الوضع الحالي حيث التفكك والخلافات والتخبط, الى السكة الصحيحة التي يسير عليها قطار التطور والتنمية والازدهار إن شاء الله.
والدي العزيز، لقد باتت سياسة الاقصاء محرقة لكل المخلصين الذين يخافون على مصلحة الكويت ومستقبلها والغيورين على الاسرة وابنائها, واخشى ما اخشاه ان تستمر هذه الظاهرة في الاستفحال حتى تتفكك الاسرة بالكامل وتفقد اركان قوتها وتصبح عندئذ هدفاً سهلاً جدأ للحاقدين والطامعين والمتربصين شراً بالكويت.
وللتذكير لدينا تجارب سابقة وخاصة خلال الغزو وبعد التحرير عندما تم اقصاء بعض رجال الاسرة لمدد زمنية متفاوتة وظهرت نتيجتها الفشل, وهذا يؤكد بأن الفشل هو النتيجة الحتمية للاقصاء طال الزمن ام قصر.
اعيد التذكير بأن المساس بالدستور ستكون له عواقب وخيمة ولذلك اخمدوا الفتنة قبل استفحالها.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه

الآن - مقال اليوم - الراي

تعليقات

اكتب تعليقك