ماذا سيفعل المحمد لمواجهة عقبة الإستجوابات الموجهة إليه- أحمد الديين يُعدد لنا الأساليب التي سيتبعها ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1449 مشاهدات 0



الدوّامة السياسية! 
 
كتب احمد الديين

لا أحسب أنّ هناك أي مفاجأة في التلويح المعلن من كتلتي “العمل الشعبي” و”التنمية والإصلاح” بتوجيه استجوابيهما الموعودين بالتتابع إلى رئيس مجلس الوزراء القديم الجديد الشيخ ناصر المحمد فور أدائه القسم الدستوري... فقد سبق الإعلان عن العزم على تقديم هذين الاستجوابين قبل استقالة الحكومة، ولعلّ عودة الشيخ ناصر المحمد إلى ترؤس الحكومة المقبلة توفّر الدافع السياسي لإعادة تقديمهما.
وبالطبع فإنّه في ظل حالة الاحتقان السياسي التي تعيشها البلاد منذ فترة ليست بالقصيرة، وكذلك في ظل موقف عدم إمكان التعاون مع الشيخ ناصر المحمد الذي أعلنه نواب كتلتي “الشعبي” و”التنمية” ومعهما نواب آخرون، وفي ظل المعارضة المعلنة من معظم التيارات السياسية لرئاسته الحكومة، فمن الطبيعي أن يواجه هذا الرئيس القديم الجديد مثل هذين الاستجوابين أو غيرهما من استجوابات نيابية ومواقف سياسية معارضة.
والأرجح أنّ هذا كله في وارد حسابات الشيخ ناصر المحمد، ولعلّه في الغالب سيكرر اللجوء إلى أسلوب تعامله مع الاستجوابات الأخيرة الموجهة إليه، بالحرص المعتاد على مناقشة أي استجواب في جلسة سرية، مع الترتيبات إياها لضمان أصوات الغالبية النيابية “المتعاونة”، ومحاولة اللعب على التناقضات الجانبية في الجبهة النيابية، بما يحول دون تكرار تصويت 22 نائبا مع أي طلب جديد لعدم إمكان التعاون مع الرئيس... بالإضافة إلى أسلوب اللعب على عنصر الوقت، ولعلّ اللعبة الأولى التي سيمارسها الرئيس ستتمثّل في إرجاء تشكيل حكومته الجديدة فترة طويلة من الوقت تتعطّل خلالها جلسات مجلس الأمة، التي سبق أن نجح في تعطيلها أكثر من مرة خلال دور الانعقاد الحالي!
هذا على المستوى النيابي، ولكن الحسابات والتداعيات قد تختلف كثيرا إذا انتقلت دائرة الصراع بين المعارضة والرئيس من هذا المستوى النيابي المحكوم وموازين قواه المختلة إلى المستوى الجماهيري المختلف خارج مجلس الأمة، مثلما كانت الحال في الندوات والتجمعات الجماهيرية الحاشدة السابقة لجلستي الاستجواب الأخير للرئيس والتصويت على عدم إمكان التعاون معه، بدءا من ندوة ديوان النائب أحمد السعدون مساء 4 ديسمبر 2010 وانتهاء بتجمع ساحة الصفاة مساء 4 يناير 2011 وما بينهما من ندوات وتجمعات أخرى كان أشهرها ندوة ديوان النائب الدكتور جمعان الحربش وأحداثها المشهودة.
وفي الوقت نفسه فقد تتداعى الأوضاع على نحو مختلف تماما عما هو محسوب ومقدّر في حال الاضطرار إلى اللجوء لخيار حلّ مجلس الأمة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة مثلما حدث أكثر من مرة في الأعوام 2006، و2008، و2009، وما يمكن أن تأتي به نتائج أي انتخابات نيابية جديدة... وفي الغالب فإنّ الرئيس سيحرص على تجنّب مثل هذا الخيار غير المرغوب منه ومن الغالبية النيابية، ولكنه قد يكون الخيار الوحيد المتاح للخروج من هذه الدوامة السياسية ودورانها المرهق.
وأيًّا كانت التقديرات والتوقعات والحسابات المسبقة، فإنّ الواقع السياسي لا يعرف الثبات والسكون والجمود، وإنما هو واقع متغيّر متبدّل متحرّك لا يمكن التحكّم مسبقا في مساراته ومفاجآته وتناقضاته وصراعاته وتقلباته وردود أفعاله، وما أكثرها!
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك