المرشح بين الشعار ... والشراع

زاوية الكتاب

كتب 845 مشاهدات 0


من أجمل اللحظات التي نعيشها نحن كشعب، بل من أجمل اللحظات التي تسري في روح بلدنا وتبعث فيه روح التفاؤل والأمل، هي اللحظات التي تكون قبل الانتخابات البرلمانية. لحظات تشيع فيها الشعارات والوعود، لحظات تهتز فيها المنابر وتُضرب الطبول، لحظات تحسدنا فيها الدول والشعوب. لحظات تنتهي عند قص الشريط دخول أعضاء للبرلمان مزينين ببشت ثقة الشعب وطموحه. فترجع الحكاية القديمة التي تكررت سنين كثيرة، من الخذلان والألم.تتنوع الشعارات وتتلون بأبهى الألوان، وتشترك معظمها شكليا في 'ضد الفساد' ولكن معنى الفساد يختلف من مرشح لآخر. مرشح يجد الفساد في توزيع المناقصات الكبرى بالرغم أنه لا يتوانى في إفشاء الواسطة والفساد الإداري، ومرشح يجد الفساد في توزيع الجواخير والإسطبلات بالرغم أنه متكسب شاليهات ومتنفذ في المناصب العليا وغير ذلك. وبسبب هذه الاختلافات في المعنى، فإننا لا نزال وسنظل محصورين في الفساد. بسبب ما سئمنا منه من خلال الأحداث السابقة، فإننا وجدنا كثير من النواب يستبدلون شعاراتهم إلى 'أشرعة' يقودون بها مساراتهم ليحققوا مصالحهم الشخصية. فإنني لا أضع شعارات المرشحين من ضمن معايير الاختيارات لعضو البرلمان. نحن في مرحلة نحتاج أن نختار المرشح ذو علم وأمانة، على أثر 'القوي الأمين' بعيد عن التعصب القبلي والطائفي. العلم في هذا الزمن هو مصدر القوة والعزة ومصدر بناء الأمم والأوطان. والأمانة هي مصدر الإحساس بالمسئولية والوضوح والشفافية، والعطاء الغير محدود. المجلس بحاجة لكفاءات من مختلف العلوم (الهندسية، والإدارية، والقانونية، والاقتصادية). المجلس بحاجة لتجانس هذه الكفاءات لتكن خير رقيب وخير شارع للحكومة، ليتحقق الهدف الأسمى في نهضة وخدمة البلد.

م. سالم محسن العجمي

كتب: م. سالم محسن العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك