دعيج الجري يروي مأساة 'هيباتيا' مع محمد الحويلة في ساحة التغيير ؟!

زاوية الكتاب

كتب 7495 مشاهدات 0

ومأساة هيباتيا

خص النائب السابق دعيج الجري بمقال عن ما حدث مع النائب د.محمد الحويله في ساحة التغيير، وجاء في المقال ما يلي:

محمد الحويلة .. ومأساة هيباتيا 


ما حدث مع النائب ' محمد الحويلة ' بساحة ' التغيير ' ، هو نفس المشهد الذي حدث مع ' أوريستوس ' والى مدينة ' الإسكندرية ' أواخر القرن الرابع الميلادي ، كما ورد في كتب التاريخ ، وكما صوره الفيلم الأسباني البديع ' أجورا ' .

كانـت ' هيباتيا ' أستاذة فلسفـة ، وكانت رائعة الجمال ، كما كانت محل تقدير وإعجاب تلامذتها المسيحيين والأجانب ، بالإضافة إلى تواضعها الشديد ، كما لم تكن تهوى الظهور أمام العامة ، ورغم ذلك كانت تقف أمام قضاة المدينة وحكامها دون أن تفقد مسلكها المتواضع المهيب الذي كان يميزها عن سواها ، والذي أكسبها احترامهم وتقدير الجميع لها .

إلا أن التفاف جمهور المثقفين حول الفيلسوفة ' هيباتيا ' ، التي لم تكن تؤمن بأى إله ، كان يسبب حرجاً بالغاً للكنيسة المسيحية وراعيها الأسقف ' كيرلس ' الذي كان يدرك خطورة ' هيباتيا ' على جماعة المسيحيين في المدينة ، خاصة وأن أعداد جمهورها كان يزداد بصورة لافتـة للأنظار ، بالإضافـة إلى صداقتها للوالـي الذي ُيقال أنه كان أحد تلاميذها ويكن لها تقديراً كبيراً ، والذي كانت بينه وبين أسقف الإسكندرية صراع سياسي في النفوذ والسيطرة على المدينة .

وفى مشهد مماثل لما حدث مع النائب ' محمد الحويلة ' ، بنفس السيناريو تحديداً ، مع اختلاف الشخوص والسبب ، أستدعى ' الأسقف ' ' الوالي ' الذي كان مسيحياً ، وكبار شخصيات المدينة لتلاوة الصلوات ، وفاجأ ' الأسقف ' الجميع بخطبه يريد فيها التخلص من ' هيباتيا ' على زعم أنها ساحرة ، وأراد من جميع الحاضرين أن يُقسموا بالكتاب المقدس على ذلك ! !

فمال ' الوالي ' على أحد المجاورين له وحدثه بأنه لم يكن هذا هو الاتفاق من اللقاء ، وأقسم جميع الحاضرين ، إلا ' الوالي ' الذي رفض أن يُقسم ، لأنه لم يكـن يرى فى ' هيباتيا ' تلك الشريرة التى تصوروها ، فتعرض للإهانة من جانب بعض الرهبان الذين قاموا بقذفه بالحجارة ، وشُجت رأسه ! !

وتأزمت العلاقة بين المسيحيين وبين الوالي رغم أنه كان مسيحياً أيضا ، وسرت الشائعات في المدينة أن سبب هذا العداء بين رجلي الإسكندرية يعود إلى ' هيباتيا ' وتأثيرها على حاكم المدينة ، وهذا لم يكن يعني أن المدينة لن تعرف الهدوء إلا بالخلاص من ' هيباتيا ' ! !

وكان مشهد موتها مأسوياً على يد جموع المسيحيين التي تتبعتها عقب رجوعها لبيتها بعد إحدى ندواتها حيث قاموا بجرها من شعرها ، ثم قاموا بنزع ملابسها وجرها عارية تماما بحبل ملفوف على يدها في شوارع الإسكندرية ، حتى تسلخ جلدها ، ثم إمعانا في تعذيبها ، قاموا بسلخ الباقي من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثـة هامدة ، ثم ألقوها فوق كومة من الأخشاب وأشعلوا فيها النيران .

هذا هو المشهد الذي حدث مع ' والى الإسكندرية ' أواخر القرن الرابع الميلادي ، أما المشهد الذي حدث مع النائب ' محمد الحويلة ' بساحة ' التغيير ' مساء يوم السبت 26 مارس الحالي ، فأنقله لكم حرفياً كما ذكره أحد شهود العيان : ( حضرت قبل قليل ندوة خليجنا سورنا ، وحبيت أنقل لكم ما حدث مع محمد الحويلة ، بدأت صيحات الاستهجان من الجمهور الغاضب منذ أن جلس ' الحويلة ' على الكرسي وقبل أن يتحدث ، وبعد أن تحدث ' مسلم البراك ' قال من عرض كلامه : ' أطالب الأعضاء الموجودين ، القسم على عدم التعاون ' ! ! ، وبعد حديث مسلم البراك عن القسم ، خرجت صرخات الجمهور : ' الحويلة أول واحد لازم يقسم ' ، ثم أنتقل الحويلة من مكانه على الكرسي وجلس في جوار ' فيصل المسلم ' ، وحدث بينهم جدال حاد ، وكأن لسان حال الحويله يقول : ' فيصل المسلم ما أتفقنا على هذا الكلام ' ! ! ، 
وأول ما قال عريف الندوة أسم ' الحويله ' ، تعالت صيحات الجمهور : ' أقسم .. أقسم ' ، وحاول ' الحويلة ' يتهرب ويغير الموضوع ، ولكن الجمهور الغاضب رد عليـه : ' أقسم على عـدم التعاون أو إطلع بره ' ! ! ، وحاول ' فـلاح الصواغ ' و' المسلم ' و ' الطبطبائي'  ، تهدئة الجمهور الغاضب ، ولكن خرج الأمر عن السيطرة ، الجمهور يحاول أن يقترب من الحويلة ، ويحاول منعه بالقوة عن الحديث ، لو طول الحويلة دقيقه في حديثه ، كنت أتوقع ضربه من الجمهور الغاضب اللى يحاول يقترب منه ! !  ، ولولا تدخل المنظمين والنواب الموجودين وتوقف الحويلة عن الكلام ، لحدث شيء عظيم ! ! ووصل الأمر إلى تشابك بالأيدي ، وكان الحويلة في موقف لا ُيحسد عليه )  .    ( أنتهى كلام شاهد العيان )      


وتبقى كلمة ..   

ما حدث لوالى الإسكندرية ، هو نفس ما حدث مع ' محمد الحويلة ' ، بسبب تمسك كل منهما برأيه ، ودفع والى الإسكندرية ثمن وقوفه مع هيباتيا ، ودفع محمد الحويلة ثمن وقوفه مع الشيخ ناصر ! ! وكان هذا هو حال ' الإسكندرية ' ، فهل وصل بنا الحال في ديرتنا إلى هذا المستوى  ؟ ! أترك لكم التعليق .


                                                      عضو مجلس أمة سابق

                                             دعيج الجري

 

الآن

تعليقات

اكتب تعليقك